التقت جزالة المفردات و رشاقة العبارات مع حيوية لوجه سوداني أصيل مبتسم ، كل هذا ومعه كل تلك التفاصيل من خلال حوارنا لاكتشاف الوجه الآخر للاعلامية الشاملة مشاعر عبد الكريم ، فمثلما تفاجئ القارئ بتطور مفرداتها من خلال كتاباتها في عمودها المقروء (فيما يتعلق) ، ستفاجئه مرات ومرات بفهمها المتقدم للحياة سيما حياتها الخاصة ، التلقائية جعلت من مشاعر كتابا مفتوحا تجولنا فيه ما امكن الحوار .. و حتى لا يفسد التقديم متعته كانت هذه كل التفاصيل : *ما هي أسباب تركك للتمثيل؟ - قرار ترك التمثيل كان في العام 2003 ومسلسل وهج الشفق كان آخر مسلسلاتي ، وهذا المسلسل استنزفني بشدة تعطلت معه كل حياتي ، لذلك جلست الى نفسي وقررت ترك التمثيل على الرغم من انني احبه جدا لكن فوضى التصوير واهدار الزمن لا تناسبني حتى وان كانت في شئ احبه. *ما هو مدخلك له ؟ - دخلت من باب تحدي بيني وبين الرشيد احمد عيسى وقت كنت اجري معه حوارا كصحفية واتهمته بعدم مساعدة الاجيال الجديدة وتدريبهم ، اجابني ان الاسر السودانية متحفظة حول دخول بناتها مجال الفن ، ناكفته ، سألني سؤالا مباشرا ، تمثلي؟ قلت له ان كنت انفع لا مانع لدى ، اتصل بي بعد فترة لمعاينة لاختيار ممثلين لمسلسل (اقمار الضواحي) لقاسم ابوزيد وهو رجل (ماهين) ذهبت وكنت اريد ان ارضي غروري. *حتى ولو كنت في غير البلد لما انقطعتي؟ - لو في بلدنا هذا وكان هناك اهتمام بالزمن لواصلت التمثيل ، وحتى لا اكون مجحفة قاسم ابوزيد وفرقة الاصدقاء كان الزمن بالنسبة لهم مقدسا ، على العموم كانت تجربة ثرة عرفت خلالها شخصيات واصبحت صديقة لسعاد محمد الحسن وبلقيس عوض وغيرهن . *ولماذا التشدد في الزمن؟ - هذا ليس تشددا تجاه الزمن لكن كان غريبا علىّ ان اكون في معسكر ولا اعمل طيلة سبعة ايام .. يوم تصوير ويوم (سمير) حسب المصطلح ، تركيبتي الشخصية لا يتوافق معها ان لا اعمل لوقت . *وما هي محطتك من بعده؟ - رجعت للصحافة وكل شئ في محله لم يتغير ولا شئ نصل فيه للآخر نفس المشكل مشاكل الصحافة ومشاكل الجيل ومشاكل النوع ، ومن وسط كل هذه الاشياء كنت قد خرجت للتمثيل وكان شيئا ممتعا لولا احساسهم الصعب بالزمن وعلاقاتي الانسانية مستمرة معهم ولم تنقطع. *أليست هناك أسباب أخرى ، مجتمعية مثلا؟ - مسألة نظرة المجتمع والفكرة المكونة عن الممثلات (دا كلام فاضي) ليس لدينا افلام سينما تضج بمشاهد مخلة ولا نمثل متبرجات ، المسلسلات والمسرح جمهورها اسر ويعرض لهم في اطاره الاخلاقي ، بلقيس عوض تربت في اكثر الاحياء عراقة ولم تتعرض لشئ ، هذا فهم يتم تصديره بهذا الشكل ، انا شخصيا (ناس حلتنا مبسوطين بتهم بتطلع في التلفزيون)، وشهدت كذلك في اماكن التصوير في الضواحي هناك فتيات يأتين ويشاهدن التصوير حتى نهايته دون ان تمنعهن اسرهن ، لكن اعتقد هذه قضية يريد البعض المتاجرة بها ، صحيح هناك اسر متشددة على ظهور بنتاهن في شريط حفلة مشكلة لكن الآن في 2012 لا اظن ذلك. *يقال ان المرأة اما تترك زوجها او تترك عملها وانت احتفظت بالاخير وتركت الاول هل له دور في تتركك العمل آنذاك ؟ - التجارب لا تشبه بعضها ، انا تزوجت من المجال .. واحدة من المشتركات بيننا العمل ، وانا احب الامومة جدا بعد الزواج قررت ان اترك العمل وانجب اطفالا حتى ان اصدقائي كانوا يستهترون من كلامي هذا وكنت اقول لهم في الاصل انا ام ثم صحفية ،سمعت عن زوجات منعهن ازواجهن العمل ولم اكن احتاج ان ابرر للآخرين انا مثلهم ام لا . *تزوجت في فترة وجيزة وانفصلت في فترة قصيرة؟ - احدى مشكلاتي اني ملولة جدا ، ربطتنا صداقه قبل الزواج وبعد الزواج والأطفال ازدادت علاقتنا قوة ، ولم يكن راضيا عن بقائي في المنزل. حاليا بعد الطلاق ليس بيننا توتر لان الاولوية للاطفال بينا سلام وليس مشاكل المطلقين التي نسمع بها. *المرأة في الآونة الاخيرة اصبحت واجهة للترويج ما سبب ذلك؟ - المرأة تسهم في ذلك بنفسها واذكر اني حضرت ندوة عن الدستور وعندما ابديت عدم فهمي هبت النساء في وجهي دونا عن الرجال فمشكلة النساء انفسهن ، فمثلا برنامج بقناة النيل الازرق كل هدفه الذي يقدمه للمرأة كريمات تفتيح البشرة والاي لاينر والترتر والتياب ، لسنا ضد التجميل لكن يفترض ان تكون هناك نفس الجرعة صحية توعوية ، مشاكل الانجاب ، عيادات التخصيب ، الاشعة الكمبيوتر لكن على ما يبدو هذه النمطية هي فهم دولة كامل لا تصلح فيه المرأة الا لوزارة الرعاية الاجتماعية ، لا دفاع ، او اقتصاد او داخليه اوخارجية ، الامر الذي جعلنا لا نفهم هل تركيبة حوش للنساء وآخر للرجال هي التي تجعل من المرأة فقط غلافا ؟ *لماذا هناك اتهام للكاتبة بأن هناك آخر يقف خلف ما تكتب؟ - هذه هي التي تقعد المجتمع وتكسر مجاديف المرأة ، (اقعدي كويس ولا تقولي كذا) وان لم تنفذ يكون مصحوبا بعنف لفظي وكيف لمقموع ان لا يكتب كتابات كبيرة ؟ هو لا يكتب وانما الانسان بداخله ، انا استغرب نحن قطعنا شوطا كبيرا في تعليم المرأة وكيف لها ان لا تعرف ان تكتب ، هذه ردة مشاكل المرأة حلت منذ الستينيات وهذا المربع نحن تجاوزناه. *المجلات التي ترأس تحريرها نساء عمرها قصير لماذا ؟ - هذه واحدة من مشاكل مجلات النوع في السودان ليس لديها جمهور ، الآن الاهتمام الاول ان تشتري خلطة تفتيح بشرة ام مجلة ؟ *ما هو المردود لما تكتبه المرأة ؟ - الاثر الرجعي لما تقدمه حسب الاجتهاد والايمان. بشكل شخصي لم اكن اتخيل ان اكتب عمودا لكثرة العراقيل التي واجهتها وربما هي التحديات التي تجعلني اقرأ حتى عندما تناقش رئيسك او حتى ان تبهر من يقرأ لك بجملة كنت اصرف على الكتب ضعف مرتبي وهو الذي صنع لي المخزون حتى عندما اكتب يظن الآخرون ان آخر يكتب لي ، الحظ لا يلعب دورا بقدر الاجتهاد (اعقلها وتوكل) نحن مظلومات بما نقوم به وكذلك محظوظات بما نقوم به. *هل من نقطة تحول في حياة مشاعر؟ - التحول في حياتي سببه اولادي ، انا اعيش معهم باحاسيسي واربي اولادي بحب واستمع لقصصهم حتى المكررة كأنها أول مرة. *هل ستتزوجين مرة اخرى؟ - ليس لدى مطامح في الزواج حاليا اولادي في مرحلة تكوين الشخصية وليس لدى استعداد ان اكسر نفسهم .. لكن بعد ان يكبروا وتتشكل شخصياتهم لا أمانع لكن ليس قريبا.