اشار عدد كبير من المدرسين واولياء الامور بالحاج يوسف الى بروز ما يسمى بظاهرة تسرب التلاميذ اثناء اليوم الدراسي وهي ظاهرة باتت تثير مخاوف الاباء والمعلمين على حد سواء. ذهب بعض الاساتذة واولياء امور التقت بهم «الصحافة» في جولتها لمعرفة الاسباب التي ادت الى بروز الظاهرة وارتفاع عدد التلاميذ والطلاب المتسيبين وحجم المشكلة علما ان الآباء واولياء الامور في حالة من الطمأنينة عند خروجهم في الصباح وبعد اخذهم المصروف اليومي يتجهون الى المدارس غير انهم علموا ان عددا كبيرا من ابنائهم يتسكعون اثناء اليوم الدراسي وبالزي المدرسي في الطرقات والازقة. خوجلي عثمان المعلم ومدير مدرسة البركة الثانوية بنين رفض الادلاء بتصريحات الى الصحيفة بعد صدور تعميم من وزارة التربية والتعليم والذي الجم ألسنة الاساتذة من التصريح لاي من الوسائط الاعلامية غير انه عاد مشيرا الى قلقهم من الظاهرة التي باتت الوزارة على علم بها داعياً الى دراسة اسبابها والسعي لايجاد حلول لها. ويشير الاستاذ يحيى الاحميد المدرس بالمدرسة الى غياب الدور الاسري من متابعة التحصيل الاكاديمي لابنائهم بالاضافة الى الفجوة بين اولياء الامور والمدرسة الذي كان سبباً وراء تلك الظاهرة، مؤكدا ان الجانب العقابي والخوف من المعلمين من قبل الطلاب من اسباب بروز الظاهرة، وذهب استاذ يحيى الاحميد الى ان الجانب المادي يبرز بقوة وباعتباره عاملا اساسيا فبدلاً من ان تتحصل المدارس الخاصة رسوم الدراسة من اولياء الامور تعمل على تحصيلها من الطلاب فتضغط الادارة الطلاب مراراً وتكراراً على دفع الرسوم الدراسية واحيانا تتطور الى?الطرد من المدرسة ما يدفع الطالب الى التسكع خارج اسوار المدرسة واشار الاحميد الى خطورة هذا الاتجاه الذي ربما دفع الطالب نحو الدخول الى السوق لجني الاموال خاصة اذا كان له زملاء يعملون ويدرسون فحتما سيغريه الدخل الذي يجنونه ايا كان قليلا او كثيراً. اما الاستاذ نميري عبد الله مدير مدرسة قطوف الخاصة للاساس فيرى ان حجم الظاهرة يختلف من منطقة الى اخرى، وان هناك فرقا بين تسرب الطلاب في مدارس الخرطوم والمناطق الطرفية، مشيرا الى البيئة الداخلية للمدرسة فالجانب النفسي للطالب له اثره فخوف الطلاب من المعلمين وكثرة الواجبات المدرسية بالاضافة الى مشاكل التلاميذ بين بعضهم البعض ، ويضيف الاستاذ نميري الى ذلك عوامل في الاطار الخارجي للمدرسة مثل انتشار العاب البلاي ستيشن وهي غير متوفرة في المدارس والمنازل فيعمد بعض التلاميذ الي ارتيادها. وثمن الاستاذ نميري شرطة حماية الاسرة والطفل التي تتابع معهم من فترة الى اخرى. وطالب الاستاذ نميري الاسرة والمجتمع عامة والمعلمين الى التضامن من اجل القضاء على الظاهرة. انتقادات حادة وجهها اولياء امور الطلاب الى المدارس واتهموها بانها السبب الاساسي وراء الظاهرة لعدم تهيئة البيئة المدرسية، وانعدام النشاطات بها التي تشجع التلاميذ بالبقاء داخل اسوارها، واكد الاباء ان المدارس باتت تولي كل الاهتمام الى الجانب الاكاديمي واهملت الجانب الثقافي بالاضافة الى انتشار دور العاب الكمبيوتر في الفترة الاخيرة فكان من الطبيعي ان يسلك الطلاب هذا الاتجاه. ولي امر احد التلاميذ اشار الى انتشار الظاهرة بصورة كبيرة في المدارس الحكومية وذلك لاهمال الطالب فيها وافتقار معظمها للبنى التحتية فعادة ما تجد مدارس بلا سور خارجي واذا وجد يكون مكسورا. «الصحافة» التقت ببعض الطلاب في احد الشوارع اثناء الدوام المدرسي سألتهم عن السبب وراء اقدامهم على التهرب ولكنهم رفضوا التحدث.