قبل جيل (أو جيلين) من True Blood، Vampire Diaries، وBuffy the Vampire Slayer، اعتاد الأولاد الإسراع في العودة من المدرسة إلى المنزل لمشاهدة مسلسل عن مصاصي الدماء، مسلسل لا تزال موسيقاه عالقة في أذهانهم. لم تكن أجهزة TiVo أو Hulu أو حتى VHS قد ابتكرت في تلك الحقبة. لذلك، كان عليهم الوصول إلى المنزل قبل الرابعة بعد الظهر، وإلا فاتتهم التطورات الغريبة في Dark Shadows حول قرية كولينزبورت الملعونة. اعتبر Dark Shadows ظاهرة فريدة، لأنه أول مسلسل تناول القوى الخارقة. كان أول عمل تلفزيوني يقدّم للناس خلال النهار جرعة من المشاهد المخيفة والمشوقة. فتحول النجم جوناثان فريد (الممثل الكندي الذي توفي الشهر الماضي عن عمر 87 سنة) اسماً لامعاً ردده الجميع، فيما كان يؤدي دور برناباس كولينز، الشبح المقيم في قصر كولينوود. استمر عرض هذا المسلسل من عام 1966 حتى 1971، إلا أن تأثيره دام طويلاً، خصوصاً في تيم بورتون وجوني ديب، اللذين أعادا إحياءه في فيلم سينمائي. يشارك في بطولة فيلم Dark Shadows جوني ديب، إيفا غرين، هيلينا بونهام كارتر، كلوي غرايس مورتز، ميشال بفايفر، جوني لي ميلر، وجاكي إيرل هالي. تبدأ الأحداث عام 1972 مع اكتشاف تابوت برناباس الحديدي في موقع للبناء في ضواحي كولينزبورت. بعد أن يتحرر برناباس من تابوته وسلاسله الحديدية، يقتل جميع من في الموقع في الحال ويعود إلى كولينوود، حيث يلتقي القيم على القصر ويلي (هالي). في المسلسل الأصلي، يوقظ ويلي مصاص الدماء النائم برناباس خلال بحثه عن مجوهرات العائلة تحت القصر. وكما في المسلسل التلفزيوني، يدعي برناباس أنه أحد أقارب العائلة من إنكلترا، مع أن البعض يدرك الحقيقة، خصوصاً أنجليك بوشارد (غرين)، إحدى أبرز الشخصيات في كولينزبورت تملك شركة ضخمة لإنتاج ثمار البحر. بوشارد هي الحبيبة المنبوذة والساحرة التي حولت برناباس في الماضي إلى مصاص دماء ودفنته حياً قبل نحو قرنين (ما قد يتناقض مع تفاصيل المسلسل القديم، لكن على هذه التفاصيل تقوم حبكة الفيلم). تُعتبر «أنجليك» بالنسبة إلى غرين آخر أدوار النساء الغريبات التي أدتها خلال مسيرتها المهنية، بدءاً من المستفزة المثيرة في The Dreamers لبرناردو بيرتولوتشي (2003) وصولاً إلى المدرسة المجنونة في Cracks 2011)i)، علماً أن غرين خافت في البداية أن تكون هذه الشخصية مبالغاً فيها. تذكر: «عرفت أن جوني سيقدّم أداء لافتاً وأنه سيعتمد على ذلك الأسلوب التعبيري الألماني الذي يلجأ إليه عادة. وبصفتي عدوته، أدركت أن علي الارتقاء إلى مستواه، وهذا ما أثار قلقي. لكن هذا الدور أتاح لي أيضاً فرصة لأظهر هذا الجانب من شخصيتي، ذلك الجانب المجنون حقاً». تعتبر غرين أيضاً أن هذا الفيلم يتماشى مع خط أعمال بورتون العام. لطالما قدّم هذا المخرج أعمالاً عن شخصيات منبوذة اجتماعياً، من الرجل الوطواط إلى بيتلجوس وإيد وود فويلي وانكا. تقول غرين عن مخرج عملها الأخير: «ركّز بورتون دوماً على شخصيات من خارج المجتمع، شخصيات دخيلة يُساء فهمها. وقد أسيء فهم أنجليك أيضاً. فهي ليست مجرد شخصية في فيلم للرسوم المتحركة». دعابات إلى من يتوجه Dark Shadows؟ يحفل هذا الفيلم بدعابات شفهية وبصرية عن حقبة السبعينات، من المصابيح التي تحتوي على مياه تتحرك داخلها فقاعات ملونة إلى فرقة الزوجين كاربنتر (يأمر برناباس التلفزيون «اخرجي أيتها المغنية الصغيرة!»، فيما تغني كارن كاربنتر Top of the World). يُعتبر هالي، الذي كان نجماً في صغره في فترة السبعينات (The Bad News Bears)، دعابة بصرية بحد ذاته (بعد غياب عن هوليوود دام 15 سنة رُشح لجائزة أوسكار عن مشاركته في فيلم Little Children عام 2006). يؤكد هالي أنه لم يكن في صغره من محبي مسلسل Dark Shadows الأصلي. لكن يضيف مخبراً: «كانت زوجتي من الأولاد الذين هرعوا إلى المنزل بعد المدرسة لمشاهدة هذا المسلسل. كذلك، تملكت الحماسة أحد أصدقائي عندما علم أنني سأقدم دور ويلي. وقال لي: أتذكر قطتي برناباس؟ من أين تظن أنني استوحيت الاسم؟». يذكر هالي أن العمل على فيلم Dark Shadows عنى «الانغماس تماماً في عالم تيم بورتون القوطي، لا في حقبة السبعينات فحسب». ما يخاله المشاهد قرية صيد قديمة في ولاية ماين ما هو في الواقع إلا أربعة شوارع أقيمت فوق حوض ماء في استوديوهات Pinewood في لندن. يشير هالي إلى أن الديكور كان بالغ الدقة والتفصيل، حتى إنه ظن أنه قام برحلة إلى الماضي. أما مورتز، فقد زارت هذا العالم قبل بضعة أشهر. توضح هذه الممثلة التي تشمل أعمالها الأخيرة Let Me In وHugo: «من المضحك أن الأعمال التي شاركت فيها خلال السنتين الماضيتين صورت في لندن. أعشق هذه المدينة. ولكن حين قرأت السيناريو، فرحت لأنني ظننت أننا سنصور الفيلم في مدينة على البحر في ماين، ثم علمت أننا سنصور في الواقع في Pinewood وها أنا في إنكلترا مجدداً». صحيح أن مورتز لم تتخطَ بعد الخامسة عشرة من عمرها، إلا أن شخصيتها، المراهقة الأبدية كارولاين ستودارد، تحمل بعض ملامح حقبة السبعينات. توافقنا هذه الممثلة قائلة: «نعم، تمتاز بلمحات من السبعينات تذكر بمهرجان «وودستوك». لكنك تفكر في الوقت ذاته أن مخاوف المراهقة تحوّلت...». يجب ألا نكشف أسرار الفيلم كلها. لكن مورتز تربط على طريقتها الخاصة الأجيال المختلفة التي يسعى بورتون إلى تسليط الضوء عليها من خلال هذا الخليط من مصاصي الدماء، الحنين إلى الماضي، الفكاهة المميزة، والممثلين البارعين. تذكر هذه الممثلة أن أمها كانت النموذج الذي اعتمدت عليه لتقدم أسلوب السبعينات. كذلك، زرعت والدتها في قلبها حب تلك الحقبة من الزمن. تقول مورتز: «لطالما استهوتني سنوات السبعينات». علم أخوها تريفور (مدرب تمثيل) وأمها أنها ستفرح كثيراً عندما تعلم أنها ستشارك في Dark Shadows. لذلك، انتظرا إلى أن أُبرمت الصفقة قبل أن يخبراها وهم في الطائرة على وشك الهبوط. تتذكر مورتز: «نظر إلي أخي فيما كانت الطائرة تحط وقال: لا أريد أن تثوري، لكن تيم بورتون يود أن تشاركي في Dark Shadows. فصاحت بأعلى صوتها. راح الجميع في الطائرة ينظرون إلي ويتساءلون: ما خطب هذه الفتاة؟». تأثرت هذه الممثلة الشابة كثيراً، حتى إنها قامت بأمر ما كان برناباس كولنز ليفهمه مطلقاً: نسيت جهاز iPad الخاص بها في الطائرة.