الأسبوع الماضى قادتنا مهمة صحفية بالولايات الشمالية لزيارة احد اهم المواقع السياحية الاثرية التى يذخر بها السودان ( منطقة المصورات الصفرا) الغنية بالمعابد والتاريخ، وصلنا الى المكان الكائن فى منطقة صحراوية موحشة تحيطها سلسلة جبلية شرقى شندى وشمالى النقعة بعد رحلة قطعنا خلالها نحو مائة وثمانين كيلومتر من نقطة البداية مدينة الخرطوم. والمصورات التى تعرف باسم ( ابرنمخ) تحتوى على مركب هائل من الهندسة المعمارية على هيئة سور رابط بالجدران المتينة الضخمة هذا ولايزال هذا السور يثير حيرة العلماء الذين عجزوا عن سبر اغوار وظيفته التى شيد من اجلها. وقد بنى حوالى القرن الثالث قبل الميلاد ويعتقد البعض انه كان مستخدماً من قبل ملوك مروى فى تدريب الأفيال المحاربة استناداً على تفسير وجود تماثيل لأفيال كبيرة فى نهايته. وتشير تكهنات اخرى الى انه كان منصة للتتويج أو مركزاً للصيد وتذخر منطقة المصورات بوجود آثار اخرى منها من معبد الإله المروي (سيبو مكر) ومجموعة من الحفائر والمحاجر وآثار الممالك المسيحية التى امتد نفوذها الى ما بعد منطقة (سوبا ) جنوبالخرطوم، وتشمل البقايا الاثرية الموجودة بموقع (معبد الاسد) والحفائر الحفير الكبير والصغير ومقالع الحجارة والمقابر ومواقع الاستيطان حول وادي الصفراء. وكشفت جولة ( الصحافة ) بالمصورات عن اهمال لتلك البقعة التاريخية التى يصعب الوصول لها لعدم وجودالطرق المعبدة المؤدية الى استراحتها الوحيدة التى تشهد قطوعات كهربائية متكررة و تفتقر لوسائل الاتصال، ويؤثر كل ذلك على حركة السياحة حيث يقصدها السياح في اوقات متباعدة ونادرة والمصورات بكل مافيها من آثار لحضارة السودان القديم تعتبر من الكنوز التى يجب المحافظة عليها. الصحافة