شنّ عدد من علماء الدين الإسلامي وأساتذة الجامعات هجوما عنيفا على إمام هيئة الأنصار الصادق المهدي على خلفية تصريحاته المؤيدة لإدخال مادة التربية الجنسية في المقررات واستنكر العلماء خروج هذه التصريحات من زعيم طائفة دينية لها وزنها في البلاد ووصفوها بالدعوة العلمانية. وأمّن المتحدثون في المنتدى الذي نظمته هيئة العمل الإسلامي حول (الجنس من منظور تربوي، على خطورة إدراج هذه المادة في المقرر المدرسي وتأثيرها السيء على التلاميذ. وأعلن الأمين العام لمنظمة نوافذ الخير شرف الدين علي مختار عن بداية حملة شعبية لإيقاف ما أسماه بالعبث، والذي تؤمن عليه الدولة -حسب تعبيره- وقال إن إدخال هذا المنهج في المقررات مؤامرة مدعومة وحملة منظمة لتخريب البلد. ووصف الباحث في علوم السيرة مهدي رزق الله احصاءات المهدي التي ساقها في خطبة الجمعة الماضية حول الجرائم بالتعسفية، وقال أنه -أي الصادق- يعلم أنها نوع من المغالطة لجهة أنّ شكل العاصمة قد اختلف عن السابق بعد أن تمددت وتضاعف عدد سكانها، وقال إن تزايد الجريمة يعد طبيعيا في ظل التغيّرات الماثلة داعياً لاعتماد منهج السيرة في جميع الصفوف الدراسية، وقال إنّ السيرة تغطي جميع الأمور الحياتية التي يحتاجها الإنسان. وعزا الخلل الموجود في التربية لغياب نهج السيرة. من جانبه قال المحاضر بجامعة الرباط عادل علي الله إنّ دعوتهم لمحاربة إدخال وتدريب المنهج بريئة من نزعات التعصب مؤكداً رفضه لكل الأشياء التي لا تتناسب مع تقاليد المجتمع داعياً للالتزام بالحياء التربوي الذي دعا إليه الدين في مناقشة القضايا الخاصة، مشيرا إلى أنّ رفضه يستند على مرجعية علمية. التيار الخبر : انتقد رفض «المتنطعين» للتربية الجنسية في المدارس المهدي يقترح مؤتمراً قومياً يشخص ظاهرة الانحلال الأخلاقي 25/9/2010م رسم زعيم حزب الامة القومي، امام طائفة الانصار الصادق المهدي صورة قاتمة للاوضاع الاخلاقية في السودان، وقال ان المجتمع السوداني يعاني حاليا من انهيار غير مسبوق في الاخلاق، واعلن اعتزامه الدعوة لمؤتمر قومي يشخص ويضع روشتة علاجية للظاهرة. وعاب رئيس حزب الامة على من اسماهم «متنطعين»، انتقاد إدخال التربية الجنسية في مناهج المدارس، وأيد مادة التربية الجنسية التي قدمها المركز القومي للبحوث، قائلا انها تحتاج للمزيد من الشفافية. ودلل المهدي في خطبة الجمعة امس في مسجد الحاج مردس بضاحية الكلاكلة القبة، جنوبي الخرطوم، على انحلال الاخلاق بحزمة ظواهر، قال انها تحدث لأول مرة، منها تفشي العزوبة حيث صار ربع الشباب فقط هم المتزوجون، وبلوغ أرقام اللقطاء والمشردين درجة ملفتة وصلت الى ألف لقيط سنويا في العاصمة وحدها، وانتشار الايدز والمخدرات بصورة وبائية. واشار زعيم حزب الامة الى مشروع سيقدمه للزواج الميسر يحوي شرطين فقط للزواج هما «العقد والشهود» ، وإلغاء كافة مظاهر المباهاة والتخلي عن شروط لم تعد في استطاعة الشباب، وحذر «ما لم نفعل ذلك فإن نسبة المتزوجين ستبقى متدنية وسيستمر المجتمع في دفع الثمن». واضاف المهدي، انه «لأول مرة يبلغ العنف الاجتماعي درجة ماحقة فيها قتل الأب ابنه، والابن أباه، والأم بنتها، والأخ أخاه، والرجل زوجته، والزوجة زوجها، والخطيب خطيبته، والطالب زميله أو زميلته». وعزا ظاهرة الانحلال الاخلاقي الى عدة اسباب تشمل الانحراف التربوي برفع شعارات إسلامية بلا محتوى، والنفاق في التعامل معها، الحالة الاقتصادية التي أدت إلى تفشي العطالة، استقطاب اجتماعي دمر الطبقة الوسطى وأفرز قلة يفسدها الثراء، وكثرة يفسدها الفقر، الحروب المدمرة، الانحراف الإعلامي الذي اندفعت فيه فضائيات بالآلاف، والعولمة التي فتحت المجتمعات على بعضها بصورة غير مسبوقة في التاريخ.