مارس اللواء معاش الدكتور عادل عبد العزيز كرة القدم كلاعب مميز فى نادي النهضة الخرطومي، فى الوقت الذى كان يتأهب فيه للانضمام لنادي المريخ العاصمي ،تم قبوله لكلية الشرطة فترك الكرة إلى حين،ولما أوشك ان يصبح حكما دوليا اخذته مهنته الرسمية كمستشار فى السفارة السودانية بالمغرب. سعادة اللواء،تفاصيل الطفولة فى ملازمين أمدرمان؟ ولدت بها،وعشت طفولتي هناك،تفتحت أعيننا على دار الرياضة امدرمان . ?وبحكم أنك ابن (الملازمين) توجهت الى الشرطة؟ الشرطة كانت رغبة أكيدة،نشأت رياضيا فاحببت العسكرية،الرياضة مراستها فى نادى الهضة الخرطومى درجة ثانية،واجريت اختبارات للالتحاق بنادي المريخ العاصمي،ولكن نتيجة قبولي بكلية الشرطة طلعت وانضممت لها ثمانينات القرن الماضي،بعد التخرج نقلت للعمل فى هيئة الموانئ ببورتسودان،التحقت خلال تلك الفترة بنادي المريخ هناك ولعبت له موسمين. ?هل تقاضيت حافز تسجيل؟ لا..بحكم عملي كضابط شرطة لم اتقاض حافزا لتسجيلي..اعتقد ان هذا لا يجوز مهنيا. ?هل سبقك ضباط شرطة باللعب فى اندية كبيرة؟ نعم،كان هناك فوزي التعايشة النجم الدولي الشهير يلعب بنادي النيل،وسيف النصر اسماعيل مكي بمريخ الابيض،وسيف الجنيد بالمريخ العاصمي،وهناك النجم المصري السوداني الاصل،اسماعيل يوسف كان ضابطا بالشرطة المصرية كابتنا الزمالك،ولازال عدد من الضباط النظاميين يمارسون اللعب لاندية كبيرة. ?ضابط الشرطة كلاعب فى الميدان،هل تغيب شخصيته الرسمية حيال قيادة الحكم للملعب ،وعنف الخصوم؟ من قيم الرياضة ان كل المناصب تذوب داخل الملعب ويبقى الحكم هو ملك الموقع،لا يوجد خلط فى العادة فى هذه الناحية،ضابط شرطة دا بره الملعب. ? دخلوك لمجال التحكيم،متى كان ذلك؟ بعد ان تركت الكرة ،انتدبنى للتحكيم قريبي الحكم الدولى عباس جميل. ?ووصلت رئيساً الى لجنة الحكام فى القضارف،التى كنت تشغل فيها منصب رئيس وحدة الأمن ايضا؟ فعلا،ومن المفارقات حدث شغب فى مباراة كنت اديرها،واقتاد الشرطيون عددا من الجماهير الى القسم ،عادة كنت أذهب الى المكتب ليلاً فوجدتهم فى الحراسة،بعضهم لا يعرف منصبي فاخذوا يصيحون مستجدين بي (يا حكم ألحقنا)،امرت بإخلاء سبيلهم ومنعت الشرطة من حينها أن تتدخل فى الشأن الرياضي مهما حدث. ?هل أدرت مباريات كبيرة؟ شاركت فى ادارة مبارة ودية بين المنتخب وكينيا بتوجيه من ديجانقو عثمان أحمد البشير الحكم الدولى المعروف،فقد كان يأخذ بيد صغار الحكام وكنت وقتها حكما درجة ثانية،كما اشتركت فى ادارة مباريات طرفها هلال مريخ كثيرا. ?ألم تكن تتقاضى حوافز التحكيم ايضا؟ لا دى كنت بشيلها لأن جزءاً منها يذهب لدعم نادي الحكام.والباقى اصرفه على الترحيل،أما كرة القدم فقد كانت هواية لا غير. ?وأنت كضابط عظيم تدير المباريات،هل كنت تتحرج من عبارة التحكيم فاشل؟ لابد من عبارة التحكيم فاشل فى أية مباراة ،الحكام اعتادوا على ذلك،هى طريقة لتبرير هزيمة او تقصير فريق الهاتفين بالعبارة فى الميدان. ?لماذا لم تترشح للشارة الدولية؟ فى الوقت الذى كنت استعد لذلك،تم نقلي مستشاراً فى السفارة بالمغرب،هناك مارست التحكيم فى دوري الجاليات . ?بوصفك رجل شرطة وصل إلى رتبة رفيعة،وحكما قضى وقتا فى الميادين،وكاتبا صحفيا نال القيد فى العام 2005 ويمارس الكتابة،انك على علم بسبب الشغب الرياضي ومسبباته،مش؟ احيانا اخطاء التحكيم تتسبب فى بعض الشغب،وغالبا الكتابة الصحفية المتعصبة فى الاعلام الرياضى تحفز وتحض على الشغب،فى الآخر الشرطة مهمتها حماية الجمهور والملعب،الشغب مسألة تربوية ،الجانب التربوى مهم بين الجمهور ،عشنا فى زمن كان الاستاذ حسن عزالدين الصحفي الخلوق يقضي وقتا بين الحكام والجمهور لمعرفة آرائهم فيما يكتب وتوجيهاتهم حتى يظل الوسط الرياضي معافى،لابد أن يكون الاعلامي تربويا فى المقام الاول حتى ينعدل الحال. ?بعد ترك الكرة والتحكيم توجهت الى الدراسة ونيل الدكتوراة؟ نلت الدكتوراة فى اقتصاديات التنمية فى العام 2004،وكنت قد انتقلت لدائرة الامن الاقتصادي فى العام 1990 واصبحت الدراسات الاقتصادية جزءا مهما فى مسيرتي،كما نلت شهادة معادلة القانون فى العام 1992 وأمارس المهنة حاليا ،بجانب الكتابة الصحفية فى المجال الاقتصادي. ?بصفتك حكما،أغرب حالة تشهدها فى الملاعب؟ اغرب حالة هى طرد كابتني فريق من قبل الحكم قبل ان تبدأ المباراة. ?كيف الكلام دا؟ كنت أشاهد المباراة من المدرجات،المباراة كان يديرها زميلنا سلام وهو حاليا مغترب بدولة قطر،اثناء اجراء عملية القرعة والتى يستخدم فيها الحكم عملة معدنية ،قال لاحد كابتني الفريقين (انت طرة)،باعتبار ان واجهتي العملة هى طرة وكتابة،فرد الكابتن على الحكم وقد افتكرها اساءة له،طرة إنت! هنا تدخل كابتن الفريق الآخر بقوله للحكم(والله كان ما طردتو تكون طرة بالجد جد) ؟?فغضب الحكم وقام بطردهما الاثنين قبل ان تبدأ المباراة. ما حدث جعل المدرجات تثور وحدث بعض الشغب لكن تم احتواؤه لتظل هذه الحالة هى أغرب حالة طرد تشهدا ملاعب كرة القدم فى الدنيا. الراي العام