احمد المصري: أصبح البطل الشعبي الروماني ذو الأصول الفلسطينية رائد عرفات وزيرا للصحة عقب تعيينه من الرئيس الروماني تريان باسيسكو خلفا للوزير فاسيل تشيبوي الذي استقال من منصبه بسبب اتهامات بالفساد. وكان رئيس الوزراء الروماني الاشتراكي فيكتور بونتا من حزب يسار الوسط قد اقترح اسم عرفات لحقيبة الصحة آملا من وراء ذلك في زيادة شعبية حزبه في ضوء اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في التاسع من كانون الاول (ديسمبر) المقبل حيث يتمتع عرفات بشعبية واسعة لأنه وراء بناء خدمة الإسعاف 'سمورد' التي تتمتع بسمعة جيدة في رومانيا. ورائد عرفات من مواليد 24 ايار (مايو) 1964 في دمشق وهو طبيب متخصص في الأسعاف الأولي أسس مؤسسة (SMURD). الجدير بالذكر ان رائد عرفات استقال في اوائل العام من منصب نائب وزير الصحة في رومانيا، مما ادى الى خروج عشرات الآلاف من الاشخاص الى الشوارع مطالبين بعودته الى منصبة، وتطورت لمواجهات عنيفة بعدما بدأ المتظاهرون برشق الحجارة وحرق الممتلكات، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. وكان الطبيب الفلسطيني خرج في برنامج حواري على التلفزيون الروماني في حديث عن الإصلاح الحكومي لنظام الصحة العامة، وخلال البرنامج اتصل رئيس الدولة تريان باسيسكو وأنب عرفات بالبث الحي. وقال ان نائب وزير الصحة قد 'كذب عندما ادعى أن الحكومة تعتزم تدمير خدمة الإسعافات الأولية'، وفي أعقاب موجة من المظاهرات الحاشدة ضد الرئيس تراجع عرفات عن استقالته ووافق على العودة إلى منصبه. ومن المنتظر أن يعيد عرفات الآن ترتيب وزارة الصحة وتجديد بنيتها التحتية السيئة والعمل على إغراء الأطباء الرومانيين والممرضين المدربين جيدا بالبقاء في بلادهم بدلا من الهجرة منها بشكل جماعي. وتولى عرفات حقيبة الصحة بعد إلحاح شديد وطويل من رئيس الوزراء بونا على الرئيس باسيسكو. وكان الطبيب الفلسطيني قال في تصريحات صحافية سابقة ان والده داود عرفات 'لم يكن طبيبا كما يذكر البعض، انما مهندسا وتوفي في 1985 في حين ما زالت والدتي التي يبلغ عمرها 77 سنة الى الآن في نابلس التي يقيم فيها أخ لي اسمه عميد ويملك محلا للأجهزة الإلكترونية. كما ان لي شقيقة اسمها عبير، وهي طبيبة وتعمل في مستشفى بدبي'. والدكتور عرفات، الذي يزور نابلس من حين لآخر، متخصص بالتخدير وتخرج من جامعة 'كلوج' الرومانية الشهيرة، وأسس منظمة تطوعية للاسعاف والطوارئ اكتسبت شهرة واحتراما بسرعة في مختلف الأوساط الرومانية، وتبنتها الحكومة رسميا كجزء من وزارة الصحة التي عينوه وكيلها قبل 5 سنوات ومنحوه صلاحيات واسعة لتعميم التجربة في كل رومانيا. والدكتور رائد حائز على لقب 'رجل رومانيا الأول' وعلى وسام برتبة فارس في 2003 وآخر للاستحقاق الجمهوري في 2005 قلدا له من رئيسين للجمهورية، أحدهما الحالي. وكان بدأ مشروعه برأسمال صغير ورثه عن والده، فساهم بانقاذ العشرات من ذوي الحالات الطبية الحرجة، خصوصا في الأرياف والمناطق البعيدة أو على الطرق السريعة خارج المدن، فأصبح من الأشهر في رومانيا، لذلك حوله الرومانيون الى بطل.
