بيروت - انطلقت في لبنان رحلة تصوير مسلسل "الآنسة ميّ" الذي يروي حياة الأديبة اللبنانية ميّ زيادة التي عشقت الحرية وآمنت بالكلمة، فتألقت كأديبة ومناضلة في زمن كانت فيه سماء الأدب حكراً على الرجال فقط. ويرصد العمل تنقل ميّ وعيشها حياةً مشوّقة غير عادية في أكثر من عاصمة عربية لا سيما فلسطين ولبنان ومصر في بدايات القرن الماضي وبالتزامن مع بزوغ حركات التحرر الوطنية من السلطنة العثمانية، ويلوّنه لقاء العديد من أعلام الفكر والأدب والسياسة في القاهرة كعباس محمود العقاد وأحمد لطفي السيد وخليل مطران وطه حسين، فضلا عن جبران خليل جبران الذي ارتبطت معه بعلاقة عفيفة مميزة لخّصتها رسائلهما المشهورة. والمسلسل مكون من 30 حلقة من تأليف سمير مراد وإخراج يوسف الخوري. ويقول الخوري لصحيفة الرياض إن الذي دعاه لإخراج عل عن مي زيادة هو تشابه التغيرات التي تحدث في العالم العربي اليوم مع تلك التي حدثت خلال فترة حياة مي "إلى جانب أن نضالها أثناء عصر النهضة العربية يتماشى مع النضالات العظيمة التي نراها الآن، ورأينا أن حياتها تعتبر نموذجاً مثالياً ينبغي أن يطلع عليه الجمهور العربي بحثاً عن شعاع أمل في خضم الاضطرابات السياسية". وتم اختيار الفنانة اللبنانية نور لأداء شخصية مي زيادة، كما يشارك في العمل 172 ممثل من نجوم الدراما العربية مثل باسم ياخور (عباس محمود العقاد) وردني حداد (جبران خليل جبران) وحسان مراد (والد مي زيادة) وعصام أبوخالد (خليل مطران) وندى ابو فرحات (أليس داغر صديقة مي) وغيرهم. ويتوقع خوري أن يستغرق تصوير العمل حوالي سبعة أشهر و"قد تم تصوير الحقبة الأولى من سيرة مي زيادة والتي تمثل فلسطين ولبنان وأجزاء من مرحلة حياتها في مصر، ومن المخطط أن يستغرق المونتاج 20 أسبوعاً تشمل مراحل الموسيقى والغرافيك". ويرى خوري أن تقديمه لمسلسل ضخم من فئة السيرة الذاتية في هذا الوقت لا يعتبر مجازفة، ويقول "سنعمل على تقديم عمل مميز يكون علامة فارقة في الدراما العربية والأهم أن يكون منصفاً للمرحلة التاريخية المفصلية التي عاشتها مي زيادة". ويضيف "مي زيادة عملت دوراً ريادياً في عصر النهضة العربية وفي نفس الوقت سيرتها الذاتية من روائع القصص وتحمل كل مواصفات القصة الناجحة والجذابة، فهذه المرأة عاشت تراجيديا حقيقية مشوقة ويكفيك منها أن مي هي التي أغرم بها أهم الأدباء والمفكرين ومع ذلك ماتت عزباء وانتهت سجينة في مصحة عقلية رغم كفاحها من أجل الحرية".