يعرض المسلسل الرمضاني "فرتيجو" لعثمان ابو لبن وتاليف محمد ناير لمقدمات ثورة 25 يناير مقدما صورة عن تحالف الاجهزة الامنية ورجال الاعمال والصراع على قمة السلطة بين رجالات الرئيس السابق محمد حسني مبارك ورجالات ابنه جمال. يستند المسلسل الى رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب احمد مراد وتحكي قصة مصور لا يهتم الا بنفسه حتى تقع جريمة تغير حياته وقد حققت الرواية مبيعات عالية منذ صدورها العام الماضي. واسم الرواية والمسلسل هو اسم احد مقاهي وسط البلد. وفي المسلسل يتحول المصور الى مصورة تقوم بدورها الفنانة هند صبري. ويشارك في البطولة نضال الشافعي، ويسرى اللوزي، وصبري عبد المنعم، وسيد رجب، والكثير من الوجوه الجديدة. وهو يقدم رؤيته لمصر قبيل ثورة 25 يناير، ويصور للمرة الاولى في تاريخ الدراما المصرية دور الاجهزة الامنية في تشكيل تحالفات راس المال وتفكيكها بما يتوافق ومصالح قيادات هذه الاجهزة. ويصور المسلسل عملية اغتيال لرجال اعمال يذهب ضحيتها عدد من الابرياء بينهما نادل ونادلة تجمعها صداقة مع المصورة هند صبري التي تشهد عملية الاغتيال وتصورها بعدستها مما يقلب حياتها ويجعلها تنتقل الى الاهتمام العام بشكل تدريجي ومتراكم بتراكم الاحداث الدرامية لتقدم صورة اكثر وضوحا مع تقدم الاحداث. وضمن خط مواز ايضا تقوم الفنانة يسرى اللوزي الصحافية في احد صحف المعارضة بتعرية رجال الاعمال وفساد الادارات في الوزارات وتحديدا وزارة الاسكان والاراضي التي يتم الاستيلاء عليها من قبل كبار رجال الاعمال وكبار موظفي الدولة. في هذا الوقت يقوم زوج يسرى اللوزي الصحافي في احدى الصحف المنافسة والممالئة للدولة بتلميع رجال الاعمال وتشويه الحقائق بما يخدم رؤية الاجهزة الامنية. ومن خلال هذا الصراع والبحث وراء الحقيقة من المصورة والصحافية ومن خلال حوارات متفرقة يظهر للمرة الاولى في الدراما الصراع بين الرئيس المخلوع وابنه وانعكاس هذا الصراع بقيام الاجهزة الامنية باقامة تكتل جديد يجمع رجال الاعمال المساندين للابن في مواجهة رجال الاعمال والوزراء المساندين للاب الى جانب تصفية بعض هؤلاء. وتستغل الاجهزة الامنية المساندة للابن الصحف الموالية لتقديم المعلومات التي تشوه الخصوم او تخفي الحقائق. ويستخدم المخرج ملهى ليليا ليصور من خلاله حياة الليل لرجال الاعمال وكيفية تسيير اعمالهم والصفقات التي يقومون بها فيما بينهم وتنسيقها مع رؤساء تحرير صحف فاسدين، ودور رؤساء التحرير هؤلاء ايضا في افساد الصحافة وتزييف الحقائق. ويرى النقاد وبينهم اشرف بيومي ان "مسلسل فرتيجو من افضل المسلسلات التي قدمت للمرة الاولى الصراع الدائر في القصر الرئاسي بين الاب والابن قبل ثورة 25 يناير وكيفية تجاذب الاطراف وعزل رجالات الرئيس السابق، وكلها تشكل وقائع حقيقية شهدتها مصر في السنوات الاخيرة من حكم مبارك في ظل تحالف وزارة الداخلية باجهزتها مع الابن في اعادة تشكيل تجمع لرجالات الاعمال في اوسع تحالف عمل على نهب البلاد وافسادها". ويضيف ان "المسلسل التزم باحداث الرواية التي حملت نفس الاسم، وهذا انجاز يسجل للمسلسل. ولهذا استطاع ان يقدم صورة مختلفة عن المسلسلات الاخرى التي عنيت بمواضيع الفساد ودور الاجهزة الامنية فيه، من نهب الاراضي وانتشار المحسوبية في الاستيلاء على مصالح الدولة". ويتابع قائلا في المقابل "ما يعيب المسلسل بالمقارنة بالرواية ان السيناريو تم تفصيله على مقاس الفنانة هند صبري كما يحصل في مسلسلات النجوم عادة حيث ان غالبية المسلسلات المعروضة هذا العام من قبل نجوم السينما القدامى والجدد قد نسجت على مقاساتهم لابراز بطولاتهم". ميدل ايست أونلاين