شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكرا سعادة الرئيس فقد علمتني شيئاً من علم الحشرات (Entomology
نشر في الراكوبة يوم 05 - 05 - 2012

الرسالة بطبيعة حالي وخاصة بعد انتقالي من خندق الظلام الدامس إلى رحابة التفكير الحُر وحرية المعرفة وقفت كثيراً في عبارة (الحشرة) الشعبية..و(رئيس الحشرات) التي قالها الرئيس عمر البشير، وما تبعها من أوصاف لأهلنا الجنوبيين، وقد تابعت ردود الأفعال النفسية لكل من أصابتهم رشاش الأوصاف الرئاسية من عبارات لا تليق البتة بمن يتقلد مسؤولية العباد، كما وصفها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم " كلمات يقولها المرء ولا يلقي لها بالاً فتهوي به في نار جهنم سبعين خريفاً..".!!، فإن حجم الأذى الذي أصاب الجنوبيين كان كبيراً وقد غصّت به النفوس وقد زاد من احتقان التعالي والتكبُر والتجبُر، الأمر الذي جعل إمراة من الجنوب تسجل رسالة لمن أساء لها ولأهلها، وكان الرد بكلمات بذيئة للغاية لكنها عبرت بشكل من الأشكال عن حنقها وغضبها على من وصفهم بالحشرات، وهذا هو ديدن النفس البشرية لا بد أن تنتصر لنفسها مهما كانت الظروف، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:يحذر أصحابه من مسّبة الآخرين "لا تسبوا آباءهم حتى لا يسبوا آباءكم ولا تسبوا آلهتهم حتى لا يسبوا إلهكم"، فالرئيس البشير بكلمته تلك التي أطلقها جر الإساءة لنفسه ولأسرته ولطائفته التي تؤيده.
وحادثة (الحشرة) هذه جعلتني أرجع للكثير من المراجع الدينية منها والعلمية، ولأن الوصف كان جارحاً للحد البعيد اتسم بالإساءة لدرجة التقزز من الكلمة، ولا سيما وأن ديننا الحنيف منعنا ذلك وأوصانا بالتريث ووالحكمة والموعظة الحسنة حتى لا نقع في المحرمات، وقال رب العزة والجلالة "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاًِ" 70 الإسراء، فإن الجنوبيين مهما كان موقفهم منا فإنهم بشر خلقهم الله تعالى الذي كرمنا وأحسن خلقنا كما جاء في الآية، ويقول بن كثير عليه رحمة الله في تفسيره لهذه الآية إن الله سبحانه وتعالى يخبر عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كما قال (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) [ التين 4 ] أي يمشي قائما منتصباً على رجليه ويأكل بيديه وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدنيوية والدينية.
وكرمنا تضعيف كرم، أي جعلنا لهم كرماً أي شرفاً وفضلاً، وهذا هو كرم نفي النقصان لا كرم المال، وهذه الكرامة يدخل فيها أنه خلقهم على هذه الهيئة في امتداد القامة وحسن الصورة، وقد استدل بهذه الآية على أفضلية جنس البشر على جنس الملائكة، قال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم قال قالت الملائكة "يا ربنا إنك أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون منها ويتنعمون ولم تعطنا ذلك فأعطناه في الآخرة"، فقال الله "وعزتي وجلالي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان ".
قمة التكريم.. وقمة العطاء..!!.
وقال الطبراني بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال "ما شيء أكرم على الله يوم القيامة من ابن آدم قيل يا رسول الله ولا الملائكة قال ولا الملائكة، الملائكة مجبُورون بمنزلة الشمس والقمر".
