الخرطوم (سونا) احتفل المشاركون في الندوة التي نظمتها وزارة الإرشاد والأوقاف بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان التي جاءت بعنوان زواج الطفلة المخاطر والمستقبل حول مؤيد لزواج الصغيرات ومعارض له . وأكد البروفيسور محمد عثمان صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان على أن الاسلام يحث الشباب على الزواج لصونه من الانحراف واية مخاطر تنجم من العزوبية وتحقيقا للسعادة وحفظا للنسل . وقال إن الله جعل الزواج من آياته وأنه نعمة ورحمة ومودة وأوضح أن الإسلام يعتبر الطفولة دون بلوغ الحلم وأن المسئولية تأتي ببلوغ سن الرجولة للصبيان والأنوثة للمرأة . واضاف أن السودان حالته مختلفة باعتباره متعدد الثقافات والعادات مؤكدا أن زواج الصغيرات به كثير من المخاطر وفيه منافع أيضا . ودعا الى عدم منع زواج الصغيرات باعتباره يحقق منافع كثيرة وقال إن الإسلام لا يمنع زواج الصغيرة وأنه مباح . من جانبه قال الأب أنطونيوس فاكيوس ممثل مجلس الكنائس السوداني أن الزواج في المسيحية هو جمع بين الزوج والزوجة على اسس من التوافق من أجل تحقيق الرفاهية والحياة في سلام وأن الزواج في المسيحية يدوم بين الطرفين حتى موت أحد الزوجين ويكتفى الزوج بزوجة واحدة فى حياته وأن الهدف من الزواج إنجاب الأبناء حفاظا على النسل . وقال إن قانون الأحوال الشخصية لللمسيحيين يحدد سن الزواج ب18 سنة وأن يكون الرجل أكبر من المرأة بسنتين . الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الاسلامى قال إن الزواج المبكر من القضايا التي شغلت المجتمع وأثار جدلا واسعا وأن هناك دوافع ومبررات اجتماعية ودينية وثقافية تدعو الي زواج الصغيرات في المجتمعات العربية اذ أن كثيرا من الاسرة تريد الحفاظ على ابنتها وجعلها في عصمة زوج يحفظها . وقال إن هناك إضرارا كثيرة تلحق بالطفلة نتيجة هذا الزواج المبكر يتمثل في عدم قدرتها على الحياة الزوجية والإنجاب وتركها للدراسة . واوضح أن هناك إشارات واضحة في الدين الإسلام لا تجوز زواج الصغيرة . وقالت السيدة أميلة ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان إن الصندوق يعقد أن الاحتفال بيوم الطفلة العالمي فرصة للفت انتباه العالم لقضايا الفتيات الصغيرات وإيجاد حلول لقضاياهم . ونادت بتضافر الجهود والتنسيق مع الشركاء الآخرين لمنع زواج الصغيرات موضحة أن ظاهرة زواج الصغيرات تنتشر في جنوب أسيا وأفريقيا جنوب الصحراء . وأكدت أن زواج الطفلة يؤدي الي عواقب خطيرة واضحة يؤدي كثيرا الي وفاة الطفلة باعتبار ان الطفلات لم يكتمل نموءهن الجسدي والنفسى للزواج والحمل والأمومة . وأبانت أن 95% من حالات الحمل وسط المراهقات بين أعمار 5-19 تحدث داخل الزواج.. واعتبرت أن زواج الطفلة فيه انتهاك لحقوق الإنسان فهو يحرمهن من طفولتهن ويقطع تعليمهن وفيه خطر على حياتهن ويحرمهن من الاستفادة من الفرص لخلق واقع حياة أفضل . وأضافت أن زواج الطفلة يتم قسرا لأن الطفلات نادرا ما يعطيهن موافقتهن الكاملة وأن الفتاة تصبح أكثر سعادة عندما تختار الوقت الذي تريد أن تتزوج فيه . وأكد الأستاذ إبراهيم آدم إبراهيم وزير الدولة بالرعاية والضمان الاجتماعي اهتمام وزارته بالطفولة لتمكينها من أخذ حقها كامل وأن الطفولة تحتاج الي رعاية خاصة . وقال أن وزارته سوف تركز جهدها في محاربة العادات الضارة داعيا الي ضرورة أن تمارس المرأة حقها في العيش في حياة كريمة . واستعرضت الدكتورة رؤى الخالدي من جامعة الاحفاد ورقة حول الصحة الإنجابية وزواج الطفلة أكدت فيها خطورة زواج الطفلة صحيا وتعرضها لأمراض الناسور والوفاة وأن 38% من النساء في السودان تزوجن فى سن مبكرة حسب مسح 2010 م وأنفى وقت لم يكتمل فيه نمو الفتاة الجسدي والنفسي والاجتماعي لمواجهة الحياة الزوجية . الدكتورة عطيات مصطفى رئيسة ادارة مكافحة العنف ضد المرأة قدمت نظرة قانونية عن زواج الطفلة مؤكدة أن الشريعة الإسلامية تمنع العنف وتحفظ حقوق الإنسان وإن قانون الأحوال الشخصية توجد به مادة تتحدث عن زواج الطفلة وأن المادة 41 خاصة بسن التكليف والتمييز ، داعية الي مراجعة قانون الأحوال الشخصية السوداني وتوعية المجتمعات بخطورة زواج الطفلات ونادت بضرورة التنسيق بين الجهات المختصة لخلق رأي واحد وخطاب موحد فى هذا الخصوص .