غالباً ما يربط المستثمرون قراراتهم الاستثمارية بقوة اسعار النفط وببنوك استثماراتهم على ذلك باعتباره مورد الطاقة الأول، وقد بلغ النفط ذروة اسعاره في يونيو من العام الماضي، حيث بلغ (147.27) دولاراً للبرميل، وتدني بعد ذلك حتى وصل الى (37) دولاراً للبرميل، واخيراً بدأت اسعاره في الارتفاع حتى وصلت (78) دولاراً للبرميل ولكنها منذ بداية ديسمبر الجاري انخفضت بنسبة ما يزيد على (8%) من (77.88) دولاراً للبرميل الى اقل من (70) دولاراً بمعدل هبوط وصل الى دولار يومياً في الاسبوع الأول من ديسمبر الجاري، بينما انخفض النفط الامريكي بنسبة (11%) خلال شهر واحد حتى وصل (69.87) دولاراً للبرميل بينما وصل خام «برنت» الاوروبي (71.88) دولاراً للبرميل. ويتوقع المراقبون ان تحدد اسعار النفط طبقاً لمجريات مؤتمر كوبنهاجن للتغيرات المناخية الذي ينعقد في هذه الايام، وايضاً سعر الدولار مقابل العملات الاخرى، وذلك بعد تراجع استمر لأكثر من اسبوع، وعزا الخبراء هبوط اسعار البترول الى التأثيرات النفسية للأخبار المتواترة من مؤتمر كوبنهاجن عن رغبة المجتمعين في مؤتمر المناخ في التخلص من الانبعاثات الغازية، وهو ما قد يعني تخفيض استهلاك البترول اضافة الى ارتفاع سعر الدولار في الاسواق العالمية، وأجمع الخبراء ان هذا الانخفاض مؤقت. وفي ذلك يشير الخبير خالد بودي العضو السابق في المجلس الأعلى للبترول بايران ان يكون البترول مصدراً للطاقة للعشرين العام المقبلة وان التراجع في طلب البترول في اوروبا وامريكا تقابله زيادة في الطلب من دول آسيا خصوصاً الهند والصين. ويضيف: ان هبوط الاسعار مؤقت ولن يستمر كثيراً وان اساسيات السوق ترجح حدوث استقرار في السوق. وقال بودي: ربما تأثرت الاسعار بتصريحات وزير النفط العراقي حسين الشهر ستاني والتي قال خلالها ان قدرة الانتاج النفطي ستصل الى نحو (12) مليون برميل يومياً خلال ستة اشهر، بما يوحي بزيادة المعروض في السوق مستقبلاً. من ناحية اخرى تسعى الكويت لزيادة انتاجها الى (4) ملايين برميل في العام 2020م، وانها ستنفق ما يصل (87) مليار دولار على مشروعات النفط حتى العام 2030، بينما يصل احتياطيها من البترول (10%) من الاحتياطي العالمي حسب حديث وزير النفط الكويتي أحمد عبد الله الصباح والذي أوضح ان الخشية من احتمال ارتفاع سعر اللدولار ووضع امدادات النفط تمثل ضغوطاً على الاسعار. وفي السياق قال على النعيمي وزير البترول السعودي ان اسعار النفط التي تتأرجح بين (70 - 80) دولاراً للبرميل مرضية وقريبة من المستوى المستهدف والمحدد، وان (75) دولاراً للبرميل مناسبة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء. واضاف النعيمي ان مخزونات النفط العالمية تتراجع، من جانبه وفي السياق قال هجو قسم السيد نائب رئيس لجنة الطاقة بالمجلس الوطني انتاج السودان الذي لم يتعد (500) ألف برميل في اليوم ولا تؤثر على السوق العالمي، وقال: سعر التركيز لاسعار البترول في ميزانية العام المقبل حدد بين (50) إلى (60) دولاراً للبرميل وهو بعيد من السعر الذي وصله البترول، واوضح هجو ان معالجات الاحتباس الحراري ومقررات مؤتمر كوبنهاجن الذي لم تصل نهاياته بعد، ولم يقر العالم بقبول مخرجاته التي تحتاج الى مليارات الدولارات لمعالجة تلك المشكلة، وأكد هجو ان هبوط الاسعار لا يكون له تأثير سلبي على السودان وقال نحتاج الى مزيد من الانتاج ومضاعفته مع التركيز على تصنيع البترول أكثر من تصديره خاماً بسبب تأرجح اسعار الخام عالمياً، ويضيف الدكتور اسماعيل محمد عثمان الخبير في مشتقات البترول والاقتصاد عامل آخر لانخفاض الاسعار هو أزمة دبي المالية ويقول ل (الرأي العام) ان الخليج يعتمد كثيراً على البترول في دعم حصيلة نقده الاجنبي لتسديد التزاماته المالية، ويصف اسماعيل ان اليهود والأمريكان يرون خروج دبي من الطاقم العربي الى إطار العالمية بمبانيها ومؤسساتها الاقتصادية ومعناها لنيويورك في تقديم الخدمات خطراً عليهم ويسعون لكسر قدرة دبي في تسديد ماعليها من التزامات في الوقت الذي يسعى فيه الخليجيون لمعالجة ذلك، ويقول: إن فصل الشتاء في اوروبا وامريكا يضاعف من استهلاك البترول مهما كان اثره على البيئة، وزاد اسماعيل المؤتمرات السياسية والنزاعات الاقليمية لها اثرها.