ونخلص من ذلك إلى أن الانسان مهما كانت سحنته وموقفه ولغته وعلاقته بنا فهو عند الله تعالى مُكرم وبالتالي لا مكان لإهانة كرامته والتسفيه به ووصفه بالأوصاف غير اللائقة، ولو أنني أحسب ان وصف عمر البشير للجنوبيين بالحشرات إنما هي مدح وثناء وليس قدح كما كان يظن، فإن الحشرات كذلك كائنات خلقها الله تعالى ولم توجد نفسها على هذه الأرض، ولكل منها غاية في هذه الدنيا، وان الحشرات هي إحدى العلامات الدالة على قدرة المولى سبحانه وتعالى، ودالة كذلك على ربوبيته الحقة وحده لا شريك الله.
والقرآن الكريم يُحدثنا ملياً عن الحشرات وقد أنزل الله تعالى سوراً تُتلى باسم النمل والنحل وذكر معجزات البعوض وغيرها، مما يقف عنده المرء بالتأمل والتفكير والتدبر فإن الخالق عز وجل لم يخلق شيئاً عبثاً، وهو القائل "ما فرطنا في الكتاب من شئ"..صدق الله العظيم.
وقد أكدت العلوم الحديثة وعلم الحشرات (Entomology) بشكل خاص أن هناك تماثل وظيفي ما بين الانسان والحشرات، وقد جاء في الآية 38 من سورة الانعام ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ....) اشارت الى قاعدة من أهم قواعد تصنيف صُور الحياة المختلفة، وان كل نوع من انواع الحياة عبارة عن خلق يشبه خلق الانسان فى انبثاقه عن أصل واحد، وترابطه فى أمة واحدة. وأن التشابه والتماثل بين هذه الامم والانسان ليس فى السلوكيات والاخلاق والاعمال فحسب، ولكن يتعدى كذلك التشابه والتماثل فى التركيب الجينى والوظيفى، والذى ثبت من نتائج الدراسات البيوكيمائية والمجهرية والوراثية وابحاث الجينوم.
الحشرات..معجزات ومعلومات لا تصدق..!!.
أتاحت لي شتيمة (الرئيس) عمر البشير لأهلنا في الجنوب بالحشرات أن أتعرف أكثر على هذا النوع من المخلوقات ولا إدري إن كان عمر البشير يدرك بأن الحشرات مخلوقات ربانية أم أنها خلقت نفسها بنفسها..!!، المهم دخلت عدد من الموسوعات العلمية بحمدالله تعالى عرفت الكثير ما لم أكن أعرفه من قبل عن الحشرات..
العنكبوت ورد ذكره في القرآن الكريم مرتين في سورة العنكبوت في الآية (41) قال تعالى( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
الفراش ورد ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة قال تعالى: ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ) (القارعة الآية4)
القمل: ورد ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة: قال تعالى( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ) (سورة الأعراف الآية133).
النحل كذلك ورد ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة: قال تعالى: ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) (سورةالنحل الآية 68).
النمل ورد في القرآن الكريم ثلاث مرات: قال تعالى( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (سورة النمل الآية18).
الذباب ورد في القرآن الكريم مرتين( بسورة الحج الآية73).
قال تعالى( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباًوَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (سورة الحج الآية 73).
البعوضة ذكرت في القرآن الكريم في سورة البقرة قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (سورة البقرة: 26).
حِكم رب العالمين في خلق الحشرات..الذباب مثلاً..!!.
هناك حِكم ربانية من خلق الحشرات لا نعلمها والتي نعلمها نقف عندها كثيراً، ومنها ما حيرت عقول العلماء،،، مثلاً الذباب وُجد أنه يحوي زغب على جسمه وأرجله يستطيع أن يسلب أي شيء يحط عليه فتعلق به حبوب الطلع لذا يساهم في تلقيح الأزهار والنباتات ويتحدى رب العالمين أن يستنقذ أي إنسان ما يسلبه الذباب منه حيث لديه خرطوم يمتص به ما يسلبهم إياه ويهضمه في فمه خلال ثوان فلا يستطيع أحد استرجاعه (فضعف الطالب والمطلوب) وفي الهدي النبوي مثل آخر للذباب حيث قال صلى الله عليه وسلم:" إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء "(رواه البخاري).
