ثقر الشمس : نسرين سوركتي أصبحنا محاطين دائماً بمقولة «اليوم يمر سريعاً.. والوقت صار ضيِّقاً»، ويجتهد البعض قائلاً: انها من علامات الساعة، ولا أعرف سنداً من القرآن والسنة يؤكد هذا، بأنه من ضمن العلامات. هل نحن شعب لا يجيد «إدارة الوقت» بالرغم من أننا مسلمون وقيمة الوقت من عمق الإسلام.. فالصلاة بأوقات والصيام بأوقات والحج بميعاد.. إذن هي ليست بقيم بعيدة عنا.. ولقد عرف العالم الغربي قيمة الوقت لذلك فهو متقدم عنا كثيراً!! إذا ذهبت إلى طلب أي خدمة في مؤسسة صباحاً، دائماً ما تصادف ساعة الفطور - لا أدري إن كانت هي ساعة أم أكثر.. وأي لائحة في العمل تنص على إهدار وقت الصباح بأكمله في الفطور؟!.. وأي ساعة بالضبط هي المخصصة لذلك؟! حتى نعرف فقط!! وفي رمضان وما أدراك ما رمضان فالدوام يقصر، وبالرغم من ذلك تجد الناس يأتون متأخرين ويذهبون باكراً ..«ما جعانين.. ما تعبانين!». متى نعرف قيمة الوقت؟.. فهذه الثواني والدقائق والساعة هي جملة حياتنا والتي هي مزرعتنا للآخرة، وإذا رجعنا إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته نجد أن معظم غزواته كانت في رمضان «تبوك.. بدر» وغيرها من الفتوحات الإسلامية لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعرف قيمة الوقت العمل وأجره في رمضان. وفي ذلك عبرة ودرس وقيم يجب أن نتعلمها ونطبقها على واقعنا اليوم.. الذي يختلف عنه في شيء واحد.. وهو توفر كل المعينات.. يجب أن نرتب أولوياتنا ونجدولها بالورقة والقلم، فهناك المهم والأهم.. والمهم العاجل، والمهم غير العاجل.. وغيرالمهم وغير العاجل، ونطبقها على الأربع وعشرين ساعة في اليوم.. لنعطي لكل شيء وقته حتى النوم!! ولا تنسوا أن أول ما يسأل عنه العبد بعد صلاته عن حياته فيم أفناها، فهل نحن مستعدون للإجابة؟ فلنكن الآن بيننا وبين انفسنا لعلنا نقتنع بها.. آخر لحظة