توقع عدد من الخبراء المراقبين ان تنخفض اسعار الذهب فى البورصة العالمية خلال الفترة المقبلة وذلك نتيجة لما تشهده الدول العربية من اضطرابات وثورات تهدد انسياب النفط الى العالم وربطوا ذلك بانه كلما ارتفع سعر النفط عالميا كلما انخفضت اسعار الذهب. ويرى الدكتور محمد النور الخبير الاقتصادى انه ثبت اقتصاديا وجود علاقة قوية بين ارتفاع وانخفاض اسعار النفط والذهب ،مبينا ان ارتفاع اسعار النفط يقلل من الاتجاه نحو الذهب باعتباره مخزنا للقيمة الذى تسعى دول العالم الى الاستفادة منه فى حال انخفاض اسعار النفط او ثبات اسعاره كما يلاحظ ذلك لفترة طويلة خلال العام المنصرم ،الامر الذى ادى الى الارتفاع المتواصل لاسعار الذهب فى البورصة العالمية . ويقول ان الاضطرابات التى تحدث حاليا خاصة فى ليبيا التى تنتج حوالى 2 % من الانتاج العالمى يقارب المليون و250 ألف برميل يوميا ربما تشهد توقفا خلال المرحلة المقبلة يؤثر سلبا على الانسياب والاسعار العالمية ،مبينا انه على الرغم من ان المملكة العربية السعودية رأت انها يمكن ان تزيد من انتاجها النفطي بما يقدر ب700 ألف برميل فى اليوم الا ان ذلك لن يساهم فى استقرار الاسعار وارجع ذلك الى عدة عوامل منها ان موقع ليبيا الممتاز على شط البحر الابيض المتوسط بالاضافة الى سهولة الترحيل ومن ثم ان من يعمل فى سوق ليبيا النفطى يقارب ال2مليون عامل من كافة الدول ولذا فان التأثير الاقتصادى سيكون كبيرا على العالم من حيث انسياب النفط . وقال ان هذه هى الفرصة التى تتعاظم فيها القيمة النفطية للدول المنتجة للنفط. وفى جانب اسعار الذهب العالمية فان الطلب على الذهب ارتفع فى الايام السابقة مع محدودية العرض بالاسواق حيث فاقت أسعار الذهب في الاسواق الفورية العالمية نطاق 1400 دولار للأوقية أي ما بين 140-149 جنيه للجرام. وفى مجمع الذهب قابلنا محمد أحمد النعيمة «محلات طيبة» وقال ان هناك عوامل تحدد سعر الذهب منها البورصة العالمية والعرض والطلب على السيولة وانخفاض قيمة الجنية مقابل الدولار. واليوم سعر الذهب للشراء هو حوالي 120-125 وسعر البيع من 140-145 جنيه للجرام. ويرى الكثير من الاقتصاديين ان الفترة المقبلة موعودة بانها لن تكون امتدادا للفترة السابقة وان كل المؤشرات التى ادت الى ارتفاع الذهب يبدو انها ستبدأ فى التلاشى تدريجيا على الرغم من ان آثار الازمة المالية العالمية ما زالت تطل برأسها فى كل فجر جديد ،وهى التى ادت الى زيادة الطلب على الذهب واللجوء اليه كملاذ ويرون ان مؤثرات ارتفاع اسعار النفط يمكنها ان تغير مجرى الامر ويقول الاقتصاديون ان اسعار النفط سوف تتخطى حاجز ال120 دولار للبرميل الواحد مؤكدين معرفتهم بوجود علاقة عكسية بين سعر النفط وسعر الذهب فكلما زاد سعر النفط كلما قل سعر الذهب كما يتوقعون انه على المدى الطويل سوف تظهر ظاهرة الفقاعات بسوق الذهب مثلما حدث لسوق الرهن العقارى فى اميركا والتى ادت الى الازمة المالية العالمية. وتجدر الاشارة الى ان الذهب في ثمانينيات القرن الماضي عام 1980م تعرض لموجة انتكاس عندما وصل سعر الاوقية إلى حاجز 850 دولار ثم تراجع في وجه حالات الذعر ونقص حوالي 60% من قيمته. لكن مخاوف تجار الذهب في السودان تتركز الآن في ارتفاع سعر الذهب لكن دون رغبة في الشراء من قبل المواطنين.