أكد الإتحاد الأوربي دعمه القوي وتعاونه من أجل نماء وإستقرار السودان ضمن شراكة بين الطرفين إستمرت لسنوات طويلة. وقال كارلو دي فيلبي رئيس بعثة الاتحاد الاوروبى فى السودان ، فى كلمته عقب الافطار السنوى الذى ينظمه الاتحاد الأوروبى تكريما للصحافة السودانية " إن الإتحاد يعول كثيرا علي دور الصحافة السودانية الحرة في المساعدة علي إخراج عملية الإستفتاء وما بعدها إلى بر الأمان" . وأضاف دي فيلبي أنه يود أن يرسل رسالة عبر قادة الأجهزة الإعلامية من الذين حضروا الإفطار السنوي أن الإتحاد الأوربي ظل ملتزما بالإستقرار والتنمية في السودان ، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الجانبين كثيرة إبتداء من التغيرات المناخية إلى الهجرة وغيرها في مختلف المجالات. وذكرت وكالة الانباء السودانية أن دى فيليبى أكد أن من مصلحة الإتحاد الأوربي أن يكون له شريك مستقر لمواجهة مثل هذه التحديات.. واشار إلى أن شراكة الإتحاد الأوربي مع السودان تتطلب إستمرار الحوار وحسن النية والتفاؤل وبذل المزيد من الجهود من جانب كل من السودان وأوربا . من جهتها ، قالت روزالند مارسدن مبعوثة الإتحاد الأوربي الجديدة إلي السودان فى أول خطاب لها منذ أن تم تعيينها إنها تتطلع إلى العمل مع كافة الشركاء في السودان من أجل التنمة والسير قدما في تطبيق إتفاقيات السودان والتعاون مع الإتحاد الأوربي. وكان لفيف من القيادات الإعلامية والصحفية وممثلون للإتحاد العام للصحفيين السودانيين قد حضروا حفل الإفطار الذي نظمه الإتحاد الأوربي في مقره بالخرطوم مساء امس السبت حضره العاملون وكبار الموظفين في بعثة الإتحاد الأوربي ومراسلو الصحافة الدولية والإعلامية بالسودان . الوطن اختطاف الروس.. صداقات الحكومة في خطر!!؟ تقرير: لينا يعقوب "اختطاف طيارين روس في جنوب دارفور"، و"اعتقال طيار روسي بجنوب السودان".. عبارتان ثقيلتان على آذان الروس، لتكرُرهما عدة مرات خلال الفترة الماضية.. وبرغم عدد حالات الاختطاف التي طالت الأفارقة والعرب في دارفور إلا أن للروس مكانة ووقعا خاصا بازدياد الإقبال عليهم بالخطف والاعتقال، الأمر الذي أزعج المبعوث الروسي للسودان ميخائيل ميرغلوف- الذي عرف بتصريحاته المؤيدة للحكومة- حينما قال "الحكومة السودانية تعجز عن بسط الأمن في إقليم دارفور"، داعيا لبذل مزيد من الجهود لإطلاق سراح المختطفين الروس الثلاثة، والذين أفرج عنهم منتصف الأسبوع الماضي وعادوا سالمين إلى الخرطوم. ثلاثة حوادث متفرقة وقعت على طيارين روس في قرابة شهر واحد، الأولى كانت نهاية يوليو الماضي عندما اختطف طيار روسي حطّ بمروحيته في جنوب دارفور لنقل مجموعة من المنطقة إلى تشاد، وجرت مشاورات مكثفة لإطلاق سراحه بعد أن طلبت الحكومة الروسية من السلطات السودانية العمل بسرعة للبحث عنه، وقال ميرغلوف حينها إن مصادر من بعثة اليوناميد أبلغت روسيا أن "جماعة من الحركات المسلحة لم تتلق أموالا من حكومة الخرطوم منذ فترة طويلة فحاولوا إبداء غضبهم من خلال اختطاف قائد الطائرة"، لافتا إلى مفاوضات كانت تجري شارك فيها ممثلون بارزون من مختلف القبائل، وقال