تزايدت التكهنات في الشارع السوداني إزاء مخاوف من أهداف غير معلنة لطلب الإدارة الأميركية من الحكومة السودانية وبعض الدول الأخرى قبول مجموعة من قوات المارينز لحماية بعثاتها الدبلوماسية. ورغم رفض السودان للطلب الأميركي وتأكيد قدرته على حماية جميع البعثات الدبلوماسية بما فيها الأميركية، لم يستبعد محللون أمنيون وصول القوات الأميركية الخاصة إلى السودان ولو بطريقة غير مباشرة. وبينما تؤكد الخارجية السودانية على لسان الناطق الرسمي باسمها العبيد أحمد مروح للصحفيين أن تقدير الأوضاع في السودان ينفي وجود خطر على البعثات الأجنبية، يرى محللون أن مخططا كبيرا ربما يتم تنفيذه في المرحلة المقبلة. ولا يستبعد أولئك أن تكون إيران هي المستهدف الرئيس بعد خروج كل التيارات الإسلامية في الوطن العربي إلى العلن بعد ثورات الربيع العربي التي تجتاح المنطقة. وكانت الخارجية السودانية أعلنت مساء أمس السبت أنها اعتذرت عن استقبال قوات أميركية خاصة لحماية السفارة الأميركية بالخرطوم. وينظر خبراء أمنيون إلى الأمر على أنه محاولة أميركية لاصطياد مجموعة من العصافير بحجر واحد، متكهنين بقرب ما أسموه الاعتداء المرتقب على إيران, وقالوا "إن أميركا تدرك خطورة ذلك على بعثاتها في كثير من الدول التي ستتعاطف مع طهران". ولا يستبعد في هذا السياق برأي محللين وصول تلك القوات الأميركية إلى الخرطوم -حتى ولو كموظفين عاديين- طالما اقتضت الضرورة وجودهم بالسودان، كما حدث بوصول الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية إلى الخرطوم خلال الأيام الماضية دون الإعلان عن ذلك. وتعليقا على ذلك يتحدث الخبير الأمني العميد متقاعد حسن بيومي عن "مخطط محبوك بدرجة عالية" للتنفيذ خلال المرحلة القريبة المقبلة، متوقعا أن تكون إيران هي الوجهة الأميركية المقصودة بالاعتداء, حسب قوله. وقال بيومي للجزيرة نت إن أميركا تدرك مدى حساسية الاعتداء على إيران للسودان ولبعض دول الربيع العربي التي خرج فيها الإسلاميون بكل تفاصيلهم إلى العلن. واعتبر أن موافقة اليمن على دخول القوات الأميركية إلى أراضيه تعد مقدمة لدخولها إلى السودان رغم رفض مسؤولي الخرطوم. كما يرى أن الخطوة الأميركية "هي محاولة لإعداد المسرح" لعملية كبيرة في المنطقة، مشيرا إلى عدم تحديد واشنطن لعدد قواتها الخاصة التي طلبت دخولها البلاد. وتساءل عن توقيت نشر الفيلم المسيء للإسلام مع موجة الربيع العربي ومع الحديث عن ضرب إيران، معتبرا أن الأمر "مدبر ومحسوب النتائج". أما المحاضر بمركز الدراسات الإستراتيجية اللواء متقاعد محمد عباس الأمين فيرى أن السفارة الأميركية بالخرطوم من أكبر السفارات في العالم "وتمثل مركزا حيويا للمعلومات النشطة والسرية في أفريقيا والعالم العربي". وتوقع أن يكون الهدف من الطلب الأميركي محاولة دفع السودان لاتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية والعسكرية لحماية السفارة، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود أهداف غير معلنة لنشر هذه القوات. وقال للجزيرة نت إن السودان "واحد من الدول المنضبطة" برأي الولاياتالمتحدة، "لكن ذلك لا يمنع من تذكيره بذلك الانضباط". ولم يستبعد عباس أن يكون الأمر "في إطار الحرب النفسية والاستخبارية" لمحاصرة بعض الجماعات الإسلامية التي نشطت وتنشط في السودان وغيره من دول المنطقة. المصدر:الجزيرة