لا أحد يمكنه فهم أبعاد العلاقة التي تربط المطربين والمطربات العرب بمديري أعمالهم، فمن علاقة تبدو في بدايتها أشبه ب "السمن على العسل"، إذا بالسمن يتحول بعد فترة إلى "سم" قاتل.. فمع أول خلاف بين المطرب ومدير أعماله تبدأ معارك لتكسير العظام، ويُكشف عن كثير من الأمور المستورة، وتتقاذف الاتهامات والتخوينات، وفجأة ينطفئ لهيب العراك الإعلامي، ويسود الصمت المريب أرض المعركة الوهمية.. ما يعني أن تسويات سرية قد جرت لقطع الطريق أمام مزيد من الفضائح كما ألمح بذلك ل"العربية.نت" مسؤول في نقابة الموسيقيين. ففي الفترة الأخيرة نشبت حرب شرسة بين المطربة الأردنية ديانا كرازون ومدير أعمالها ومنتجها السابق محمد المجالي الذي طالب بمنعها من الغناء في مصر، أو حتى الغناء بشكل عام بعد إخلالها بشروط التعاقد معه، وطالبها بسداد قيمة الشرط الجزائي وقدره مليون جنيه، لكن مع تدخل نقيب الموسيقيين المصري منير الوسيمي اتفق الطرفان على وقف التجاذب الإعلامي وحل الخلاف بشكل ودي ودفع الشرط الجزائي.. إلا أن ديانا ماطلت في سداد القيمة المتفق عليها فلم يجد المجالي أمامه سوى اللجوء إلى القضاء الأردني، وبدأ أيضاً في شن حرب شرسة من التصريحات ضدها وكشف العديد من أسرارها. اللبنانية هيفاء وهبي كان لها أيضا نصيب وافر من المشاكل مع مدير أعمالها السابق مصطفى سرور، وشن كلا الطرفين على الآخر حرباً شرسة على مواقع الإنترنت والصحف والمجلات بعد أن أخلّت هيفاء ببنود التعاقد بينها وبين سرور، فضلا على معاملتها غير اللائقة كما صرح بذلك، ما دعاه إلى شن حرب إعلامية ضدها تمثلت في فضح أساليب تعاملها مع الوسط الفني خاصة الشعراء والملحنين ومتعهدي الحفلات، وفجأة توقف التراشق الإعلامي، وحل الصمت بين الطرفين، وانتهت الحرب الطاحنة بهدنة واتفاقية سلام كتلك التي وقّعها العرب مع إسرائيل. كما شهدت الساحة الفنية صراعاً شرساً بين المطربة اللبنانية إليسا والملحن والمنتج ومدير أعمالها آنذاك جان صليبا، الذي اتهمها بالغرور، وبدأ في استنساخ إليسا أخرى وهي "ميليسا" التي تشبهها كثيراً، وأتى لها بالملحنين وكتاب الأغاني الذين عملوا من قبل مع "إليسا"، ومازال حتى الآن يراهن عليها لإزاحة الأخيرة من ساحتي الشهرة والمجد ويؤكد أنه من أوصلها إليهما. أما الفنانة شيرين عبدالوهاب فتعتبر من أكثر من أصابتهن لعنة مديري الأعمال، ونشبت بينها وبين مديري أعمالها العديد من المشكلات قبل وبعد العمل معها، بداية من أسامة رشدي الذي عمل معها لفترة كبيرة وظلت علاقتهما طيبة حتى أضاع عليها فرصة حفل كبير في دبي في بداية مشوارها الفني بسبب عدم تأكيده حجز سفرها، فنشبت بينهما خلافات عديدة تمت تسويتها سريعا. وانتقلت الخلافات بين شيرين إلى مدير أعمالها التالي خالد عبداللطيف، لكن بشكل آخر، حيث تركها بعد فتره وجيزة من العمل بسبب تعاملها الفردي في الأمور التي يراها من صميم اختصاصه، فاتهمها بالغرور والأنانية وتردد ضلوعه في حملات التشهير التي تعرضت لها في إحدى الفترات. مايا نصري أشهر الفنانات تعرضاً للمشاكل وإطلاق الشائعات بعد انفصالها عن مدير أعمالها السابق "سيد" الذي قام بترويج العديد من الشائعات المغرضة ضدها، ومن بينها زواجه منها بعقد عرفي، وقيامه ببث صور مزعومة لها، فقامت بتحرير عدة بلاغات ضده في النيابة المصرية اتهمته فيها بأنه حاول قتلها، ونشر بعض الصور والكليبات الملفقة لها على شبكة الإنترنت، ولم يعرف حتى الآن ما وراء هذه الخلافات. إلى ذلك، أكد مصطفى سرور المدير السابق لأعمال هيفاء وهبي ل"العربية.نت" أنه لن يعود للخوض في هذا الأمر نهائياً، واعتبره صفحة قديمة يريد طيها بحلوها ومرها، مؤكدا: "لا داعي لفتح الدفاتر القديمة، أنا الآن أركز في عملي، ولا تزال علاقتي بهيفاء طيبة بعد حل الخلافات التي حدثت بيننا". بينما قال خالد عبداللطيف، مدير أعمال شيرين عبدالوهاب السابق: لن أنسى فترة عملي مع شيرين مهما طال بي العمر، وما حدث فيها من مشكلات، وعموما أنا لم أجرح أو أذكر شيرين بسوء في أي مكان، بل أعتبرها من أهم مطربات جيلها.