عملتنا السودانية هي أكثر العملات التي شهدت تغييرات كثيرة فيها سواء أكان في المسميات أم في القيمة، فحين تم التحول من الجنيه إلى الدينار الذي يساوي عشرة أضعافه من الجنيه، وحين عادت مرة أخرى إلى الجنيه بات الأخير يساوي مائة ضعف من الدينار، ورغم الذهاب والاياب من وإلى الجنيه، إلا أن الطُرة والكتابة كانت ثابتة، لم تشهد تغييراً يذكر في المسميات، وهذا ما قاله أحد حكام المباريات بإحدى الروابط، ويدعى صلاح الدين طلحة، حيث قال: =علاقتي بالعملة تمتد إلى ما بعد الاستعمال اليومي لها، سواء أكان في المواصلات، أم في شراء الاحتياجات المنزلية، أو الشخصية، حيث تذهب معي إلى ممارسة هوايتي في تحكيم مباريات الروابط، وهي خير ما تقوم به لاجراء القرعة بين الفريقين، فأول ما أفعله هو أن اقوم باحضار كابتني الفريقين إلى وسط الملعب، ثم اقوم بسؤالهما أيهما يريد الطُرة، وأيهما الكتابة، وبعد الاختيار أقوم برمي الخمسين قرشاً عالياً والجهة التي تقع عليها يختار هو الميدان!!. = وبصفتك متعاملاً مع العُملة الحديدية بغير القيمة المالية.. هل تعلم معنى طُرة؟! - بالطبع كلمة طُرة تركية، وتعني رسم الطغرائي المميز للعثمانيين، وقد دخلت إلى السودان مع الحكم الثنائي!!. = وهل يتنازع كابتني الفريقين عادة على جهة محددة في العُملة؟! -أغلبهم يفضل الكتابة، لظنهم أن الطُرة اسم لشيء غير كريم، وكثيراً ما يطالبني لاعب بمعاقبة آخر رمت القرعة في خانة القرعة بأنه خاطبه ب(امشي يا طرة)!! = وأيهما تفضل انت الطُرة أم الكتابة؟! -أنا افضلها كاملة لدفعها لكمساري الحافلة التي استغلها!! = وهل لديك عُملة معينة تضعها في المنزل بغرض المباريات؟! -لا.. لكن عندما تكون لدي مباراة سأديرها فأحرص على أن أعود إلى المنزل ومعي عملة معدنية سواء أكانت خمسون قرشاً، أو عشرون!!. = وهل الحكام عادة يعتمدون على العملة في اجراء القرعة؟! -لا أعرف.. لكني اعتقد أن الغالبية في السودان يعتمدون عليها!!. =وبعيداً عن كرة القدم وتحكيمها.. فيما تستعمل العملة أيضاً؟! - في السابق أيام المعاناة الشديدة في المواصلات، أيام هيمنة الدفارات على هذا القطاع كنت استعملها في الدق على جسم الدفار حين اهم بالنزول!!. = وماذا عن الاسكراتش؟! -اجاب ضاحكاً: اعتمد على تحويل الرصيد، فكلامي لا يحتاج لخمسين قرشاً اكشط بها حتى يظهر الرقم السري!! العباس عزالدين يعمل في بيع كروت الشحن على الشارع العام، قال: إن العملة المعدنية تعتبر آمن وسيلة للكشط للحصول على الرقم السري، وأضاف إن أكثر ما يحرص عليه في جيبه هو عملة معدنية فئة المائة قرش، لأن أغلب المشترين منه هم أصحاب السيارات الذين يكونون في طريقهم إلى أعمالهم، وأول ما يسألونه عنه قبل الشراء هو هل لديك (حديدة)!!. عبداللطيف أحمد