حينها إن أزمة الاختطاف على وشك الحل، مؤكدا أن الحادثة لا تعني على الإطلاق عدم قبول سياسة روسيا أو موقفها من التسوية في دارفور. إلى هنا، كانت التصريحات هادئة جدا، حتى وقعت الحادثة الثانية بمطار فلج في ولاية أعالي النيل منتصف أغسطس الماضي، حينما ألقت السلطات الأمنية القبض على ركاب طائرة تابعة لشركة استيشن على متنها الرجل الثاني من مجموعة جورج أطور المنسلخ من الجيش الشعبي، واحتجزت طاقم الطائرة المكون من ثلاثة أشخاص (باكستاني وروسيين)، الأمر الذي دعا السفارة الروسية إلى التدخل بصورة مباشرة مطالبةً حكومة الجنوب بإطلاق سراح الطيارين، إلا أن حكومة الجنوب رفضت على لسان وزير التعاون الإقليمي دينق ألور الذي أكد "أن إطلاق سراح الروسيين سيكون عقب الفراغ من التحقيقات". وفي الوقت الذي كان فيه الطياران محتجزين في الجنوب، اختطفت مجموعة مجهولة ثلاثة روس من أفراد طاقم يعملون في شركة طيران "بدر إيرلاينز" السودانية الخاصة في مدينة نيالا الأسبوع الماضي، الأمر الذي لم يتحمل تكرار حدوثه المبعوث الروسي ميرغلوف فهاجم الحكومة واتهمها بالعجز عن بسط الأمن بدارفور.. المتحدث باسم الخارجية معاوية عثمان خالد استبعد في حديثه ل(الأخبار) أن تكون حالات الاختطاف التي تحدث في دارفور تستهدف جنسيات بعينها، حيث أشار لمجموعات إجرامية لم يسمها تقوم بعمليات الخطف والقرصنة على الأجانب بحثا عن الأموال والمطالبة بفدية مادية، وقال "حتى في الأجانب لم يطل الاختطاف ذوي البشرة البيضاء فقط إنما حتى الأفارقة"..لكن من الناحية الأخرى- وحسب مراقبين- يبدو أن الجهات الخاطفة التي تطالب عادة بدفع فدية لها مآخذ على الحكومة الروسية والصينية، فمبعوثا الدولتين أكدا مرارا استقرار الأوضاع الأمنية في دارفور، وأشادا بجهود الحكومة في الإقليم، وهو ما لا تريده الجماعات الخاطفة التي تسعى لإفقاد الحكومة الجهات الدولية المؤيدة لها.. وقد أفرجت إحدى الجماعات الخاطفة عن الضابطين الأردنيين دون فدية مالية لأنهما عربيان وتشابه عليهم لون البشرة، وذلك يدل من ناحية أخرى أن الأموال ليست المطلب الأساسي للجهات الخاطفة، إنما هناك مآرب أخرى.. الناطق باسم الخارجية أكد أيضا أن قضية اختطاف الأجانب في دارفور ستحل بشكل نهائي عقب تطبيق إستراتيجية دارفور، بيد أنه أشار أن الأجانب ومنسوبي المنظمات لا يلتزمون بالتوجيهات الأمنية الموضحة لهم، ويشتكون من الحماية الأمنية في ذات الوقت، الأمر الذي يعرضهم للاختطاف. لا يوجد تعاون مباشر على الإطلاق بين وزارتي الخارجية والدفاع في السودان وبين نظيرتيهما في روسيا فيما يتعلق بإمداد الأخيرة للأولى بطيارين.. إنما العلاقة تجارية بحتة، فالعقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان أفسحت المجال للطائرات الروسية مثل "الإيليوشن" و"الانتينوف" بالعمل في السودان بصحبة طياريها.. عدد هائل من الشركات الخاصة وقرابة 800 طيار روسي يعملون مع بعثتي اليوناميد واليونميس وبعض المنظمات، باتوا يتوجسون من عمليات الاختطاف التي ازدادت بدل أن تقل، الأمر الذي سيجعل الحكومة تتوجس أيضا، لأن صداقاتها باتت في خطر..!!