واشنطن تخالف طرابلس وتعتبر الهجوم على قنصليتها عفوياً و20 طائرة من دون طيار جابت أجواء ليبيا على مدار الساعة سوزان رايس قدم المسؤولون الأميركيون والليبيون روايتين مختلفتين تماما حول تفاصيل الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي والذي ادى الى مقتل السفير الأميركي وثلاثة أميركيين اخرين. وأكدت المندوبة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس ان الهجوم بدأ بتظاهرة «عفوية» احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام، بعد احتجاجات مماثلة في مصر. وقالت رايس في تصريح لشبكة اي.بي.سي ردا على سؤال بشأن العناصر الأولية للتحقيق الذي يجريه ال اف.بي.اي حول الهجوم «وفقا لما لدينا حاليا من معلومات فإن الأمر بدأ بتحرك عفوي وليس متعمدا، اقتداء بما كان يحصل في القاهرة حيث اندلعت قبل ذلك ببضع ساعات تظاهرة عنيفة ضد هذا الفيلم الصادم للغاية». وأضافت رايس «نعتقد ان مجموعة من الناس جاءت الى القنصلية، وبعد ذلك اندلع العنف وانضم بعض الأشخاص الذين لديهم توجهات متطرفة الى الفوضى وجاءوا بأسلحة ثقيلة التي هي للأسف منتشرة كثيرا في ليبيا بعد الثورة، وبعد ذلك خرجت الأمور عن السيطرة». وأضافت «ولكننا لا نرى في هذه المرحلة مؤشرات بان هذه خطة منسقة وهجوم متعمد. وبالطبع سننتظر نتائج التحقيق ولا نريد ان نتسرع في الحكم على الامور قبل ذلك». الا ان تصريحات رايس تتعارض على ما يبدو مع تصريحات طرابلس التي أعلنت الأحد اعتقال نحو 50 شخصا في اطار التحقيق في اعتداء بنغازي. وقال رئيس المجلس الوطني الليبي محمد المقريف لشبكة سي.بي.سي نيوز ان هجوم بنغازي لم يكن نتيجة موجة العنف الفجائية التي أثارها فيلم «براءة المسلمين» الذي انتج في الولاياتالمتحدة. وأوضح ان هذا الهجوم «كان مدبرا بالتأكيد» وخطط له أجانب وأشخاص دخلوا البلاد قبل أشهر عدة. وكانوا ينوون شن هذا الهجوم الإجرامي منذ وصولهم الى البلاد. ويعتقد ان السفير كريس ستيفنز قضى اختناقا بالدخان بعد ان احتجز داخل مبنى القنصلية المحترق في بنغازي بعد تعرضه لهجوم بقنابل صاروخية وقذائف هاون وأسلحة خفيفة لساعات عدة. وأعلن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ان الهجوم جاء انتقاما لمقتل نائب قائد التنظيم ابو يحيى الليبي في هجوم بطائرة بدون طيار في يونيو، الا انه لا يوجد أي دليل يدعم ذلك. وتعد تصريحات رايس اقوى مؤشر حتى الآن على ان واشنطن ليس لديها اي دليل يشير الى انه جرى التخطيط للهجوم قبل الاحتجاجات، حتى رغم اعتقادها ان الهجوم هو من تنفيذ مجموعة صغيرة من المتطرفين. الا ان جون ماكين السناتور الجمهوري البارز الذي ينتقد باستمرار ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما، قال انه من السخيف الاعتقاد بأن هذا الهجوم لم يكن مخططا له من قبل متطرفين. واضاف ان «معظم الناس لا يحضرون قذائف صاروخية وأسلحة ثقيلة الى التظاهرات». وأكد ان ذلك «كان عملا ارهابيا. وأي شخص يختلف مع هذه الحقيقة الأساسية يتجاهل الحقائق دون شك». في سياق متصل، رجح مسؤول عسكري في السلاح الجوي الليبي أن حوالي 20 طائرة دون طيار أميركية جابت الأجواء الليبية طيلة 24 ساعة متواصلة منذ عدة أيام، موضحا أن المسؤولين الأميركيين قد بدأوا في تقليص طائراتهم واعتمدوا على 4 طائرات أمس الأول. وقال المسؤول لصحيفة «قورينا الجديدة» الليبية في عددها أمس إن أكثر هذه الطائرات تحلق فوق بنغازي والبيضاء ودرنة ومصراتة وإجدابيا والنوفلية وأحيانا في طرابلس ومدينة الزاوية بشكل مستمر منذ مقتل السفير الأميركي ، الأمر الذي طالبت معه أميركا من السلطات الليبية إيقاف الرحلات المدنية الداخلية والخارجية حتى يتسنى لها إكمال مهمتها. وأوضح، أن أكثر المدن التي تركز عليها هذه الطائرات هي بنغازي حيث حددت 7 طائرات دون طيار تقوم بمسح وتصوير شامل لمواقع يعتقد أنها لكتائب الثوار في بنغازي، مضيفا أنها تأخذ في استطلاعها شكلا دائريا، وتقوم بتصوير كل شيء في المدينة حتى الأشخاص الذين يمشون في الشارع. وأكد أن هذه الطائرات يعتقد أنها لها رجال على الأرض ومن المتوقع أنهم «عملاء» حتى يزودوا مركز إقلاع الطائرات بالمواقع التي يريدون تصويرها وأن هذه الطائرات عندما تدخل الأجواء الليبية تختفي عن الرادار وتقوم بتشغيل أصوات مزعجة حتى يلتفت الناس لها. واعتبر المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن هذه الطائرات وتحركات رجالهم على الأرض بزي مدني هو انتهاك لسيادة الأراضي الليبية، مطالبا المؤتمر الوطني بوقف هذه الطائرات واحترام سيادة البلاد.