اكثر من عشرين اتصال هاتفي تلقيتهم مساء امس، والكل يسأل بتوجس عن حقيقة خبر وفاة الفنان الشاب محمود عبد العزيز (أمد الله في ايامه..واعاده الينا سالماً معافى)، وحقيقة انتابتني حالة ممزوجة بالحزن والغضب، وأنا احاول ان اتخيل كيف يجرؤ البعض على اطلاق مثل تلك الاكاذيب التى ترعب الناس، وتسهم بشكل كبير في خلق حالة من الهستيريا والاحباط وربما العنف في احايين كثيرة، وهو ماكاد ان يحدث امس بمستشفى رويال كير في وقت متأخر، بعد ان تدافع بعض الشباب لها بعد سماعهم للشائعة، ولم يقتنعوا برغم تأكيدات المسؤولين بالمستشفى ان محمود بخير، ولم يقتنعوا الا بعد ان تحدثت معهم والدة الفنان الشاب الحاجة (فايزة) لتهدأ ثورتهم بعد ان ظنوا ان المستشفى تتكتم على خبر الوفاة. كيف بالله عليكم تحتمل نفس بني آدم الترويج لموت انسان كذباً..واين كان ضميره ساعة ان قرر ان يطلق تلك الشائعة..؟ وماذا سيستفيد من ذلك..؟ كلها اسئلة ظللنا نطرحها منذ بزوغ ثقافة الشائعات لدينا في السودان، ولانجد لها اجابة..لكن مانود ان نقوله في هذه المساحة ان الشخص الذى يتجرأ على مثل ذلك الفعل، لن يستحي من اي شئ آخر..ولن يتوقع مدى الذنوب واللعنات التى تطارده اينما حل، وحتى ان كان غامضاً كما جرت العادة..فيكفي ان يعلم انه مجرد شخص مريض نفسياً وذهنياً وممتلئ بالعقد والثقوب الاخلاقية التى تتسرب منها (نتانة) مايفعل..حتى تفوح رائحتها وتزكم انوف العباد. وعلى الجانب الآخر تفاجأنا في اليومين السابقين بكمية هائلة من (الباحثين عن الشو)..تلك الشريحة (الموهومة جداً)، والمتسلقة التى تبحث عن الاضواء عبر عتمة الاحزان..عشرات الشخصيات (الكرتونية) بالوسط الفني شاهدناها خلال مرض الحوت..وهم يزرفون (دموع التماسيح) طمعاً في التقاط صورة حزينة..مع ان علاقتهم بمحمود لم تكن بذلك القدر..بل انها لم تكن موجودة اصلاً..ولكن مرض البحث عن الاضواء يعمي العيون..ويجعلها غير قادرة على التقاط ابتسامات الاستهزاء التى ينظر بها الناس اليها..ولعل ذلك جعلنا نتيقين بالفعل ان (المصالح) في هذه البلاد صارت اليوم هي المقياس الحقيقي لابراز معاني التكافل والتعاضد في المجتمع. جدعة: محمود..لك الله ايها الشفيف النظيف القلب والصريح حد الاخجال..ولجمهورك العريض واصحاب (الوجعة الحقيقية) كل الشكر..وهم يضربون مثلاً يحتذى به في تجسيد معاني الوفاء لفنان اعطى وما ابقى لنفسه شيئاً..حتى صحته..! شربكة اخيرة: مروجو الشائعات والباحثون عن (الشو)..ليكم يوم. السوداني