اثار قرار عمدة مدينة نيس الفرنسية القاضي بمنع مراسم الاحتفالات «غير المألوفة» أثناء عقد الزواج، بما في ذلك الصراخ والصفير ورفع الأعلام الأجنبية، جدلا واحتجاجا في المدينة، اذ اعتبر ممثلو الجالية المسلمة أن المرسوم موجه ضدهم. وكان المرسوم الذي أصدره كريستيان إستروزي، وهو عمدة مدينة «نيس» الجنوبية الفرنسية وعضو في حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي ترأسه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، قد دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 1 يونيو الجاري، حسب صحيفة «تلغراف» البريطانية. ويمنع المرسوم الاحتفالات الصاخبة خلال مراسم عقد الزواج، بما في ذلك الصراخ والصفير والحان الفرق الموسيقية غير المرخصة وركن السيارات العشوائي والرقص، وكل ما يؤدي الى تعطيل الحركة المرورية، كما يحظر بموجب المرسوم رفع الرايات والأعلام الأجنبية. وبرر استروزي قراره هذا قائلا ان تصرفات وفعاليات كهذه تخل بالنظام العام، ويمكن أن تسفر عن تأجيل في مراسم عقد الزواج. ويواجه المخالفون للقواعد الجديدة تأجيل مراسم عقد الزواج لمدة قد تصل الى 24 ساعة. وعارض ناشطون في مجال حقوق الانسان وممثلون من الحزب الاشتراكي هذه الاجراءات معتبرين أنها تستهدف الجالية المسلمة في فرنسا وخاصة المغاربية المعروفة بأساليب الاحتفال هذه، ووجه الناشطون تهما لإستروزي باستغلال مكانته كعمدة للحصول على أصوات الناخبين قبيل الانتخابات البلدية نظرا لأن غالبية سكان المدينة يؤيدون حزب «الجبهة الوطنية» اليميني. وأجرى محتجون في بداية يونيو الجاري فعالية فريدة من نوعها احتجاجا على الاجراءات المتخذة، اذ كانت فعالية الاحتجاج هذه عبارة عن حفلة زفاف صامتة، حيث لم يطلق أحد من «العروسين» و«الضيوف» ولو كلمة واحدة اثناء مراسم عقد الزواج.