لماذا الطلاق؟ سؤال طرحه مالك مكتبي في برنامج 'أحمر بالخط العريض' على قناة ال بي سي. أجابه نجاح أنه طلق ابنة خاله بعد ثمانية أشهر من الزواج لأنها كانت تتناول حبوب منع الحمل من غير علمه. زواج بدأ حين كان نجاح في عمر ال15 وكانت العروس في عمر ال13. سأله مالك بهذا العمر 'شو كنتو بتعرفو تعملو'؟ 'عملنا كل شي' قال. أما زواجه الأخير الذي يحمل الرقم 16 فهو مستمر منذ ست سنوات. في طلاقه وزواجه يبحث نجاح عن الذرية وعن المرأة المطيعة، وليس المرأة التي تنظر لجيب زوجها ونوع ملابسه وموديل هاتفه. وفي السؤال عن صورته عن نفسه قال: زلمي قوي وقد حالي وبرافو عليَ. لكن السؤال الذي غاب عن مالك: من أين المال؟ الزواج مكلف والطلاق كذلك والبلاد في ركود. كثرت نماذج الطلاق وتعددت في هذه الحلقة. طلقها بعد 18 سنة زواج لأنه جاء إلى المنزل ولم يجدها، والدين يقول: الرجال قوامون على النساء..وكلمة 'الرّجال بدا تمشي'. وآخر طلّق بعد 25 سنة لأنه لم يجد 'لقمة ياكلها وحقوقو الشرعية منسية وكل يوم بتقول مش قادرة'. نماذج لمطلقين ومطلقات جميعها يشكل حالة تستدعي الدراسة النفسية والاجتماعية معاً. نماذج إن تمّ الخوض في عمق المسببات التي أدت للطلاق لا شك ستترك فائدة لدى المتلقين، خاصة وأن هذه الحالات ترافقت مع تحليل نفسي واجتماعي ومن قبل مختصين. ولا شك بأن حواراً مماثلاً وبوجود رجال ونساء أدى إلى العديد من السجالات الجانبية التي لم يستطع مكتبي إسكاتها. فلم تقبل سيدة طلاقاً بعد 18 سنة لأن المرأة خرجت من بيتها ولم تقل لزوجها وقالت له: 'انت عايش من قبل 200 سنة، المرا تحررت وإنت بعدك 'بباب الحارة' مستعبدها'. وكأن يقول آخر 'المرا بربع عقل كيف بدا تطلع على حل شعرا لا حسيب ولا رقيب'؟ هي كلمات وأفكار تثبت تلك المسافة الشاسعة بين مختلفين في قراءة الواقع الاجتماعي والإنساني للمرأة.