تستقطب الإصابات بالتهاب السحايا التي تتفشى في المدارس والجامعات اهتمامنا. صحيح أن هذا المرض يُعتبر خطراً، لكن ثمة أساليب للتحصن ضده مسبقاً. التهاب السحايا، كما يشير اسمه، خمج يصيب السحايا، أي الأغشية التي تحيط بالدماغ. يعود بعض أشكال التهاب السحايا إلى بكتيريا، في حين تسبب الأنواعَ الأخرى فيروسات أو فطريات. من بين أنواع البكتيريا التي تسبب السحايا، تتطلب النيسرية السحائية (méningocoque) إجراءات وقائية خاصة. وثمة أنواع من هذه البكتيريا، إلا أن أكثرها انتشاراً النيسرية السحائية ب وج. لكن قبل أن تصيب هذه البكتيريا أغشية الدماغ، تتفشى في الدم، مؤدية بالتالي إلى أمراض خطيرة، مثل إنتان الدم (أخماج عامة تصيب الجسم)، أو تهاجم الأوعية الدموية. حتى إن الأطباء قد يضطرون في الحالات الحرجة إلى بتر ذراع المريض أو قدمه. لمَ يُعتبر المراهقون الأكثر عرضة لهذا المرض؟ يوضح الأطباء أن الإنسان يكون أكثر عرضة لهذا المرض خلال مرحلتين من مراحل حياته: الأولى خلال السنة الأولى من حياته والثانية خلال المراهقة، خصوصاً بين سن الخامسة عشرة والتاسعة عشرة. يعزو الخبراء تعرض المراهقين لهذا المرض خصوصاً إلى سلوكهم الاجتماعي، إذ تنتقل بكتيريا النيسرية السحائية عبر الهواء (العطس، السعال...) على مسافة لا تتعدى المتر وطوال ساعة. وتكثر عملية انتقال البكتيريا هذه بين المراهقين لأنهم يمضون معظم وقتهم ضمن مجموعات (المدرسة، مخيمات العطلة الصيفية...). يرتفع خطر التقاط هذه العدوى أيضاً في حالة مَن يترددون إلى أماكن مقفلة تضم عدداً كبيراً من الناس، أو يقيمون علاقات مع أكثر من شريك. في حال اكتُشفت إصابة بهذه البكتيريا في المدرسة أو الجامعة، ما العمل؟ عند اكتشاف إصابة بالتهاب السحايا في مؤسسة دراسية أو مخيم للعطلة الصيفية، تضع السلطات الصحية في الحال خطة للوقاية من تفشي هذا المرض. إذا تعرض الولد لاحتكاك مباشر بالشخص المريض، يُبلغ الأهل بذلك ويُطلب منهم إخضاعه لفحص طبي شامل. كذلك، يصف له الطبيب علاجاً من المضادات الحيوية لمدة يومين. أما إذا توافر لقاح لنوع البكتيريا المسبب لالتهاب السحايا الذي أصيبت به الحالة الأولى، فقد يوصي الأطباء أيضاً بإعطائه للولد. هل من الضروري تلقيح الولد في مطلق الأحوال؟ بغض النظر عما إذا كان الولد قد تعرض لخطر التقاط هذه العدوى أو لا، يشدد الأطباء على أهمية تلقيحه ضد بكتيريا النيسرية السحائية من النوع ج. أدرج هذا اللقاح ضمن مجموعة اللقاحات الأساسية منذ بضع سنوات في معظم البلدان. ومن المهم إعطاؤه للأولاد والشبان من عمر السنة حتى الرابعة والعشرين. وتكون حقنة واحدة كافية. على سبيل المثال، فرضت بريطانيا اللقاح ضد هذه العدوى منذ عام 1999. نتيجة لذلك، اختفت منها تقريباً الإصابات ببكتيريا النيسرية السحائية من النوع ج. لكن لا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أنه لا يتوافر لقاح ضد بكتيريا النيسرية السحائية من النوع ب، التي تُعتبر المسؤول عن نحو 70% من حالات التهاب السحايا حول العالم. تختلف عوارض الإصابة ببكتيريا النيسرية السحائية من النوع ج باختلاف الحالات. لكن العوارض الأكثر تفشياً هي: - شعور بالوهن. - ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة. - صداع أليم متواصل. - تصلب الرقبة. - غثيان وتقيؤ. - انزعاج من الضوء القوي. - دوار وصعوبة في الاستيقاظ. - آلام في المفاصل. - ارتباك وتبدلات أخرى في حالة المريض الذهنية. - الطفح الجلدي الأحمر أو القرمزي من أهم العلامات. إذا لم يتحول لون الطفح إلى أبيض إن ضُغط عليه كوب زجاج شفاف، فقد يكون الطفح علامة على الإصابة بإنتان الدم. تتوافر ثلاثة لقاحات ضد بكتيريا النيسرية السحائية من النوع ج، وهي Menjugate، NeisVac-C، وMeningitec.