رغم أن العلاقة بين الإخوان وأمريكا لاتزال غامضة فى الكثير من أبعادها إلا أن كل يوم يحمل الجديد والمثير فى هذا الشأن .. حيث تقوم لجنة المخصصات المالية بالكونجرس حاليا بدراسة مقترحات تقدم بها عدد من النواب بمجلس الشيوخ الأمريكى للامتناع عن تقديم أى دعم مادى لجماعة الإخوان وإدراجها ضمن التنظيمات الدولية المحظورة .. هذا الخبر البسيط الذى بثته وكالات الأنباء يطرح تساؤلا هاما حول حقيقة ومقدار الدعم المادى الذى تحصل عليه الجماعة من أمريكا على حد زعم نواب الكونجرس وهو التساؤل الذى لايزال يبحث عن إجابة رغم ما ينشر من وقت لآخر خاصة بعد الانتخابات الرئاسية وما أثير حول تلقى الجماعة دعما من أمريكا فى جولة الإعادة. أصل القصة يعود إلى النائب الجمهوري بول جوسر والذى يحظى بعلاقات وثيقة باللوبى اليهودى فى أمريكا كما يتمتع بدعم هائل من الإئتلاف اليهودى الجمهوري والمنظمة الصهيونية الأمريكية حيث تقدم بول بتعديلات على قانون مخصصات وزارة الدفاع الأمريكية لوضع جماعة الإخوان المسلمين ضمن المنظمات والكيانات المحظورة والتى لايجب دعمها ماليا بأى حال وتضم هذه القائمة حكومة إيران وحزب الله وحركة حماس . يأتى هذا فى الوقت الذى تحظى فيه جماعة الإخوان المسلمين بدعم سياسي هائل من الإدارة الأمريكية مقابل التزام الجماعة بالمعاهدات السياسية وخاصة معاهدة كامب ديفيد .. وفى الإطار نفسه فجر النائب فرانك وولف عضو الكونجرس فضيحة ثقيلة الأسبوع الماضى عندما أكد أنه يمتلك بالمستندات ما يؤكد قيام باراك أوباما وهيلارى كلينتون بدعم الإخوان فى الانتخابات الرئاسية بأكثر من 50 مليون دولار وطالب هذا النائب بفتح التحقيق مع الرئيس الأمريكية ووزيرة الخارجية مؤكدا أنه يملك أدلة الاتهام وذكر فى سياق الفصيحة أن الرئيس الأمريكى يسعى لخلق حليف له فى مصر وأن الإدراة الأمريكية اضطرت للتعامل مع نظام الإخوان باعتباره النظام الحاكم فى مصر الآن مقابل التزامهم بمعاهدة كامب ديفيد وعدم دعم أى قوى معادية لإسرائيل. فى هذا السياق يقول توحيد مجدى الكاتب الصحفى فى روزاليوسف والباحث فى الشئون العبرية: هذا الكلام حسب متابعاتى يأتى فى إطار المزايدات والصراعات التى تشهدها الأجواء السياسية فى أمريكا قبل ماراثون الرئاسة بين الديمقراطيين والجمهوريين لكسب الأصوات اليهودية حيث يرون أن الامتناع عن دعم الإخوان يصب فى مصلحة إسرائيل بل أن المعونات الأمريكية لإسرائيل تأتى ضمن هذه المزايدات كما يأتى فى هذا الإطار أيضا عملية تزويد إسرائيل بأسلحة حديثة منها طائرات التزود بالوقود وذلك فى إطار الاستعدادات لشن حرب على إيران وفى اعتقادى أن توقيت ضرب إيران سيكون فى الساعات الأولى عقب سقوط النظام السورى. إذن ما يحدث باختصار هو أن الإدارة الأمريكية تميل لعمل أحلاف إستراتيجية مع الإخوان لكن الجمهوريين يضربون الديمقراطيين من هذه النقطة، وهناك محاولة من الطرفين لاستقطاب اللوبى اليهودى فى أمريكا لأن تعداد أصواته يرجح كفة أى مرشح فى الانتخابات الأمريكية . وهذا الاقتراح يقف وراءه بعض أعضاء الكونجرس الموالين لإسرائيل ومن المحسوبين على اللوبى اليهودى فى واشنطن ويأتى ذلك فى إطار الصراع الشديد الذى تشهده الانتخابات الأمريكية الآن بين معسكر الديمقراطيين الذى يمثله باراك أوباما ومعسكر الجمهوريين ولكن هذا الاقتراح ليس له تأثير على جماعة الإخوان المسلمون على أرض الواقع .. ويجب أن نعلم أن جماعة الإخوان فى قمة نظام مبارك وفى قمة استهدافه لهم كان حبيب العادلى يقوم بتزوير تقارير ضدهم وكانت هذه التقارير تصل للإدارة الأمريكية وكان المقصود منها إشاعة الخوف من الجماعة واتهامها بأنها جماعة إرهابية وكانت هذه التقارير فى عمومها مزورة لكن الإدارة الأمريكية بعد الثورة وفى أثناء مرحلة الانتخابات المصرية طلبت من المخابرات الأمريكية أن تتثبت من هذه التقارير الأمنية التى كانت تصل إليها من حبيب العادلى . الشىء الثانى أن أعضاء الكونجرس الذين طالبوا بوقف التعامل مع جماعة الإخوان المسلمون لم يراعوا التقارير الأمنية الجديدة التى أشارت إلى حقيقة أن الإخوان هم جماعة سياسية فكرية وليست جماعة إرهابية جهادية فهؤلاء تجاهلوا هذه التقارير التى تؤكد أنها جماعة غير مضرة والمفاجأة أن الإدارة الأمريكية قدمت تقارير لأوباما تؤكد أن الإخوان المسلمون سيصبحون أصدقاء لأمريكا من أى نظام سياسى سابق فى مصر وسيكونون بمثابة حليف إستراتيجى لأمريكا أقوى أى نظام مصرى سابق