إنتهى النصف الأول من الموسم الكروي في السودان وقامت كل الأندية بعمل جرد حساب لكل ما حدث أثناء الفترة الماضية في محاولة لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات أملاً في تكملة النصف الثاني بالصورة المطلوبة وتحقيق آمال العشاق وتدارك ما بقي من ألقاب. ولا يخفى على أحدكم المستوى المهزوز الذي ظهر به الهلال هذا الموسم على الرغم من تصدره للدوري المحلي من دون أي هزيمة وبفارق أربع نقاط كاملة عن أقرب منافسيه المريخ فجمهور الهلال أصيب بالملل من كثرة الألقاب المحلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع حيث يأمل وبكل شغف في محو أسطورة الصفر الدولي التي ظل جمهور المريخ يرددها بصورة مستمرة لعشاق الهلال ما سبب لهم هاجساً يصعب تعديه. في المواسم الماضية أقنع الهلال الجميع وأكد أنه في حاجة إلى درهم الحظ من أجل الحصول على أحد الألقاب الأفريقية الكبيرة، ظل الموج الأزرق يضرب أفريقيا بقوة ليُغرق كبار القوم الواحد تلو والآخر بأداء فني مقنع إلا أن الردهات الأخيرة ظلت عقدةً متأصلةً فشلت في حلها كل الأجهزة الفنية التي تعاقبت على هلال الملايين ليتعاقد مجلس إدارة النادي الحالي مع مدرب مازيمبي الكونجولي السابق غارزيتو أملاً في فك الشفرة الأفريقية. صرفت إدارة الفريق بقيادة الأمين البرير الكثير من الأموال وجلبت عديد اللاعبين الأجانب والمحليين إلا أن طموحات الفريق توقفت عند عقبة أولمبيك الشلفالجزائري لتصاب قاعدته الجماهيرية بالإحباط حيث كانت تمني النفس في اقتلاع أغلى الألقاب على صعيد الأندية في القارة السمراء. وأكثر ما لفت نظر النقاد هو الفشل الكبير والمحبط لجل صفقات الهلال مع اللاعبين الأجانب في الفترة الأخيرة على الرغم من تميز الموج الأزرق في الفترة السابقة بقدرته الكبيرة على التعاقد مع لاعبين مميزين وبأقل تكلفة ودونكم زولو وأنقيدي وجودوين وكلتشي ويوسف محمد وغيرهم حيث وضح جلياً انعدام الرؤية الفنية في تعاقدات الهلال مع الأجانب وربما يكون القصد من كل تلك الصفقات هو الظهور الإعلامي لا أكثر ولا أقل. الناظر لكشف الهلال الحالي يصاب بالاحباط من جراء الأموال الكبيرة التي أهدرت في لاعبين أصحاب مستوى عادي فشلوا في اثبات مقدراتهم أمام اللاعب المحلي وظهر ذلك جلياً في كل من: يوسف محمد. . تعاقدت إدارة الفريق مع اللاعب النيجيري على الرغم من معرفتها التامة بكل تفاصيل إصابته التي تعرض لها في نهائيات الأمم الأفريقية 2010 والتي ساهمت كثيراً في قلة عطائه ومشاركاته، وعلى الرغم من ذلك تعاقد النادي معه على أمل أن ينجح في حل مشكلة الظهير الأيمن وإعادة ذكريات هلال 2007 والتي لطالما افتخر بها كل (هلالابي) غيور. ومنذ أن وطأت قدماه ملعب الهلال للمرة الثانية حتى تأكد الجميع أن عودة يوسف محمد لمستواه المعهود يعتبر ضرباً من الخيال حيث لاحظ الجميع الزيادة الكبيرة في وزنه والبطأ الواضح في حركته وتدهور مستواه بصورة مخيفة ليتعرض بعد ذلك لسلسلة من الاصابات أدت لغيابه عن جل مباريات الهلال المحلية والقارية، هذه الأسباب أدت إلى طلب إدارة الفريق من الاتحاد المحلي انهاء التعاقد مع اللاعب بعد أن فشلت كل المساعي في اعارته أو انهاء العلاقة بالتراضي ورشحت أنباء في الفترة الأخيرة تشير إلى موافقة الاتحاد السوداني على طلب الهلال. ديمبا باري. . تعاقدت إدارة الفريق مع المدافع المالي قبل عدة مواسم قادماً من شبيبة القبائل الجزائري، قدم اللاعب عروضاً جيدة مع الفريق في فترته الأولى حيث تميز بصلابته الدفاعية وقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة برأسه مستغلاً تقدمه أثناء تنفيذ المخالفات غير المباشرة ما جعله يدخل قلوب الجماهير من بابها الواسع. ظهرت بعد ذلك بعض المشاكل حيث ظل اللاعب يجادل مجلس الإدارة بسبب مستحقاته المالية وطالب