"عندما بدأ النظام المغتصب إعتقال القيادات السياسية في مقارهم المعروفة كان رئيس الوزراء مختبئاً في منزل آمن غرب مدينة أم درمان . وبعد مضي بضعة أيام بعث رئيس الوزراء الشرعي برسالة لقائد الانقلاب نقلها مدير جهاز أمنه السابق ( عبدالرحمن فرح ) مبدياً فيها الاستعداد لتسليم نفسه للسلطات الغاصبة ، شريطة أن يعامل كما عومل السياسيون الآخرون المعتقلون . وتوحي الرسالة أن الصادق كان يخشى من بطش النظام به. آثر الصادق الاختفاء ، بل أزال لحيته إمعاناً في التعمية ، وكان في هيئته تلك عندما ألقى عليه القبض زبانية النظام . وفي الرسالة التي بعث بها للرجل الذي إغتصب منه السلطة ( البشير)، سعى الصادق (كما فعل من قبل مع نميري) لايجاد تكييف نظري لموقفه من الانقلاب . قال انه كان يتملى في حقيقة الانقلاب . أهو إنقلاب وطني ، أم انقلاب موحى به من الخارج ؟ بتلك الكلمات اضفى الصادق المحلل الفيلسوف ، شرعية على النظام ، في حين كان ينبغى على الصادق ، الحاكم الشرعى ، أن يدين الانقلاب جملة وتفصيلاً ليؤكد امراً مبدئياً ، إن كان قد عجز عن إستنهاض قوى الامة لمكافحة الغاصبين."