لأن وزير المالية انتبه أخيراً لأموال الكهرباء والجيش والشرطة التي كانت (على جنبة) لسنوات خلت، فإننا نحكي هنا قصة يتوارى التجنيب أمامها خجلاً ، وتعطيها منظمة الشفافية وسام إبليس من الدرجة الأولى. في ليلة مقمرة صيفية اجتمع نفر من التنابلة وبحثوا في كيفية نهب الأموال دون أن يتركوا أثرا، ودندن أحدهم بالأغنية الشهيرة (أحبابنا أهل الهوى رحلوا وما تركوا خبر). وكان في بالهم البنك العريق الذي يعج بالخزائن الكبيرة، ولكن أخذ أموال المودعين مباشرة لعبة يمكن كشفها في أي منعطف، وبعد تفكير وتمحيص استقر الرأي على إنشاء شركة وهمية تحت إسم فضفاض يساهم البنك فيها ب( 99%) من الأسهم و(1%) لجهة حكومية معروفة لزوم تمرير الإجراءات القانونية . وقبعت الشركة الوهمية في أحد مباني البنك، وترسملت من أموال البنك، يعني أموال المودعين (الداقسين) ثم توزعت الأموال على التنابلة وأحبابهم من السدنة على طريقة القرض الحسن الذي يسدد بدون فوائد بعد عمر طويل (يعني يوم القيامة العصر). ولما كان المليون جنيه حينها يعادل 100 مليون بحساب اليوم ، أخذ زيد من الشركة 200 مليون وعبيد 100 مليون و (فلانة) 50 مليون جنيها (الجنيه ينطح جنيه). وربما كان زيد هذا وزيراً ، وعبيد ناشراً معروفاً ، وفلانة زوجة كوز شهير، وقس على ذلك المئات ممن حصلوا على القروض الحسنة وليست المرابحات أو الصكوك والمشاركات. وهكذا دارت دورة الأموال الخبيثة، يضخ البنك سنوياً الأموال للشركة أو بالأصح لعصابة الثلاثة ورابعهم خليلهم الوفي، ثم تذهب الأموال للجيوب الخاصة على شكل قروض هالكة. وسنة بعد سنة، إزداد التنابلة ثراءاً وشحماً ولحماً، وتعثر البنك حتى كاد أن يقف على رجل واحدة وعلى وزن شعار البعض (حجة وزوغة) تقرر، بعد أن استنفدت الشركة أغراضها، تصفيتها ذات ليلة لا من شاف ولا من درى ، ولا لقيت لي مغيث ولا لقيت لي مراجع. تقول لي ح نحارب التجنيب، ونرفد الخبراء والمستشارين والمتعاقدين !!! ، بعد إيه ؟ بعد ما صارت الوزارات دكاكين، والشركات كناتين، والبترول في حسابات (أولاد المصارين..) . جاع المصريون زمان فقالت حكومتهم: اربطوا الأحزمة فقالوا لها: هاتي الأحزمة، وخرج السودانيون للشوارع فصاروا مناضلين وليسوا شذاذ آفاق أو مرجفين. الميدان