اثار اقتراح عدد من المنتمين للتيار الإسلامي السلفي الأعضاء في اللجنة المعنية بوضع مشروع دستور جديد لمصر، يسمح لأهل الفتاة بتزويجها اعتباراً من بلوغها التاسعة، استهجان العديد من المصريين فيما لم تخلو بعض التعليقات من السخرية من هذا الاقتراح في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية. واقترح ظرفاء مصريون دمج قسم أمراض الأطفال بكليات الطب مع قسم النساء والولادة، وجاء الاقتراح عبر تعليقات ورسوم كاريكاتورية على موقعي التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' و'تويتر' ، بعدما بات من المتعذر معرفة ما إذا كانت الطفلة التي يقترح بعض المنتمين للتيار السلفي تزويجها في عمر التاسعة يمكن علاجها كطفلة أم باعتبارها امرأة؟! وسخر أحد الظرفاء من الاقتراح المذكور بكاريكاتور يصور رجلا مُسنا يمسك بيد طفلة في ثوب العرس وهي تبكي، فيما هو يحاول تهدئتها بالقول 'خلينا ندخل الأول وبعدين نروح الملاهي'. كما اثار الاقتراح استياء وسخط العديد من أساتذة علم النفس والاجتماع، واعتبرت د.سامية الساعاتي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة، أن زواج البنت في سن التاسعة هو ' تجارة بجسد البنت'، وأضافت قائلة: هناك من يقبل بزواج ابنته في هذه السن 'علشان يسترزق'. ووصفت الساعاتي زواج البنت في سن صغير بأنه 'بغاء على ورق زواج'، إذا كان الغرض منه ماديا، مشيرة إلى أن بعض الأسر تقبل بزواج بناتهم في سن صغيرة من الخليجيين خاصة، نظرا للظروف المادية. ويرى د . رشاد عبد اللطيف، أستاذ التنظيم الاجتماعي بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، أن من أصدر هذا الاقتراح غير مدرك للظروف المجتمعية والأخلاقية في المجتمع المصري، مؤكدا أن ظروف المجتمع لا تؤهل النبت للزواج وتحمل المسؤولية في هذه السن. ووصف عبد اللطيف الحديث عن زواج البنت في سن التاسعة بأنه إهانة للبنت، وعدم تقدير للأوضاع الصحية والنفسية والجسدية للبنت، مؤكدا أن هذه الفتاوى لا تمت للدين ولا الأخلاق بصلة.