الزائر لمدينة جوبا –كبرى مدن جنوب السودان– يلحظ أن قائد ومؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق حاضر في كل مكان من المدينة بصوره المنتشرة أو كلماته المكتوبة على لوحات كبيرة، أو المنشورة في الصحف، أو التي يستشهد بها في المحافل والمقالات. غير أن أبرز ما يذكر به هو ضريحه الموجود في وسط المدينة بالقرب من برلمان الجنوب، حتى بات من معالم المدينة الرئيسية. والضريح يضم رفات قرنق الذي قضى في الثلاثين من يوليو/ تموز عام 2005 بتحطم مروحيته لدى عودته من زيارة رسمية لأوغندا، وذلك بعد أشهر قليلة من توقيع اتفاق السلام الشامل بين شطري السودان. ويحظى الضريح بزيارة المسؤولين في حكومة الإقليم وقادة الحركة بالإضافة للعديد من المواطنين، حيث تكثر زيارتهم السبت والأحد وهما يوما الإجازة الأسبوعية الرسمية للدوائر الحكومية بجنوب السودان. ويطلق الكثير من جنوبيي السودان على ذكرى وفاة قرنق "يوم الشهداء" تكريما له ولمن قضى من أبناء الجنوب في الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 20 عاما. كما يعتبره العديد من أبناء الجنوب حاضرا في أذهانهم وملهما لهم لتحقيق أمنيات الشعب الجنوبي بتحقيق الحرية والكرامة. مركز للأنشطة وسألت أحد العسكريين الموجودين قرب الضريح، عن مهمته الموكلة إليه، فأشار إلى أنه يعمل على تنسيق الزيارات، ويعمل إلى جانب حراس الضريح المسلحين، بالتناوب. وأكد الحارس على أن العديد من الشخصيات الجنوبية تحرص على زيارة الضريح وخاصة في المناسبات المرتبطة بالحركة الشعبية. كما سألت أحد الشبان من المارة عن مدلولات الضريح، فقال إنه من أهم معالم جوبا حيث "يحوي رفات قائدنا ومعلمنا ورمز ثورتنا نحو تحقيق آمال الجنوبيين". وتجدر الإشارة إلى أن العديد من منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان وخاصة تلك التي تنشط حاليا في حث الجنوبيين على الذهاب للاستفتاء والتصويت لخيار الانفصال، تحرص على أن تجعل من ساحة الضريح مكانا لتجمعها وإقامة أنشطتها. شاهر الأحمد-جوبا