الامم المتحدة (رويترز) - توجه مبعوثون من مجلس الامن الدولي الى السودان يوم الاثنين بهدف الضغط عليه لتجنب نشوب حرب أهلية جديدة من خلال التأكيد على عدم تأجيل الاستفتاء على انفصال الجنوب. ومن المقرر أن يجري الاستفتاء على ما اذا كان جنوب السودان شبه المستقل سينفصل أم سيبقى تحت سيطرة الخرطوم في الشمال في التاسع من يناير كانون الثاني القادم وهو نفس اليوم الذي سيشهد استفتاء في منطقة ابيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بشأن ما اذا كانت ستظل ضمن الشمال أم ستنضم الى الجنوب. وتأخرت الاستعدادات للاستفتاءين عن الجدول الزمني المحدد لها ويريد وفد مجلس الامن الضغط على السودانيين حتى يجري التصويت في الموعد المحدد من أجل تجنب نشوب حرب أهلية استمرت عقودا وانتهت عام 2005. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في اجتماع عالي المستوى بالاممالمتحدة الشهر الماضي ان ما يحدث في السودان مهم للمنطقة وللعالم وأن هذا البلد اما "سيمضي قدما نحو السلام واما أن ينزلق الى اراقة الدماء." وحذر محللون من ان هناك خطرا من نشوب حرب جديدة اذا تأجل الاستفتاء أو تعطل. ومن المرجح أن يصوت الجنوبيون للانفصال. وسوف تنضم سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة وعضو ادارة أوباما الى نظيرها البريطاني مارك ليل جرانت ومبعوثين بارزين اخرين من الدول الاعضاء بمجلس الامن للقيام بهذه الزيارة. وقال مسؤولون بالاممالمتحدة ان الوفد سيضم ايضا مبعوثين من روسيا والصين وهي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين الرئيسيين للسودان واحدى الدول التي تزود الخرطوم بالسلاح. وسوف يبدأ الوفد مهمته التي تستغرق أسبوعا بزيارة أوغندا حيث من المتوقع أن يلتقي أعضاء الوفد بالرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني قبل أن يتوجه الى جوبا عاصمة جنوب السوادن. وسوف يتوجه الوفد بعد ذلك الى اقليم دارفور بغرب السودان قبل الذهاب الى الخرطوم. وقال جون برندرجاست وهو مسوؤل سابق بوزارة الخارجية الامريكية وأحد مؤسسي (مشروع كفى) وهي جماعة مناهضة للابادة الجماعية انه يأمل أن تعبر زيارة وفد المجلس "عن توحد المجتمع الدولي حول سبيل واحد نحو السلام." وقال مسؤولون سودانيون ودبلوماسيون انهم كانوا يريدون ان يجتمع الوفد مع الرئيس عمر حسن البشير الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب ابادة جماعية وجرائم حرب أخرى في دارفور خلال السنوات السبع الماضية. ورفضت وفود أمريكية وبريطانية ووفود أخرى لقاء البشير وفضلت ألا تطلب الاجتماع به. وربما يكون البشير في ليبيا عندما يصل الوفد الى الخرطوم. وكان مسؤولون من شمال السودان وجنوبه قد تبادلوا الاتهامات الاسبوع الماضي بشأن نشر قوات على طول الحدود المشتركة قبل الاستفتاء. واتهم جيش جنوب السودان الشمال بحشد زهاء 70 ألف جندي في مناطق متنازع عليها والتخطيط لغزو الجنوب. وخاض الجانبان اشتباكات منذ توقيع اتفاق السلام عام 2005 كان أحدثها قبل عامين في ابيي وهي منطقة متنازع عليها بوسط السودان غنية بالاحتياطات النفطية والمراعي. وقال علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني يوم الاثنين ان استفتاء ابيي لن يجري ما لم يتم تسوية القضايا المعلقة أولا من خلال المحادثات في أول مؤشر من جانب القيادة السودانية على ان الاستفتاء الذي يحظى بحساسية سياسية قد لا يجرى. ويخشى بعض المحللين من أن تتحول ابيي الى "كشمير افريقيا" في اشارة الى ولاية متنازع عليها خاضت الهند وباكستان حربين بسببها.