أول أمبارح انعقد بقاعة الصداقة حاجة إسمها الملتقي الإقتصادي برعاية وزارة المالية . ومن شكل المدعوين وسحناتهم وحركاتهم فيمكن أن يقال عن المؤتمر بأنه ( كيزان لاقوا كيزان ) علي وزن دراويش لاقوا مدّاح . وبالطبع أكل المدعوين وشربوا علي حساب الراعي الرسمي وهو وزارة المالية وقطع شك بأن مصروفات الترحيل والنثريات الأخري وإيجار القاعة كانت علي حساب وزارة المالية أو المال العام وربما حضر بعض المدعوين بعرباتهم الحكومية وصرفوا علي البنزين من مال الدولة وطباعة الأوراق وغيرها من تجهيزات المؤتمر لا بد أن تكون قد دفعت من المال العام . وصرفت التغطية الإعلامية علي المؤتمر مبلغاً لا يستهان به من الأموال العامة وسبقت المؤتمر إعلانات في الصحف مدفوعة القيمة بلا أدني شك . وخاطب المؤتمر مسؤولون نافذون تركوا ( ترابيزهم ) الحكومية ومهامهم الرسمية وتفرغوا للخطب العصماء في منصة المؤتمر . وتمخضت كل هذه الهيلمانة عن قرار تاريخي برفع الدعم تدريجياً عن النواد البترولية ، ثم تبسم وزير المالية ومشرع ميزانيته للعام القادم ( جاهز جدا ) . ولم يشرح لنا دهاقنة علماء الإقتصاد الأخواني كيف كانت تدعم حكومتهم ( الرشيدة ) هذه المواد البترولية قبل أن يقرروا رفع الدعم . كما لم يوضحوا لنا الكيفية التي جعلت هذه الحكومة الرشيدة ذات التوجه الإسلامي في طليعة الدول الفاسدة . ولا شك أنهم لم يطلعوا علي تقرير المراجع العام عن قطاع البترول وعن ما يسمي بعجز العمليات التجارية الذي حير المراجع ذات نفسه ( وجنن بوبي ) . ولم ينتبهوا لملاحظته التي تقول أن العجز تمت تغطيته من عائدات بيع البترول في السوق المحلي ولم يسألوا أنفسهم عن من الذي يبيع المواد البترولية في السوق المحلي إن لم تكن وزارة البترول ممثلة في المؤسسة السودانية للنفط . ولم يهمهموا أو يغمغموا بأي حاجة عن سرقة الشركة الصينية للبترول لمبلغ 290 مليون دولار من عائدات النفط لشهري يونيو ويوليو لعام 2011 . ولم يقولوا لوزير المالية أمشي جيب القروش المسروقة قبل أن تزيد سعر البنزين والجازولين والذي منه ، كما لم يسألوه عن مبلغ 63 مليار جنيه مسروقة من الأموال العامة خلال سنة واحدة هي 2011 . وانفض سامر المؤتمر وزيت الكيزان في بيتهم ، وتجري ( التضريبات ) بلا شك عن نسبة زيادة أسعار السكر والبنزين الما موجود في الدمازين . في سالف العصر والأوان وعندما كنا نعمل في وزارة الطاقة اختفت 25 طن كيروسين من شحنة قادمة للخرطوم بالسكة حديد ، فسألت صديقتي (مني علي التوم )عن السبب فقالت لي بسرعة ( في فستان انقلب ) وكانت تعني فنطاس أو فنطاز بالمناسبة أخبار الانقلاب إيه ؟؟؟؟ الميدان