الذباب شديد التقاط الأوساخ من بيوض ديدان وطفيليات و جراثيم ممرضة من بكتيريا وفيروسات وخاصة فيروسات ملتهمات البكتيريا (Bacteriophages) لتي تتخصص كل نوع منها في القضاء على نوع معين من البكتيريا وحتى على فصيل(Species) معين من نفس نوع البكتيريا أو حتى على نوع مصلي (Serotype) معين من ذلك الفصيل وأضرب مثلاً للفيروس الذي يلتهم البكتيريا الممرضة الآية الكريمة التي تقول وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129) ويتجلى الهدي النبوي بأن نغمس الذبابة كلها لأنه لا ندري في أي جناح توجد هذه ال Bacteriophages وتتواجد ال((Bacteriophages بالطبيعة بشكل رئيسي في المجاري (Sewage) ويبلغ قطرها 20- 25 مليميكرون وللعلم أصبح الآن شغل الشاغل للشركات الدوائية لتصنيعه تجارياً لعلاج الأمراض عوضاً عن المضادات الحيوية ومشاكل المقاومة فيها.
البعوضة هذه الحشرة العجيبة..!!.
ولماذا لا يستحي جل جلاله من ضرب البعوضة مثلاً لأنه الحق والحق يقوله دائماً وفي القرآن أمثال كثيرة، قال بعض السلف وهو عمرو بن مرة: ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني، لأنني سمعت الله تعالى يقول: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.. فانظر إلى البعوضة الحقيرة قيمة والعظيمة مثلا: فالبعوضة من حشرات ثنائية الجناحين تشترك مع الذباب في عائلة واحدة ويتواجد البعوض في كل أنحاء العالم ماعدا القطبين ولا تتواجد على ارتفاع 5500م ولا على انخفاض 1250م من سطح البحر و لها 34 جنس أو نوع وتضم 3100 فصيل وعادة تضع البعوضة بيوضها ( تقدر ب1000 بيضة خلال حياتها بواقع 170بيضة/ مرة) في مياه البرك، الأنثى التي تكون حاملة لبويضات تقوم بمص الدم لتغذية البويضات وفي شهور الصيف او الخريف تضع الأنثى البيوض على الأوراق الرطبة او بجانب البحيرات اليابسة. فالبعوضة الام بواسطة اللاقطات الحساسة الموجودة تحت بطنها تقوم بالبحث عن مكان مناسب لوضع بيوضها وعندما تجد المكان المناسب تقوم بوضع بويضاتها فطول كل بيضة لا تصل 1 ملم فتوضعها واحد فواحدة او بحالة مجموعة وتوضع بصف واحد، وهناك نوع ثاني تقوم بربط بويضاتها بعضها ببعض وتضعها، وتصل عدد البويضات التي تضعها في المجموعة 300 بيضة.
وبعد ان تضع البعوضة بويضاتها التي تكون بلون ابيض وبعد 12 ساعة من وضع البيض تتبدل لونها الى لون الأسود وسبب تبدل لونها هو لكي لا يعرف من قبل الحشرات والطيور أي بمعنى آخر لكي لا تكون طعاما لهم. وهذا الشئ سبب لحمايتها وان بعضها تغير لونها حسب البيئة التي هي بها. وتفقس البيوض بعد 3-8 يوم فتخرج اليرقانات، حيث تتغذى على العوالق، وهي تتدلى من سطح الماء معلقة بذيلها الذى هو أنبوب التنفسوتستمر يرقة 12 يومثمخادرة مائية (PUPA ) لمدة أسبوع (وهي الوحيدة من لها خادرة مائية وباقي الحشرات لها خادرة أرضية) ثم تخرجمن الخادرة(معناها النائمة)بعوضة كاملة وتطير قي الهواء. وتستغرق هذه العملية من 9الى 14 يوم في الماء الساكن، أما الماء الجاري فلا يبيض فيه، تقوم البعوضة بعد الهبوط على سطح جسم العائل بترطيب سطح الجلد وذلك بإفراز مخدر موضعي لتسهل إمرار خرطومها في الجلد( ويشبه هذا الخرطوم إبرة المحقن أو الإسرينج) ولهذا الخرطوم 6 أجزاء جانبية (تشبه السكاكين) لتثبيت الخُرطوم على سطح الجلد ليسهل دخوله في أقرب شريان سطحي(حيث لديها القدرة على تمييز وتحسس الشرايين دون الأوردة) فتثقب البعوضة الجلد ثم تمتص الدم ويكمن السر في نقلها للأمراض عملية التقيؤ التي تقوم بها في كل مصة دم حيث تفرغ ما أخذته من جسم في جسم آخر حاصلة من الأخير على وجبة دم جديدة.