عديد المرات باخلاء خانته مبدياً رغبته الأكيدة في الرحيل عن الدوري السوداني، كل هذه الأمور ساهمت في ابتعاد ديمبا عن الفريق والغريب في الأمر أن الطاقم الفني لم يحدد حتى الآن أي لاعب لشغل خانته ما قد يتسبب بكوارث لا يحمد عقباها. فالنتين. . لا يختلف اثنان على القدرات الهجومية الكبيرة التي يتميز بها اللاعب النيجيري وذلك بكراته العكسية المتقنه وتسديداته الصاروخية المحكمة، ولكن كل هذه الميزات تعتبر ثانوية فمهمة الظهير الأيسر الأساسية هي اغلاق الجبهة اليسرى أمام الخصوم قدر المستطاع وهذا ما فشل فيه لاعب انيمبا النيجيري باجماع الكل. لم ينجح فالنتين في اقتلاع مكانه كأساسي في تشكيلة الهلال حيث جلس في جل مباريات الموسم احتياطياً لعبد اللطيف بوي، وعندما سنحت له الفرصة في اثبات مقدراته وذلك بدخوله كبديل في مباراة الجزائر أمام أولمبي الشلف تسبب في ولوج هدف اقصاء الهلال من البطولة الأفريقية، كل هذه الأسباب جعلت غارزيتو يتعاقد مع الظهير الأيسر لاتحاد مدني معاوية فداسي والذي تألق بصورة واضحة مع المنتخب السوداني في نهائيات الأمم الأفريقية الأخيرة. إبراهيما توريه. . ظهر اللاعب بمستوى ملفت للأنظار عندما كان يلعب في صفوف الصفاقسي التونسي ما جعل إدارة الهلال تسرع في التعاقد معه لاسيما مع انخفاض مستوى مهند الطاهر في تلك الفترة، حاول ميشو اقحام اللاعب كأساسي مع الفريق إلا أنه اكتشف أن طريقة لعبه لا تتناسب مع أسلوب الهلال ما جعله يفضل الاعتماد محمد أحمد بشير (بشة) ومهند الطاهر إضافةً للقائد المحنك هيثم مصطفى. فشل اللاعب الإفواري مع الهلال لا ينتقص أبداً من امكانياته كلاعب فلا جدال على موهبته. . فقط عدم قدرته على التأقلم مع طريقة لعب الهلال أو ربما فشله في التكيف على أسلوب الحياة في السودان أدى إلى رحيله عن الديار الزرقاء من دون أن يضيف أي شيء للفريق. أوتوبونج. . قصة أوتوبونج مختلفة تماماً عن كل القصص، عندما تمكن الهلال في الموسم الماضي من التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا سعى جاهداً لتدعيم المقدمة الهجومية بلاعب من الوزن الثقيل أملاً في الظفر بقلب الأميرة السمراء، أعين إدارة النادي وقعت حينها على لاعب الاتحاد السكندري أوتوبونج والذي كان يحتل المركز الثاني في صدارة هدافي الدوري المصري برصيد 10 أهداف خلف نجم الزمالك شيكابالا. وبعد مفاوضات ماراثونية تمكنت إدارة الهلال من اقناع النادي المصري بالتخلي عن هدافها مقابل مبلغ مادي كبير جداً. . استقبل اللاعب بالورود وحُمل على الأعناق كما توعدت الجماهير الهلالية كل الأندية الأفريقية بثنائية هجومية مرعبة مكونة من أوتوبونج وسادومبا إلا أن أملها قد خاب في المهاجم الكاميروني. صدم اللاعب الجميع في أولى مبارياته حيث وضح عدم قدرته على الركض بالكرة ولم تظهر عليه أي علامات تفيد بأنه لاعب كرة قدم، طالبت وسائل الإعلام في البداية بالصبر عليه حيث ذكّرت الجميع بالمهاجم المرعب قودوين في بداياته مع الهلال عندما صبت جماهير الفريق جام غضبها عليه ولكنه أثبت بعد ذلك أنه مهاجم من الوزن الثقيل. مر عام كامل على إنضمام أوتوبونج للهلال ولم يتحسن مستوى اللاعب بل ظل حبيس دكة البدلاء رغم التغير المستمر في الطاقم الفني للفريق فلم يقتنع به ميشو ولا الفاتح النقر ولا حتى غارزيتو ليفسخ النادي عقده بالتراضي لتكون هذه الصفقة بكل تأكيد هي الأفشل طوال مسيرة الهلال ويكفي أنها كلفت خزانة النادي مليوناً ومائتي خمس وأربعين ألف دولار بالتمام والكمال. خلاصة القول هو أن على إدارة الفريق أخذ النظرة الفنية بعين الاعتبار في حال أراد النادي التعاقد مع أي لاعب أجنبي، هنالك نقطة أخرى في غاية الأهمية وهي التأكد من سلامة اللاعب من أي إصابة مزمنة قد تساهم في قلة عطائه مع الفريق وعدم الاستفادة منه بالصورة المطلوبة.