قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ). ويقول عمرو بن مرة وهو من السلف (ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها, إلا أحزنني أنني سمعت الله تعالى يقول في محكم تنزيله: (تِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ). والمقصود ب (فما فوقها) حسب رأي ابن كثير، الذبابة والعنكبوت اللتان ضربتا مثلاً من قبل. أما بوجود المجهر الإلكتروني فقد اكتشف العلماء وجود حشرة طفيلية تعيش فوق جسم البعوضة، كما اكتشف العلماء حديثاً أن هذه البعوضة التي نراها صغيرة وحقيرة في الوقت نفسه، ما هي إلا معجزة من معجزات الله في خلقه، وتدل على عظمة الله في خلقها وفق نظام يثير الحيرة. فهي من الحشرات ثنائية الأجنحة تشترك مع الذباب في عائلة واحدة وتتواجد في كل أنحاء العالم ما عدا القطبين، ولا تتواجد على ارتفاع «5500م» ولا على انخفاض «1250م» من سطح البحر، ولها «34» نوعاً، وتضم «3100» فصيلة، ومن أشهرها وأخطرها بعوضة (الأنوفليس). ومن المعروف أن البعوض حشرة مصاصة للدماء، وأنها تعيش على الدم، ولكن هذه المعلومة ليست صحيحة، لأن أنثى البعوض فقط هي التي تمتص الدماء، والأنثى لا تمتص الدم لكي تتغذى عليه وإنما تتغذى على رحيق الزهور، والسبب الوحيد لهذا الفرق هو أن أنثى البعوض تحمل البويضات التي تحتاج إلى البروتين لتكبر وتنمو. ومن معجزات الله في خلق هذه الحشرة الصغيرة إحدى عشرة معجزة نسردها كالآتي حسب اكتشاف العلم الحديث: 1 - إن لها مئة عين في رأسها. 2 - في فمها (48) سناً. 3 - لها ثلاثة قلوب في جوفها. 4 - لها ست سكاكين في خرطومها، ولكل واحدة من هذه السكاكين وظيفة. 5 - لها ثلاثة أجنحة في كل جانب. 6 - مزودة بجهاز حراري يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء، ووظيفته أن يعكس لها لون الجلد البشري في الظلام ويحوله إلى لون بنفسجي لتتمكن من رؤيته. 7 - مزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز إبرتها دون أن يحس الإنسان. أما الألم الذي يشعر به الإنسان فهو نتيجة مص الدم. 8 - مزودة بجهاز تحليل دم، أي أنها لا تستسيغ كل الدماء، لذلك نلحظ وجود شخصين في مكان واحد أحدهما تشبعه لسعاً، بينما لا تقترب من الآخر. 9 - مزودة بجهاز يعمل على تمييع الدم حتى يسري عبر خرطومها الرقيق جداً. 10 - مزودة بجهاز للشم يمكنها من شم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل إلى (60) كلم. أما آخر المعجزات التي توصل إليها العلم الحديث فهي اكتشاف تلكم الحشرة التي تعيش فوق ظهر البعوضة وتتغذى عليها، تستحيل رؤيتها إلا بالمجهر، وفي هذا تصديق لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا...). { من خلف نافذة مغلقة: يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل ويرى مناطق عرقها في نحرها والمخ في تلك العظام النُّحّل امنن عليَّ بتوبة تمحو بها ما كان مني في الزمان الأول.. يا لله!!