صحيح إن الطلاق أبغض الحلال.. ومن أسوأ مآلات الزواج الفاشل، وله آثار نفسية واجتماعية، قد تكون مدمرة للبعض، إلا إنه قد يكون في بعض الأحيان (حل وبداية حياة جديدة أفضل لآخرين)..فالله تعالى أعلم بعباده.. وما من شئ شرعه وأباحه إلا وكان فيه خير، حتى ولو كان الظاهر ينبئ بغير ذلك..).فلو كان الطلاق على وجه العموم كله شرا لحرمه الله.. ولكن إباحته تدل على أنه ربما (كان الشفاء الناجع) (والدواء النافع) لما استعصى حله!.فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي يألف المشاركة ويبحث دوماً عن الطمأنينة والرحمة والسكينة والمودة.. والتي تتجلى في أحسن صورها في الزواج.ونتيجة لاختلاف المشارب- الطبائع- والصفات، قد لا يتوافق الزوجان مع مطلوبات المواءمة، مما يفرز خلافات قد يتجاوزها البعض ويتعامل معها بطريقة عادية.. وقد يضخمها البعض فتتعمق آثارها في النفوس وتصعب إزالتها..!. فالحياة الزوجية هي المحك الأساسي الذي تظهر فيه معادن الرجال والنساء.. (فلا أحد.. لا أحد.. يمكنه أن يجزم بأنه يعرف هذا الشخص جيداً، ويعرف أخلاقه وصفاته من فترة الخطوبة).. ففي الخطوبة تظهر أفضل الصفات- وبعد الزواج من الصعب إخفاء أسوأ الصفات).فكم من إنسان صدم في شريك حياته بعد أن تصوره ملاكاً، وفوجئ بما لم يكن يتوقعه في حياته!!. هل تعلمون لقد أثبتت دراسة ومسح إجتماعي حديث أن نسبة الطلاق في الوطن العربي جاوزت ال (35%) في السنوات الأخيرة.. وهذه نتيجة كارثية بكل المقاييس ولسنا في مقام من المسؤول عن الطلاق.. أو عن ماهية مسبباته.وإن كان المجتمع (الذكوري المهيمن) لايزال يرى أن المرأة هي أحد الأسباب الرئيسية للطلاق.. ويرى مجتمع النساء أن المرأة تحب الاستقرار.. وتكره لقب مطلقة.. (وقد تكرر كل يوم على مسامع الرجل في الهينة والقاسية طلقني.. وما أن يفعل حتى تبكي كما لم تبك من قبل..).وأياً كانت الأسباب.. فالطلاق يحدث في كل يوم.. ويتسبب في خراب البيوت وتشريد الأطفال.. وقطع العلائق والوشائج.. وبتر الصلات.. والمصاهرة.. ولكل حادثة ظروفها وأسبابها.. فإذا وقع الطلاق فعلاً فلابد للمرأة- أقول المرأة- (لأن الرجل بإمكانه ترميم ما تصدع في جدران مشاعره بسرعة وقوة وحزم لطبيعته الصبورة المتماسكة). لابد لها ألا تعتبر الطلاق نهاية العالم.. وموت الأمل والفرح، صحيح أنها ستواجه بمسؤولية وأعباء، ونظرة اجتماعية، فاحصة متتبعة، إلا إن هذا يجب أن يكون دافعاً قوياً.. لاثبات الذات.. بالدراسة والعمل والنجاح.. حتى تستعيد ثقتها في نفسها، وتحترم ذاتها، وتحفظ كرامتها.. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .. والله يعلم وأنتم لا تعلمون.!. زاوية أخيرة: صديقتي العزيزة.. الطلاق ليس نهاية العالم.. عودي إلى الدراسة.. ابحثي عن عمل.. الجأي إلى الله.. فالدنيا فيها خير كثير.. وكم من مطلقة وأرملة كانت نموذجاً للمرأة المثالية، فالاشجار تتساقط أوراقها في الشتاء لتزهر في الربيع!.