عزيزي القاري الكريم..هذا قليل من كثير..وكما قال تعالى في كتابه العزيز و"ما اوتيتم من العلم إلا قليلاً.."إلخ.
المعنى التربوي في ذكر الحشرات.. أ.د. مصطفى رجب
لا شك بأن المولى سبحانه وتعالى يعلمنا الأدب كما يحثنا على التفكُر والتدبُر والتأمُل في بديع خلقه لذا يجد المرء قيمة تربوية كبيرة في ذكر المخلوقات في الأرض ومنها الحشرات على سبيل المثال وما فيها من معجزات ربانية عظيمة الدلالة على أنه واحد لا إله إلا هو، يحي ويميت وهو على كل شئ قدير..
فإن التأمل في خلق الحشرات وما تقوم به من أدوار في حياتنا لهو كفيل بأن ننقاد لله تعالى في كل ما نقول ونعمل، وأن لا نستهين بخلق الله سواء كان بشراً أو حيوانات بكل أنواعها سواء كانت حشرات أو غيرها، كما نكرر ونقول دائماً إن ( لله في خلقه شؤون)..بالفعل هذه حقيقة ونستنبط منها أنه لا مكان للتقليل من خلق الله..مثلاً ليس من الأدب مع الله تعالى أن نصف مخلوقاته بالأوصاف الناعتة ولا وضعها مكان شتيمة وإزدراء وتقليل من شأنها، وربما هي تقوم بدور في إداء رسالتها أفضل وأعظم من دور قائل الشتيمة..!!.
الطاهر حسن التوم صديق الرئيس لا مكان للنفي..!!.
أعتقد أن اطلاق عبارة (الحشرة) و(الحشرات) على بنى البشير قد عرت الرئيس تماماً من كل خُلق اسلامي وسوداني، فإن العبارة برغم أنه قيلت في حق الحركة الشعبية الحاكمة في جمهورية جنوب السودان إلا أن المنطق والطريقة التي قال بها الرئيس خطابه ذاك تقول أنه قصد بها كل الجنوبيين، وخاصة إذا رجعلنا لعبارة "أقول لرئيس الحشرات.."..!، فلا يحاول السيد الطاهر حسن التوم أن ينكر عن الرئيس هذه العبارة المؤثقة في كل الصحف وصحيفة (الحياة) اللندنية بالذات عدد يوم السبت 12 أبريل 2012م بالعبارة التالية من متن الخبر:
وأضاف البشير الذي كان يحيط به نوابه ومساعدوه "نقول إلى رئيس الحشرات سلفاكير .. قواتك خرجت بالقوة ولم تنسحب من هجليج ورجالنا دخولها عنوة، وعدوانكم لا يزال مستمراً في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، والمتمردون في المنطقتين من قواتكم".
فلا مكان للنفي.. الجملة مؤثقة صوت وصورة وكتابةً..!!.
الكل في الوسط الصحافي والاعلامي في الخرطوم يعرف بأن السيد الطاهر حسن التوم لولا صداقته بالرئيس عمر البشير ما كان ذاع صيته عبر الفضاء الاعلامي، وأعتقد أن السودان لو كان في طبيعة حاله في حكم وطني رشيد ما كان مثل هذا الرجل أن يطل على المشاهدين ولا على القراء بأي حال من الأحوال، لكن البلاد أصبحت غابة ينعق فيها البوم..ويستأسد فيها أشباه الرجال.
