إنّ فكرة استخدام "الفيسبوك" في البحث عن المتبرّعين بالأعضاء ليست جديدة، إذ نجح العديد من المرضى في العثور على المتبرّعين قبل إعلان إدارة الفيسبوك في الأوّل من أيّار/مايو الجاري دعم هذا التوجّه والطلب من المستخدمين وضع موقفهم من التبرّع بأعضائهم بعد وفاتهم والإفصاح عن ذلك بشكل واضح في خانة خاصّة من الصفحة الشخصية تمّت إضافتها. وقامت دراسة جديدة برصد مدى نجاعة الفيسبوك في العثور على المتبرّعين الأحياء بالكلى، ودرست 91 صفحة تمّ إنشاؤها من قبل المريض أو ذويه بهدف البحث عن متبرّع، تفاوتت فيها أعمار المرضى بين العامين والتاسعة والستين عاماً، وقد تمّ إعلان النتائج التي خرجت بها الدراسة في لقاء "المؤسسة الوطنية للكلية" في "ماي وود". ووفقاً للدراسة، أعلنت 12% من الصفحات المخصصة للمرضى عن عثورها على متبرّع كلية، بينما قالت ثلث الصفحات تقريباً أنّها عثرت بالفعل على متبرّع محتمل وأنّه يقوم بالفحوصات اللازمة لاختبار إمكانية إجراء العمليّة، كما أعلنت صفحة لطفل صغير أنّ أكثر من ستمائة متبرع محتمل يقومون بهذه الفحوصات. وتبين للباحثين أنّ حوالي ثلث الصفحات يقوم المرضى ذاتهم بإنشائها، بينما الثلث الآخر يقوم أطفالهم بذلك، وفي الثلث المتبقّي يقوم أشخاص وأصدقاء من عائلات أخرى بإنشائها، وقد كان هناك تفاوت في مدى المعلومات الشخصية المتاحة في هذه الصفحات، فبعضها طلب من الناس التبرّع بدون تزويدهم بأيّة معلومات أخرى، وبعضها الآخر أضاف تفاصيل عديدة عن المريض الذي يحتاج الكلية تتضمّن تاريخة المرضي وزياراته لغرف الطوارئ، ومشاكله الاقتصادية وصعوبة العيش اعتماداً على غسيل الكلى. أغلبية المرضى الذين نجحوا في العثور على متبرّع للكلى، كانوا ممن وضعوا معلومات وافية عن حالتهم، وشجّعوا الآخرين على نشر الرسالة، ونشروا على صفحتهم أكثر من خمسين ملصق (بوست، منشور) كما نشر الزوار أكثر من خمسين أخرى. من جهة أخرى، طرحت هذه الدراسة مشكلة أخلاقيّة، إذ تلقّت 3% من هذه الصفحات عرضاً ببيع الكلية، وأغلب من عرضوا ذلك كانوا من بلدان العالم الثالث وتفاوتت الأسعار التي طلبوها بين الثلاثين والأربعين ألف دولار، وهو ما يعتبر مخالفاً لقوانين وأخلاق الطب. علاوة على ذلك، لاحظ الباحثون عدم اهتمام الأغلبيّة الساحقة من هذه الصفحات في تنبيه الشخص الذي يرغب بالتبرع بمدى الآثار الجانبية والمخاطر إضافة للعبء المادي الذي قد يتحمّله مستقبلاً، حيث نبّهت 5% من الصفحات فقط على خطورة التبرّع بالكلى وآثارها على المتبرّع، بينما ذكرت 11% من الصفحات التكاليف المرافقة للتبرع. ويقول مؤلّف الدراسة "قد يكون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي فعالاً في إيجاد المتبرّعين بالكلى، إلا أننا نحتاج المزيد من الدراسات لنتمكن من جعل ذلك آمناً وبالمعلومات الكافية بشكل يجعل الناس يتّخذون القرار الصحيح". وأخيراً، فرغم الفاعلية الملحوظة بحسب الدراسة في البحث عن المتبرّعين بالكلى عن طريق الفيسبوك، فإنّ جزءاً كبيراً من المرضى وعائلاتهم لم يكتفوا بالفيسبوك في البحث عن مبتغاهم، بل قصدوا بالإضافة إليه وسائل الإعلام الأخرى.(إيفارمانيوز)