قال السدنة والتنابلة في معرض الحديث عن تقشف الحكومة أنهم سيحاربون تجنيب الأموال وسيمنعون الإعفاءات الجمركية وشعارهم للمرحلة الحالية سيارة لكل مسؤول ، ولم يحددوا موديلها ولا مرتب سائقها ولا حجم وقودها الشهري ولا تكلفة ( عفريتتها ) وصيانتها وتأمينها . ولما كان الحديث ذو شجون فلنذكر السدنة ببعض القصص الحقيقية ، التي لم تكن ضمن ألف ليلة وليلة لنعرف كيف ( راحت ) أموال الشعب في ستين داهية . صحا ( زيد بن عبيد ) ذات صباح وقرر أن يدخل نادي الأثرياء ، وكانت مؤهلاته لهذا النادي أنه ( كوز بائن ) . حصل علي اسم عمل وهمي ، حصل من خلاله علي مرابحة معتبرة من فرع أحد البنوك الشهيرة في ولاية ليست بعيدة من العاصمة . وحصل من تجار معروفين علي ملايين أخري بعد أن أوهمهم بأنه سيستثمر أموالهم فيما يدر عليهم أرباحاً طائلة في وقت وجيز . وشال القروش ثم ( زاغ ) ، وصدرت ضده أوامر قبض في أوقات لاحقة بناء علي بلاغات من أشخاص وجهات من ضمنها فرع البنك المذكور . بعد أشهر قلائل ، سمع مدير فرع البنك طرقاً علي بابه عند منتصف ليلة مظلمة ، ففتح الباب ليري شخصاً ملثماً ، وقبل أن يفيق من اندهاشه أزاح الطارق اللثام فإذا هو زيد بن عبيد ( المتهم الهارب ) . ولما دخل ( الكوز الملثم ) إلي الصالون واطمأن قلبه ، حكي للمير قصته ، بعد أن فتح الشنطة السامسونايت ليؤكد له أن الأموال التي استدانها من البنك سيسددها في التو واللحظة . ملخص القصة أنه غادر تلك المدينة علي ظهر لوري تجاري ، بعد أن كثرت البلاغات ، قاصداً تلك المدينة الشهيرة إلي حيث ( نسيبه ) ذو المنصب الدستوري ، فوعده خيراً . بعد أربعة أيام علي إقامته مع النسيب الحسيب ، حمله هذا الأخير بعربته الحكومية التي ترافقها مواتر وعربات أخري إلي مصلحة حكومية هامة تقع علي بعد أمتار قليلة من مكتب السادن الدستوري . دخلا إلي مكتب ( فاره ) ، من ورائه سادن آخر وأمامه فايل أخضر كتب عليه بالحبر الأحمر سري جدا . وقع زيد بن عبيد علي أربعة عقود ملكية كانت بالفايل ، ثم خرج مع نسيبه لمكتب مجاور في نفس المصلحة ووقّع علي أربعة عقود بيع ثم سلموه مبلغ 200 مليون جنيه قديم ( 200 ألف جديد ) عبارة عن أرباح صافية لعملية شراء وبيع وهمية . ومن بعضها ( حلحل ) أموره القانونية ، ودوّر بالباقي في سوق ( الله أكبر ) أو سوق الملجة أو حبيبي سافر وجا . عزيزي المشاهد ( عفواً القارئ ) فاصل ونواصل الميدان