اضطر سائق قطار سريع في مصر إلى التوقف عنوه، بعد تجمهر مئات الأشخاص على خط السكة الحديد، بإحدى مدن دلتا النيل، معترضين على عدم توقف القطار في محطتهم، مما يؤخرهم عن اللحاق بأعمالهم في العاصمة القاهرة رغم مروره شبه خالٍ من الركاب. كان نحو 500 شخص من سكان مدينة قويسنا (57 كم شمال القاهرة) قد قرروا صباح أمس الوقوف أمام القطار وإجبار سائقه على التوقف لاستقلاله، رغم أنه مقرر له عدم التوقف بمحطة المدينة، وذلك بعد أن تكررت شكواهم في الأسابيع الماضية لعدم توقف القطار لكن دون استجابة المسؤولين في هيئة السكك الحديدية، خاصة أن القطار يمر من أمامهم يوميا ولا يستفيدون منه رغم خلوه إلا من عدد قليل من الركاب، وهو ما عمل على استفزاز مشاعرهم نتيجة التزاحم الشديد في القطارات الصباحية الأخرى التي تتوقف بالمدينة، مما يعوق كثيرا منهم عن ركوبها وبالتالي الوصول متأخرين إلى أعمالهم بشكل يومي. ومع زيادة عدد المتجمهرين توقفت حركة القطارات تماما لأكثر من ساعتين، ولم تنجح مفاوضات مسؤولي الأمن معهم لفض التجمهر، إلا بعد أن توقف القطار الذي يرغبون فيه بالفعل، ورغم ركوبهم فيه فإنهم هددوا بقطع الطريق والوقوف أمام القطار يوميا لاستقلاله في حالة عدم صدور قرار رسمي من وزير النقل بتوقفه في محطتهم. أحد الركاب المتجمهرين أوضح ل«الشرق الأوسط» أنهم يلاحظون يوميا مرور القطار السريع المعروف باسم «قطار الديوان 1914» أمامهم وهو فارغ مما يثير حنقهم، وهو ما دعاهم لأن يطالبوا عبر الشكاوى الرسمية بتعديل خط سيره بتوقفه لديهم لكن دون أن يستجيب أحد، خاصة أن مطلبهم مشروع لتخفيف الزحام على القطارات السابقة واللاحقة لهذا القطار خاصة مع انتظام الدراسة الجامعية، ومع معاناتهم عند استقلال السيارات والحافلات العامة للوصول للقاهرة. الطريف، أن المتجمهرين وصفوا ركاب المحطات الأخرى التي يتوقف فيها القطار ب«المحظوظين»، كونهم يستقلون قطارا توجد فيه كثير من العربات إلى جانب خلوه من الركاب مما يساعدهم على «النوم الهادئ» في الصباح حين ركوبه، فيما يعانون هم من قلة عدد العربات في القطارات التي يستقلونها مما يؤدي إلى تكدسهم.