والاغنية قديماً كانت تقول: (انا ماعيان جيبو ليا بخور)...في إعتراف صريح وواضح من شاعرها بأنه (ممسوس) ومعمول له (عمل)...والشاب طه سليمان يغني حالياً: (كاتبني وين عند ياتو شيخ.؟)، وهو سؤال ليس بريئاً كما يعتقد الكثيرون، فالسؤال عن اشياء مثل تلك لايجوز، والاقتناع بها كذلك لايجوز... والدجل والشعوذة تقفز اليوم حتى تحتل مكانها بين قوافي الاغنيات...وتصبح مادة جديدة تجود بها قرائح بعض شعراء (الغفلة) والذين تهيأت لهم الساحة الفنية لتقيؤ مفردات قصائدهم (المختلة حرفياً)...وفنان كبير بحجم (عبد الله البعيو) ينادي في الناس قبل فترة بأنه يتمنى جلد الفنان طه بسبب ترديده لاغنية (جناي البريدو)...وهو نفس البعيو الذى غنى (ست الودع لي كشكشي)...وغريبة هذه الساحة الفنية (المتبرجة) والتى تبيح للمخطئ (أن يعاقب المخطئ)..!!! لن نستبعد غداً أن يخرج علينا شاعر جديد ليقوم بالتعديل في أغنية (انا ماعيان جيبو ليا بخور) ليضيف لها بعض التعديلات وتصبح (انا ماعيان جيبو لي مورينجا)...وهذا طبعاً بعد أن تخذله (رجولته) في مكان ما...و...... نعم...كل شئ مباح في ساحة فنية مثل هذي. (رشيق) الفحيل: الفنان الشاب شريف الفحيل يمتلك صوتا مميزا، لكنه تعيبه جداً تلك (الرشاقة) التي ينتهجها في اسلوبه الغنائي، والتى قد تكلفه الكثير خصوصاً في مجتمع سوداني صارم الضوابط كمجتمعنا، والنصيحة لذلك الشاب بأن (يقعد حبة في الارض)، وأن يغني بالكثير من الانضباط، حتى يحترمه الناس، ويمنحونه اذانهم عن طيب خاطر. نعم..هي نصيحة ل(شريف الفحيل) قبل ان يصبح (رشيق الفحيل). إتحاد الشعراء..رحمه الله: لانزال نسأل عن اتحاد الشعراء..والحكومة تجلب وزيراً للثقافة تلو وزير، ولاأحد منهم يحاول البحث عن مشكلة ذلك القطاع الثقافي الحيوي، أو يوليه القليل من الاهتمام..ونحن إذ نتناول ذلك الاتحاد، وغيابه عن المشهد الثقافي..فإننا نريد لفت نظر الدولة لذلك الكيان..بعد أن ساء حال الشعر في هذه البلاد، واصبح بعض شعرائها مجرد (ترزية) يجيدون تفصيل الاغنيات بالمقاس لمطربين مغمورين مقابل (حفنة) من الجنيهات..وبعد أن تدهور حال الاغنيات وصارت أكثر الاغنيات تهذيباً لدى الشباب هي اغنية (طاعني دايماً بي ورا)..!!!...وغياب اتحاد الشعراء عن المشهد، فتح الباب على مصراعيه للكثير من أنصاف المواهب للتمدد، ودونكم ذلك (الشويعير) ، والذى قال بأنه افضل شاعر في الوطن العربي، وأن اقل اغنية لديه يبيعها بألف دولار...مع العلم بأنه كاتب اغنيات مثل (العربية والجاب لي اخبارو وقنبلة وغيرها)...من (بنات ليل) أغنيات هذا العصر العجيب. على وزير الثقافة الحالي الانتباه فوراً لذلك القطاع الحيوي الغائب عن الوجود، وأن يعمل على إعادته للضوء مرة أخرى، ولو لزم الامر اقامة إنتخابات جديدة ولجنة عمومية أخرى، فعافية الساحة الفنية في عافية الشعر والشعراء. شربكة أخيرة: من يقنع عبد الوهاب وردي بأن اغنيات والده لاتحتاج لمعالجة..؟ من ينصح ذلك الشاب بضرورة الحفاظ على تاريخ والده بدلاً من تشويهه..؟ وقبل كل هذا من يقنعه بأنه (ليس فنانا اصلاً)..؟ السوداني