توقع خبراء كويتيون في النفط والاقتصاد أن تستمر أسعار النفط في الاسواق العالمية في الصعود وألا تتخطى حاجز ال 120 دولارا للبرميل في ظل استمرار العوامل المتحكمة في الأسعار على ما هي عليه. وأكد هؤلاء الخبراء في لقاءات متفرقة مع (كونا) أمس ان الاحداث الجيوسياسية مازالت السبب الرئيس في ارتفاع أسعار النفط واتفقوا على أن أي تطور في شأنها قد يصل بالأسعار الى مستويات تفوق ال 140 دولارا أو أكثر من ذلك. ورأوا أن موجة الاعاصير التي تشهدها الولاياتالمتحدة المتوقع ان تكون الأسوأ منذ سنوات ربما تلعب دورا مهما في ارتفاع الأسعار على المدى المتوسط، لاسيما في حال إغلاق منشآت نفطية وتعطل إمداد الاسواق بإنتاجها النفطي. وتوقع الخبير الاقتصادي حجاج بوخضور ألا تتجاوز أسعار النفط خلال الفترة المقبلة حاجز ال 120 دولارا في ظل استمرار الأوضاع الحالية اقتصاديا وجيوسياسيا على ما هي عليه. وقال بوخضور إن المتحكم حاليا في الأسعار تلك الاحداث الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط إضافة الى موجة الاعاصير التي تجتاح الولاياتالمتحدة الأميركية. وأوضح أن الأسعار قد تصل الى 130 أو 140 دولارا للبرميل في حال تطور الاوضاع الجيوسياسية، لاسيما في منطقة الخليج العربي وشمال افريقيا. وذكر ان الاتجاه للارتفاع في أسعار النفط حاليا يعود الى انخفاض سعر صرف الدولار وانخفاض المخزون الأميركي وبداية موجة الاعاصير في الولاياتالمتحدة إضافة الى الاوضاع الجيوسياسية وانعكاسات ما يحدث في سورية والربيع العربي. وبين ان النمو الاقتصادي في الصين يساهم مباشرة في ارتفاع أسعار النفط، مشيرا الى ان التطمينات التي اطلقتها الصين قبل مدة بعدم ارتفاع النمو لمستويات أعلى من 7 الى 8% لم يتم الالتزام بها في إشارة الى ان البيانات تؤكد عكس ذلك وان النمو في ارتفاع. وبخصوص الأزمة المالية في منطقة اليورو اعتبر بوخضور ان هذه الأزمة لم يعد لها التأثير نفسه منذ شهرين في إشارة الى الانتهاء من الحلول والاجراءات بشأنها والاتفاق على المضي قدما في تنفيذ الحلول وان هذه الأزمة لم تعد تستخدم مادة للضغط على أسعار النفط. وأكد أن اللاعب الرئيسي خلال الفترة المقبلة في أسعار النفط سيكون موجة الاعاصير في الولاياتالمتحدة الأميركية المتوقع لها ان تكون حادة هذه السنة، مشيرا الى أن أسعار النفط كلها قائمة على التوقعات وليس النتائج الحقيقية. وتطرق بوخضور الى الاقتصاد الأميركي والذي شبهه «بمريض السكر» قائلا إن هذا الاقتصاد يعاني في عدة مجالات، حيث انه غير قائم على إنتاج يتناسب مع الاستهلاك ومع الاصلاحات المطلوبة، ما دفع الدولة الى تقديم الإسعافات الاولية له وتعويض ذلك الخلل بالسياسات النقدية التي تعتمد على ضخ السيولة في الاسواق والتلاعب بالفائدة مع استخدام النفط والذهب في التغطية على التشوه في الاقتصاد. وقال ان أسعار النفط في الاسواق العالمية ستستمر فوق مستوى ال100 دولار ولن تتجاوز ال 120 دولارا على المدى المتوسط إلا في حال حصول تطورات دراماتيكية في الاحداث الجيوسياسية أو عند تسبب موجات الاعاصير في توقف بعض المنشآت النفطية في الولاياتالمتحدة، لاسيما في خليج المكسيك لفترة طويلة. من جانبه قال الخبير النفطي جمال الغربللي انه «من الممكن ان تصل الأسعار الى حدود 130 أو 140 دولارا في ظل التطورات الحاصلة في سورية والموقف الايراني منها وبعد التصريحات التي أطلقتها إيران بأن أمنها من أمن سورية». وتوقع الغربللي ان تتطور الاحداث الجيوسياسية خلال الفترة المقبلة «ما سيلهب أسعار النفط» لكنه عاد وأكد حرص الدول المنتجة والمستهلكة على بقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية، مشيرا الى توافر الكميات الكافية المنسجمة مع حجم الطلب على النفط. وحول انخفاض المخزون الأميركي وتأثيره على الأسعار، أفاد بأن تأثيره محدود جدا ولفترة محدودة في إشارة الى ان الانخفاض كان بكميات قليلة سيتم تعويضها سريعا وان المؤثر الاهم حاليا هي الاوضاع الجيوسياسية. وبخصوص الأزمة الاوروبية، رأى أن تأثيرها لم يعد بنفس القوة قبل أشهر وان كانت لاتزال حاضرة على السطح مشيرا الى المحاولات الكثيرة للحد منها رغم الحديث في الوقت الراهن عن الأزمة في اسبانيا فيما أصبحت اليونان من الماضي. وتوقع أن تظل الأسعار في مستوياتها الحالية وأن تستمر في الارتفاع وألا تتجاوز حاجز ال 120 دولارا طالما ظل هناك الحرص من الدول المنتجة والمستهلكة على بقائها عند هذا المستوى «حيث سيبذلون أقصى ما بوسعهم للتغلب على الامور الطارئة التي قد تستجد مستقبلا على المدى المتوسط». من ناحيته، أكد الخبير النفطي محمد الشطي ان عوامل السوق ستبقى تدعم مستويات أعلى من المئة دولار على الاقل حتى شهر أكتوبر المقبل لتتراوح بين 110 الى 120 دولارا لبرميل النفط مزيج (برنت). وقال الشطي ان حالة السوق النفطية تعكس تضافر العديد من عوامل السوق منها تجدد الآمال في شأن جولة ثالثة من إجراءات التحفيز النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي والتي عادة ما تعني زيادة النشاط الاقتصادي والصناعي وذلك رغم بيانات اقتصادية ضعيفة واردة من الصين. وذكر من العوامل المؤثرة حالة عدم الاستقرار في مناطق الانتاج مع تصعيد العامل الجيوسياسي وتناقص المعروض من النفط الايراني في السوق النفطي علاوة على تأثر الانتاج في بعض المناطق ومنها بحر الشمال. وبين أن للمضاربين «دورا واضحا في الاسواق الاجلة وإيجاد دعم اضافي للأسعار من خلال المخاوف من نقص الامدادات برغم عدم وجود هذا الأمر على أرض الواقع الى الآن» مشيرا الى أن تدني مستوى المخزون من المنتجات البترولية، خصوصا زيت الغاز يدعم أسعار النفط في الفترة الحالية. وكانت أسعار النفط في الاسواق العالمية شهدت موجة من الارتفاع هذا الشهر وسجل سعر النفط مزيج (برنت) الخميس الماضي 115.01 دولارا مقارنة ب 105.96 في الاول من الشهر نفسه، في حين سجل سعر برميل النفط الكويت 113.08 دولارا مقارنة ب 101.55 في ذات اليومين ما يظهر أن أسعار النفط قفزت بما يقارب 10% في أقل من شهر.