جيوش الحشرات هل تجتاح الخرطوم..؟!.
علمتنا التجارب في هذه الحياة أن الشاتم دائماً قليل الحيلة فاقد للمنطق، عاجز عن الفعل الحسن والأفضل لذا من السهولة أن يشتم ويسب لأنها ذلك هو الفعل الأسهل القيام به، أما الذين يتدبرون ويعملون في صمت مستفيدين من علم الحشرات فإنهم ينفعون الأمة..مثلاً فكر علماء بوزارة الدفاع الأمريكية في انشاء جيش من الحشرات شبه الآلية يمكن التحكم فيها عن بعد وارسالها في مهام للكشف عن متفجرات أو مخابىء أسلحة وغير ذلك ومن ثم قيامها بارسال رسائل بث إلى مركز خاص للتحكم. وحسب هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان الفكرة تنبثق من زراعة رقائق لانظمة الكترونية في أجسام الحشرات الحقيقية، وتعتقد وكالة أبحاث المشاريع الدفاعية المتقدمة التى تهتم بابتكار كل ما من شأنه المحافظة على التفوق التقني العسكري للولايات المتحدة أنه يمكن للعلماء الاستفادة من مراحل تطور نمو الحشرات لأغراض عسكرية.
وبحسب الوثيقة التي اقترحتها الوكالة فان الفكرة انطلقت من إحدى مراحل نمو الحشرة "مرحلة الخادرة" وهي مرحلة تحول الحشرة من اليرقة إلى الحشرة الكاملة والتى يمكنها فيها اعادة وضع الأعضاء الداخلية حول الأجسام الغريبة، أما الأجسام الغريبة المقترح زرعها في جسم الحشرة فهي رقائق الارسال والاستقبال الألكترونية التى يأمل العلماء ان تمكنهم من الكشف عن أهداف وأغراض عسكرية معينة. وأجمع عدد من الخبراء والعلماء الأوروبيين فى تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية على أن الأفكار الغريبة ليست دائمة مستحيلة أو عديمة الجدوى، كما أن التقنيات الحديثة قد تتيح للحشرة المزودة بشرائح الكترونية الكشف عن مواد كيميائية أو متفجرات مثلا لكنهم يستبعدون السيطرة على مسار طيران الحشرات شبه الآلية بعد وصولها نحو الهدف وبخاصة ان تقنية استقبال رسائل البث تتطلب وجود أطباق استقبال خاصة تكون قريبة جداً من الهدف المطلوب وهو ما من شأنه الكشف عن أي عملية عسكرية سرية.
فإذا كان الأمريكان الذين نحسبهم أعداءنا ونضرب بهم المثل يستفيدون من الحشرات في تطوير حياتهم وفي الرقي بأساليبهم العسكرية الدفاعية منها والهجومية فمن باب أولى أن تستفيد دولة شمال السودان من الذين يعتقد رئيسها بأنهم (حشرات)، فبلادنا في أشد الحاجة لهم بإمكانياتهم الهائلة فيما يكفي حاجتنا من البترول وغيره.
وخلاص القول..إن الرئيس عمر البشير بعد عقدين وأكثر من الحكم لا زال في وضع يُحسد عليه، بعيداً عن المبادئ التي جاء بها في خطابه الأول وفي أدبيات حزبه المكتوبة والتي لم تجد طريقها حتى الآن لواقع الحال، وهو يدعي تمسك نظامه بالاسلام، وقد إنكشفت عوارته للجميع لا إسلام رأينا ولا بلادنا سلمت من أذى عباقرة الكذب، فإن وصف الجنوبيين بالحشرات يزيد من رصيد الرئيس في إطلاق الإهانات والشتائم والألفاظ وقد أفكر يوماً في كتابة (الموسوعة الكاملة في الشتيمة والسباب للرئيس عمر البشير).
والها غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
5 مايو 2012م
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.