بعد أسابيع من الحملة الإعلامية المتلفزة التي قادها برنامج 'للنشر' من قناة الجديد على فيلم 'تنورة ماكسي' اللبناني تمّ إيقاف الفيلم من قبل الأمن العام اللبناني وليس منعه. وبعد طول هجوم على الفيلم لإتهامه بأنه أهان المقدسات الدينية ظهر مخرجه الشاب جو بوعيد على شاشة التلفزيون لأول مرة مدافعاً عن عمله الذي حصد في إيطاليا جائزة أفضل إخراج، كما حصدت بطلته جوي كرم جائزة أفضل ممثلة. في برنامج sorry بس تكلم جو بوعيد ليؤكد أن الفيلم سيعود إلى الصالات خلال أيام وأن اللجنة الأسقفية التي تمّ إختيارها لدراسة حذف بعض مشاهد الفيلم كانت جد متعاونة وبخاصة المطران بولس مطر. في هذه الإطلالة الأولى له انتصر بوعيد على مناهضيه لأنهم في غالبيتهم لم يحضروا الفيلم وبخاصة صاحب برنامج للنشر طوني خليفة، بل هم حاربوه بناء على أقاويل وشائعات. وهذا ما حصل في برنامج sorry بس نفسه حيث طرح أحد مقدمي البرنامج سؤالاً 'أليس للكنيسة أن تعترض على وجود مشاهد جنسية داخل الكنيسة'؟ سؤال وقع كالصاعقة على بوعيد. ويقول: ليس من مشاهد جنسية داخل الكنيسة. هناك جسدان التقيا في الخيال، ومن ثم يلتقيان على المذبح وأمام الكاهن. أليس من أسرار الزواج المسيحي 'تصيران جسداً واحداً'؟ دافع بوعيد في إطلالته التلفزيونية الأولى عن نفسه بعدما أصبح 'مضطهداً مسيحياً' بحسب قوله، ورفض الرد على كثر لم يحضروا الفيلم و'اضطهدوه علناً'. مؤكداً أن الناس ستعرف قريباً أن الفيلم لا يمس بالدين المسيحي. كذلك بلغ بوعيد وجلياً ومن خلال تجربته الإبداعية الأولى التي تفيض إحساساً أنه يواجه ثالوث المحرمات في الفن 'الدين، السياسة، والجنس'. تنورة ماكسي حظي من خلال الحرب التي شُنت عليه بدعاية لم يكن يحلم بها. هو فيلم جميل يتراجع فيه الكلام لصالح المشاعر الداخلية، فبطلاه شادي وجوي لا ينطقان بكلمة واحدة. فيما شخصيات أخرى في الفيلم منشغلة بذاتها أثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982. تكثر علاقات الحب العابرة، وهي سمة تتلازم مع الحروب كتأكيد على التمسك بالحياة بمواجهة الموت. أما الخطأ السياسي الذي ارتكبه الفيلم، إن صح التعبير، فهو في تقديمه صورة المقاتل في القوات اللبنانية على أنه عبثي، يسعى للسكر والجنس. ربما تكون هذه واحدة من القطب المخفية التي لأجلها تمت محاربة الفيلم. في حين أن التسوية مع الكنيسة بحذف بعض المشاهد قريبة جداً، وخلال أيام سيعود الفيلم للصالات منتصراً.