الابن سند و(ضهر).. مقولة قديمة ومترسخة في المجتمع السوداني، خصوصاً ان ذلك الابن يعتبر امتداداً طبيعياً لإسم والده واسرته الكبيرة، لكن في الآونه الاخيرة اضحت هنالك نظرة (سلبية) للابناء تحديداً، وذلك من باب ان الابن منذ ان يتخرج من الجامعه ويجد العمل يفكر في الزواج والبيت الخاص به، ومن هنا تبدأ عقود ارتباطاته بالاسرة تنفرط الواحدة تلو الاخرى، حتى يجد نفسه مضطراً بعد الزواج لخوض الحرب مابين جبهتين، الجبهة الاولي هي اسرته، والجبهة الاخرى تكون في الغالب الاعم (النسابة)..!! علاقة خاصة: مدثر محمد خالد يقول انه تربى وسط اخوانه اولاد وبنات لان والدتهم توفيت وهم صغار، ووالدهم توفى بعدها بمدة، لذا يقول ان ارتباطهم بوالدهم كان كبيراً، ويضيف: (نحن كأسرة نحرص على الحفاظ على رباطنا، حتى البنات عندما يتقدم لهن عريس فنحن نشترط عليه ان يقيم معنا في البيت الكبير، لذلك نحن لم نعان من قصة الانقطاع التي تحدث عند بعض الابناء، واضاف: نحن كاخوة لا ننام اذا لم نطمئن على بعضنا البعض، وايضا زوجاتنا وأزواج اخواتنا لهم اسر ونحن نكون حريصين على استمرار هذه العلاقات ببعضنا، وبالمختصر المفيد نحن نحرص على أن يكون زواجنا إمتداداً لأسرتنا الكبيرة. هموم أخرى: أما حرم محمد فتقول ان (ولادة الاولاد) زمان كانت مناسبة يفرح بها كل الاهل على اعتبار انك (جبتي السند)، وجبتي البجيب (المرا البتريحك في اخر عمرك).. لكن الزمن دا أصبح الاولاد (وجع قلب شديد) أول ما يتخرج ويشتغل في وظيفة سمحه اول حاجة يفكر في الزواج وطبعا (العروس بتكون جاهزة).. فهي اما زميلته في العمل أوفي الجامعه، وتضيف حرم: تجد الابن ليس له هم سوى الاسراع في اتمام مراسم الزواج، ويبذل من اجل ذلك كل جهده وماله للزواج..وصمتت قليلاً قبل ان تضيف: (الغريبة الواحد منهم لما يجي يعرس مابفكر يقول اعوض امي دي على تعبا..ولا احججا ساكت..وبصراحة البنات الزمن دا بقن احسن من الاولاد ).! الدخان القريب بيعمي: (ام اسامة) طبقت نظرية اخرى للحفاظ على التواصل مع ابنها، فقد قامت بتزويجه من ابنة اختها، لكنها تعترف ان تلك الوسيلة لم تنجح بل ووصفتها بعبارة (الدخان القريب بيعمي)..في اشارة منها لعدم نجاح تجربتها تلك، بعد أن نجحت ابنة اختها بإقناعه للسفر للمملكة العربية السعودية، برغم اعتراضي على الموضوع، إلا انه في النهاية رضخ لرغبتها وهاجر بعيداً عني. جمعة الاسرة: ويقول الحاج عبد الرحمن انهم تسعه اولاد، وكلهم يقطنون بعيداً من اسرتهم، لكنهم يحرصون على (اللمة) يوم الجمعة والتى يطلقون عليها (جمعة الاسرة)..ويضيف: هذه اللمة لامجال فيها للاعتذار او التكاسل لأنها الرابط الوحيد بيننا واسرتنا الكبيرة، ويشير الى انه حتى ان غاب احدهم بسبب سفر او ظروف عمل فأنه يقوم بالاتصال بهم ويتحدث معهم عبر الهاتف..! وصية غالية: وتعترف (حياة عبيد) ان علاقتها باولادها ليست مثل علاقتها ببناتها، وذلك بسبب زواجهم من نساء من خارج الاسرة، وسكنهم بعيداً عنها، برغم انها لاتعتقد ان ذلك يمثل مبرراً كافياً للغياب، وتضيف (حياة) انا اوصي بناتي دوماً، وأقول لهن: لا تمنعوا ازواجكم من زيارة امهاتهم، لان هذا حرام والولد (الامو ما رضيانه عليهو ما بتوفق).. وهذا سينعكس عليك في حياتك الخاصة. تواصل مهم: وترى (خالدة محمد) ان البنات لهن سياسة محددة تجاه اهل ازواجهن، حيث تحاول كل منهن ان تجعل الزوج قريبا من اهلها بعيداً عن اهله، بالرغم من ان هذه العلاقة يجب ان تكون وفق معايير محددة، وكما ان لها اسرة تريد ان تكون قريبة منها، هو بالمقابل ايضا له اسرة تحتاج لوجوده بجانبها وتفقد احوالها، لان العلاقة هذه مهمة جدا حتى للابناء القادمين، حيث يجب ان يكونوا على علاقة تواصل مع اهل الاب والام معاً. السوداني