تحتضن أبوظبي الأسبوع القادم المؤتمر الثاني للشباب الكاثوليكي من كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية لتتجلّى بذلك سياسة التّسامح والتّعايش الحضاري بين مُختلف الديانات والثقافات التي تنتهجها الإمارات العربية المتحدة. ولا تتجلّى هذه السياسة في احتضان المُؤتمرات الدينية فحسب، بل كذلك في انتشار الكنائس في بلد يدين اهله بالإسلام ويتعايشون باحترام مع أناس من كل الأجناس والأديان والعقائد يمارسون طقوسهم الدينية في جو من الأمن والسلام. ووصل عدد الكنائساليوم إلى ثمان أربع منها في أبوظبي (من بينها واحدة في مدينة العين)، إضافة الى مركز للجالية الإنجيلية، وكنيسة كاثوليكية وأخرى ارثوذكسية روسية في الشارقة، وكنيسة في دبي التي احتضنت أول مؤتمر للشباب الكاثوليكي في المنطقة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009. وكانت آخر كنيسة من نصيب رأس الخيمة، وهي كنيسة أنجليكانية تتسع لحوالي ألفي زائر بُنيت على أرض مساحتها5600 متر مربع قدمها حاكم الإمارة كهدية. وكان بابا الاقباط الراحل شنودة الثالث، الذي عُرف بدفاعه عن التسامح الديني، قد قام في نيسان/ ابريل 2007 بتدشين أول كنيسة في مدينة أبوظبي. وتهدف فعاليات المؤتمر الثاني، الذي سيعقد من 15 إلى 17 من الشهر الجاري في كاتدرائية القديس يوسف في أبوظبي، ل"الرد على المواقف الفريدة التي تواجه الشباب الكاثوليكي في المنطقة"، كما جاء على الوكالة الكاثوليكية للأنباء (Catholic News Agency) بروما. سيشارك في المؤتمر القس الكاثوليكي مات فراد والراهب الفرنسيسكاني والموسيقي الأب ستان فورتونا من نيويورك والأخ جورج جبرائيل من كهنوت بلو جينس في الفلبين والأب مايكل سنفونا من فرقة أناويم الأوغندية. وبمناسبة عقد المؤتمر، قال المطران بولس هيندر من النيابة الرسولية لجنوب شبه الجزيرة العربية، التي يوجد مقرها في الإمارات، ان "مستقبل طائفة يكمن في شبابها وقد أعطت أبرشياتنا أهمية قصوى للمناسبات والأنشطة التي تعزز وتقوي إيمان شبابنا". خلال هذا المؤتمر، سوف يتم تنظيم حفل موسيقي من المتوقع أن يحضره أكثر من خمسة آلاف شخص، يتقدمهم المطران هيندر والمطران كاميلو من النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية التي يوجد مقرها في البحرين، واللذان سيترأسان أعمال المؤتمر. ويقدر عدد المسيحيين في المنطقة بحوالي 3 ملايين شخص، هم أساسا مغتربون من أجزاء أخرى من العالم يعملون في المنطقة. وقد وفدوا أساسا من الفلبين وأفريقيا والهند وباكستان وسريلانكا وسوريا ولبنان. والعدد الأكبر منهم يتواجد في السعودية التي لا يوجد فيها أي كنيسة أو معبد لغير المسلمين. ويقدر عدد المسيحيين من أتباع المذهب الكاثوليكي الروماني بنحو مليوني شخص. وتشير التقديرات الى ان عدد المسيحيين في دولة الامارات يصل الى حوالى نصف مليون شخص، يتركزون بغالبيتهم في أبوظبي والعين ودبي والشارقة. وشهدت جزيرة بني ياس، الواقعة غرب أبو ظبي، في السنوات الأخيرة حملة أثريّة للكشف عن المزيد من أجزاء دير تابع للكنيسة النسطورية يعود بناؤه إلى ما بين القرن السادس والسابع الميلادي. وكانت حملة الاستكشافات قد بدأت في عهد الشيخ زايد الذي كان مدافعا قويا عن التسامح الديني، بل ومنح الأراضي في أبوظبي من أجل بناء الكنائس المسيحية. وتقدم أبوظبي اليوم الدّعم لمزيد من التّنقيب في الموقع لمزيد من الاستكشافات.