(كونا) -- نشبت خلافات مع انطلاق أولى جولات التفاوض المباشر بشأن الملفات الامنية العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان اليوم بالعاصمة الاثويبية اديس ابابا. وذكرت وسائل الاعلام السودانية ان وفد الحكومة السودانية المفاوض سجل اعتراضا لدى الوساطة الافريقية بعد دفع مفاوضي جنوب السودان بخريطة الدولة الجديدة متضمنة مناطق حدودية مختلف عليها من بينها المنطقة المعروفة باسم (14ميلا) التي اقتطعت لصالح جوبا. ومن جهته طلب وفد الجنوب من الوساطة بقيادة الرئيس الجنوب افريقي السابق ثابو امبيكي اعتماد الخريطة كمرجعية في النزاع الحدودي خاصة المنطقة المعنية. وقال عضو الوفد السوداني عثمان ابراهيم بانقا "ان السودان اعترض رسميا على الخريطة لافتقارها المرجعية المحلية ممثلة في تقرير لجنة الحدود المقدم للرئاسة الى جانب عدم اعتمادها من الجهات الدولية المعروفة في رسم حدود البلدان وفق معايير فنية ومقاييس رسم معروفة. وقال ان وفد الحكومة شدد على ان الاصرار على اقحام خارطة الجنوب يعرقل حسم الملف الامني والحدودي. ونقلت وسائل الاعلام عن مصادر لم تسمها القول ان "اعتماد الخريطة المعنية سيؤثر على تحديد المناطق المنزوعة السلاح ونقاط انتشار المراقبين الدوليين بما يستلزم الغاء خارطة دولة الجنوب التي اقرتها منفردة والالتزام بالحدود الدولية المعروفة". ومن المقرر ان تبحث جولة المفاوضات التي يقودها وزيرا الدفاع في البلدين وقف الاعمال العدائية بين الطرفين والاتفاق على تحديد منطقة منزوعة السلاح بين البلدين بعمق عشرة كيلومترات وايضا وقف دعم جوبا للمتمردين السودانيين. واستبقت الخرطوم جولة المفاوضات بسحب قواتها من منطقة (ابيي) المتنازع عليها استجابة لطلب من مجلس الامن الدولي. وفشلت جولات تفاوض سابقة بين البلدين في احداث اختراق كبير بشان الملفات الحساسة وابرزها النفط الذي حصل الجنوب على 75 بالمئة منه بعد الانفصال رسميا عن الشمال في العاشر من يوليو الماضي. وكانت علاقات البلدين شهدت توترا شديدا ومواجهات عسكرية مباشرة في الاسابيع الماضية في منطقة (هجليج) النفطية