نتحرق لاستلام وظيفة ونتحمل المسؤولية بجدية لإثبات أنفسنا أمام ذاتنا وللمحيطين بنا، لكن سنة بعد أخرى تبدأ عزيمة البعض بالتراجع وينظر إلى الوظيفة كروتين يومي ينغص عليه عيشه وإلى الزملاء كأعداء، فيبدأ بالتراجع وربما يخسر وظيفته. في ما يلي نصائح بسيطة تفتح أعينكم على أفكار ربما لم تنتبهوا إليها سابقًا لتحفيزكم على العمل من جديد. تخيل الاسوأ كي تقدِّر الأفضل بشكل أكبر. هل تجهل فوائد السيناريو الكارثي؟ حين تواجه تحديًا ما، حاول أن تفكر في كل ما يجب عليك فعله كي... لا تفشل! تلك طريقة ناجعة كي تخفف من قلقك وتصل إلى الحلول المناسبة. يمكن تطبيق هذه الطريقة بشكل فردي أو جماعي. اعرض على لوح مكتبك اقتباسات ذات صلة. ليس هناك ما هو أفضل لتحفيز زملائك من أن تجعلهم يفكرون بحكمة معينة يوميًا كلما مروا أمام مكتبك. تشارك مع زملائك في العناوين المفيدة والمشاريع الممتعة. قد لا يكون تناول طعام الغداء يوميًا في المكان نفسه برفقة الزملاء أمرًا مثيرًا للاهتمام. لكن ماذا عن مشاركتهم عناوين أفضل المطاعم القريبة من المكتب؟ من الممكن أن يضع كل زميل قائمة بأفضل خمسة مطاعم في الحي على ملف موجود في النظام الإلكتروني الداخلي للمؤسسة، مع وضع علامة من واحد إلى عشرة على مدى جودة الطعام وعلى الأسعار، وإضافة تعليق صغير على شاكلة: «في مطعم فادي البيتزا رائعة، لكن من الأفضل عدم تناول التيراميسو». ستتمكنون بهذه الطريقة من أن تصنعوا «كتابًا ذهبيًا» يستطيع أن يستفيد منه الموظفون. يمكنكم في حال نالت هذه المبادرة النجاح المتوقع أن تطوروها بشكل أكبر فتبدأون بتحديد أفضل أطباق الطعام، ثم أفضل أماكن التسوق أو أفضل الأندية الرياضية في المنطقة. اترك بابك مفتوحًا غالبية الأوقات. منذ تزايد عدد الشركات التي تطبق فكرة «المساحة المفتوحة»، أصبحت تتوافر «مساحات للقاعدة العمالية» من جهة و{مساحات للرؤساء في مكاتبهم المغلقة» من جهة أخرى. لكن إن كان الهدف من المساحة المفتوحة هو إمكان طرق باب رئيسك في العمل ما إن تدعو الحاجة إلى الحصول على معلومة ما، فإن هذا الوضع الذي وصفناه يؤدي إلى اثباط عزيمة أي كان. لكن، ماذا لو أصبحت سياسة الباب المفتوح قاعدة لدى رؤساء الأقسام والمدير العام على السواء؟ طبعًا، هذا لا يمنع أن يعزل الشخص المسؤول نفسه حين يكون في اجتماع، إنما عليه أن يظهر للآخرين أنه منفتح على الحوار في بقية الأوقات. استخدم قلمك في تنقيح دفتر عناوينك. يقول سمير وهو مدير في إحدى الشركات: «لا يوجد ما هو أسوأ من الأشخاص الذين يضيعون وقتك. شخصيًا، أطردهم من حياتي بكل ما للكلمة من معنى». بحسب إحدى المحللات النفسيات، يتأثر الجسد سلبًا حين يكون المرء طرفًا في علاقة سمية: تعب، عصبية، تشنجات... ارصد إذاً الأشخاص الذين يسممون حياتك وأبعدهم عنك! اقترح على زملائك القيام بخطوات بسيطة تصبّ في مصلحة البيئة. فلنعمل على إنقاذ كوكبنا! كيف؟ عبر التقليل من نسبة مساهمتنا في التسبب في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون مثلاً. تشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الانبعاثات يسببها التنقل بين البيت والعمل أو التنقلات ذات الطابع المهني. هذا ما دفع رامز، وهو مستشار في تكنولوجيا المعلومات في إحدى الشركات، إلى الاقتراح على زملائه عدم استعمال السيارة للذهاب الى العمل مرة أسبوعيًا، ما يؤدي وفقًا لحساباته الى التقليل من حجم الانبعاثات بنسبة %20. وقد اقترح رامز في المقابل معادلة «باص الدراجات». ما هي الفكرة بالضبط؟ المجيء الى المكتب بشكل جماعي مستخدمين الدراجات الهوائية ومتبعين طريقًا محددة مسبقًا، حيث توضع خارطة بتصرف العاملين على «غوغل خرائط» لتحديد المسار الواجب اتباعه وأوقات التوقف وأماكنه، حتى يتمكن الجميع من الانضمام إلى الموكب. أطلق تقليد «اجتماع على الفطور». بحسب أحد المستشارين الإداريين، حين يبدأ العاملون في المؤسسة يومهم بتناول الفطور معًا، فإن ذلك يؤدي الى ادخال التقارب الذي ينتج عن المشاركة في طعام الفطور إلى المؤسسة. لهذا، تقوم إحدى الشركات المعروفة منذ نحو السنتين بتنظيم «اجتماع على الفطور» كل أسبوع. كل ثلاثاء، يدعو أحد الأقسام قسمًا آخر على الفطور حيث يتشارك العاملون تناول الطعام. بعدها يقوم ممثل عن المدعوين باختيار اسم القسم الذي سيكون عليه دعوتهم في الأسبوع المقبل. يؤدي هذا التقليد الى نسج وتمتين العلاقات بين زملاء لا يلتقون غالبًا بعضهم ببعض. أسس مكتبة. تمتلئ رفوف مكتبتك في البيت بالكتب والدراسات. اقترح على زملائك إنشاء مكتبة صغيرة ضمن القسم، حيث يجلب كل منهم كتبًا تعجبه. تجنبوا الكتب الجادة من نوع «كيف تكتب سيرة ذاتية ناجحة؟». يمكنكم أيضًا أن تنشئوا نظامًا يسمح باستعارة هذه الكتب مرتين في الأسبوع بين الثانية عشرة والثانية مثلاً. من الأفضل تعيين شخصين أو ثلاثة ليتناوبوا على الاهتمام بنظام الإعارة هذا. لا تترددوا في إقامة صالون قراءة مريح في حال قدمت لكم المؤسسة المساحة اللازمة لذلك. يمر التقارب بين الزملاء في أماكن مماثلة. كذلك يمكنكم أن تقيموا نادي قراءة في حال حازت الفكرة إعجاب الزملاء. يمكنكم في هذه الحالة الالتقاء مرة كل أسبوع لمناقشة الكتب التي أعجبتكم... وقد تتمكنون أيضًا من دعوة كتَّاب هذه الكتب. سيكون هذا بمثابة الحصول على نفس ثقافي إنقاذي. اعمل لأجل نفسك أيضًا. دوِّن في دفتر صغير كل ما تعلمته خلال اليوم: كلمة جديدة، مكان جديد، كتاب جديد، أداة جديدة، طريقة جديدة في العمل، لقاء مع أشخاص جدد... هذا يجدد النشاط! تبادل الأدوار لمدة يوم أو يومين مع زميل لك. غالبًا ما لا نفهم ما يفعله الشخص الذي يعمل إلى جانبنا. لم لا نأخذ مكانه مدة يوم واحد؟ هذا ما يفعلونه في مختبرات أبوت للأدوية (شركة أدوية فرنسية) حيث تم إنشاء نظام لتبادل المراكز منذ سنوات، وقد خاض مئات من موظفي الشركة هذه التجربة، ما ساعدهم على فهم طبيعة عمل زملائهم. مثلاً، لطالما كان أحد مسؤولي المبيعات في هذه الشركة يتذمر من رفض قسم المحاسبة دفع بعض المصاريف المرتبطة بالعمل بحجة أنها غير موثقة بشكل سليم. بعد يومين من تبادله الأدوار مع محاسب الشركة، استطاع أن يفهم متطلبات هذا العمل وصعوباته. أما المحاسب، فقد عاش يومًا وهو يعمل على الأرض ويقابل الأطباء، وتمكَّن بدوره من فهم حقيقة أن مسؤول المبيعات ليس لديه الوقت الكافي لملء الاستمارات الإدارية بشكل مفصل. عمومًا، يقول الأشخاص الذين خاضوا تجربة مماثلة إنهم أصبحوا أكثر انفتاحًا وأكثر قدرة على العمل بتناغم مع الآخرين.