واجه المهندسون عبر التاريخ عقبتين لدى تصميم الطائرات الكهربائية. فالبطاريات التي تقوم بتشغيل المحركات الكهربائية كانت ثقيلة جداً، وليست مكثفة للطاقة بما يكفي لتوفير طاقة كافية، إضافة إلى أن عواقب الفشل عالية جداً، إذ إن فقدان الطاقة سيفضي إلى هبوط محطم بكل تأكيد. غير أن بول بيترسون مؤسس ورئيس شركة “فولتا فولير" للطيران في أوريغون، قال إن “بطاريات ومحركات السيارات الكهربائية أصبحت خلال السنوات القليلة الماضية خفيفة وقوية وفعالة بما يكفي لجعل رحلة كهربائية – أو هجينة على الأقل – عملية ممكنة"، مضيفاً أن الشركة “ستبدأ خلال فصل الربيع الحالي اختبار طائرتها ذات الأربعة ركاب (جي تي 4)، وهذه الطائرة التي صُنِعت وفقاً لهيكل قياسي ستطير وفقاً لأسلوب طاقة هجين مماثل لذلك الموجود في سيارة شيفروليه فولت مع بطاريات ومحرك بنزين احتياطي". ويمكن أن تكون الطائرة الكهربائية أقل تكلفة بصورة كبيرة في التشغيل من الطائرة التقليدية، فرحلة لمسافة 200 ميل في طائرة كهربائية شخصية ذات محرك واحد ستستهلك ما يعادل 20 دولاراً من الكهرباء، مقارنةً بحوالي 80 دولاراً من بنزين الطيران، فضلاً عن أن المحرك الكهربائي يحتوي على جزء واحد متحرك ولن يحتاج إلى صيانة إلى حد كبير. وقد استقر فريق بيترسون على أن “في الطائرة هيكلَ دفع يشتمل على جناح متصالب قرب مقدم الطائرة ومروحية خلفية تدفعها في الجو، إضافة إلى أن تصميم الهيكل الثلاثي الأجنحة سيوفر مساحة واسعة لوضع البطاريات". ومراوح “جي تي 4″ الكربونية ذات الأربع شفرات أخف وزناً من تلك المصنوعة من المعدن أو الخشب، ولكنها قوية بما يكفي لمعالجة عزم التدوير الثقيل الذي تنتجه المحركات الكهربائية. وفي وسع “جي تي 4″ الإقلاع والطيران مسافة تصل إلى 300 ميل بقوة البطارية وحدها، وعندما تنخفض مؤونة الطاقة إلى 25 في المئة يعمد مراقب البطارية إلى إرسال إشارة إلى محرك البنزين للعمل، والذي يقوم بتوليد كهرباء تعيد شحن البطارية. ومحرك هذه الطائرة الكهربائي المصنوع من محركين أصغر حجماً يقبع في غلاف مغلق من الألمنيوم، ويستطيع توليد قدرة حصانية تبلغ 600 وتحمل 400 طوال الرحلة، وبخلاف محرك الاحتراق الداخلي فهو يحتاج إلى “حاسوب حضن" فقط للقيام بتشخيص إلكتروني سريع يتصل بسلك “يو بي إس" على الطائرة. ويدعم محرك بنزين فائق الشحن من 1.5 لتر النظامَ الكهربائي في الطائرة، ويحتوي خزان سعته 23 غالوناً في جسم الطائرة على ما يكفي من البنزين الخالي من الرصاص لتمديد نطاق الطائرة حتى 1000 ميل، وبمجرد تحسن البطاريات يستطيع المهندسون رفع محرك البنزين وتحويل “جي تي 4″ إلى طائرة كهربائية بالكامل.