“الهمج يقتلون أسرهم تقرباً للله، والعنكبوت تقتل ذكرها من الشهوه، فلماذا يقتل طلاب دارفور؟؟" هكذا سألني أحد الاصدقاء، عبر رسالة نصية في هاتفي في وقت مبكر من صباح الجمعة، ولازلت اتلعثم في الاجابة علي هذا السؤال، لذلك قررت ان اطرحه على الجميع لنبدا رحلة البحث عن إجابة لهذا السؤال الذي أصبح يؤرق مضاجع الكثيرين، خاصة مواطني دارفور، الذين باتوا يودعون اولادهم المسافرين الى الدراسة في الجامعات، كما الذين يودعون جندي ذاهب الى حرب شرسة، قد يعود حياً او لا يعود. ظاهرة اغتيال طلاب دارفور، في الجامعت السودانية، تصاعدت مع احتدام الحرب في الاقليم، حيث كان الطالب بجامعة النيلين الشريف حسب الله، اول من سقط برصاصة مجهول في باحة نشاط الجامعة، في احداث عنف طلابية، في العام 2003، مع بداية اندلاع الحرب في دارفور، قبل ان يعثر على الطالب من دارفور بجامعة الخرطوم كلية التربية مقتولاً قرب النيل بأم درمان، في فبراير 2010، واكدت التقارير الى انه تعرض الى ضرب مبرح في أنحاء متفرقة من جسده، ليلحق به طالب عبد الحكيم عبد الله موسى الناشط بالجبهة الشعبية المتحدة طلاب جناج (عبد الواحد نور) والامين الثقافى لرابطة ابناء ريفي الملم (شاواية) بالجامعات والمعاهد العليا، مقتولاً في شهر مارس الماضي. ومازالت تتكرر حوادث الاغتيالات واستهداف طلاب دارفور بالجامعات السودانية بنفس سيناريو اغتيال امس الاول اربعة طلاب من جامعة الجزيرة، كانوا في عداد المفقودين، بعد وقوع مواجهات مع الشرطة والامن وطلاب المؤتمر الوطني بالجامعة، عقب دخول رابطة طلاب دارفور بجامعة في اعتصام عن الدراسة، رفضاً لقرارات ادارة الجامعة بدفع الرسوم الدراسية كاملة، وقد عثر على (عادل محمد احمد، ويونس محمد النيل الطالبين بالسنة الاولى كلية الزراعة الدفعة (35) مقتولين بالقرب من ترعة النشيشيبة، صباح الجمعة الماضي، وفي عصر ذات اليوم عثر على الطالب الصادق يعقوب الدفعة (34) السنة الثانية زراعة، وفي وقت متاخر من ليلة السبت عثر علي الطالب النعمان على قرشي مقتولاً في ذات المكان)، ونقل الجثامين الى مشرحة مستشفي ودمدني لمعرفة اسباب الوفاة. وحملت رابطة طلاب دارفور بجامعة الجزيرة، ادراة الجامعة وعمادة شئون الطلاب وإتحاد الطلاب مسؤولية اغتيال الطلاب، كما طالبت باقالة المدير وتقديم المجرمين الى محاكمة، وقالت الرابطة “إن طلاب دارفور دخلوا في اعتصام مفتوح الأحد الماضي 2 ديسمبر مطالبين بالسماح لهم بالتسجيل، الا انهم تعرضوا لعنف مفرط من قبل الشرطة و إتحاد الطلاب الذي جلب مليشيات من خارج الجامعة، لضرب و تخويف الطلاب المعتصمين، كما اعتقلت الشرطة و جهاز الامن العشرات من الطلاب، قبل ان يعثر على اربعة من المفقودين مقتولين بالقرب من ترعة الجامعة. اعتبرت هيئة محامي دارفور مايحدث لطلاب دارفور بالجامعات كارثة خطيرة جدا وتؤكد مدى الاستهتار بحياة ابناء دارفور من قبل الاجهزة الامنية بل والتربوية بالجامعات. وقالت الهيئة في بيان لها حول الاحداث في جامعة الجزيرة، لقد قام مدير الجامعة باستدعاء الاجهزة الامنية لدخول الجامعة على خلفية اعتصام طلاب ولايات دارفور امام القاعات داخل الجامعة، واضاف البيان من الغرائب ان مدير الجامعة لم يكتفى باستدعاء الاجهزة الامنية فقط بل كان يحمل سيخا فى يده و ينعت بأفظع الالفاظ طلاب دارفور ويقول أنهم قرود يجب طردهم من جامعته. وناشدت الهيئة المنظمات الوطنية والاقليمية والدولية شجب وادانة انتهاكات جهاز الامن السوداني لحقوق طلاب دارفور المتمثلة في الحق في الحياة والمساواة وحقوق الطلاب كافة في جميع انحاء السودان في مؤسساتها التربوية وتقديم كل الضالعين في الجرائم للمسألة القانونية وعلى حكومة السودان احترام التزاماتها الدولية والاقليمية والوطنية، وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، والناشط في حقوق الانسان صالح محمود إن ظاهرة اغتيال طلاب في الجامعات السودانية مسلسل اجرامي طويل في مواجهة طلاب دارفور، واعتبر محمود ان ماحدث في جامعة الجزيرة من اغتيال لعدد من طلاب دارفور، تصعيد غير مسبوق، وحدث امام السلطات الامنية، وهذا يدل على ان هناك اتجاة اجرامي داخل النظام مرتبطة بسياسات مركزية، واضاف لولا ذلك ما تكررت تلك الحوادث، كما ان عدم القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة يؤكد ذلك،واكد ان منذ اندلاع الحرب في الاقليم ينظر حزب المؤتمر الوطني الى طلاب دارفور، بانهم اعداء لذلك يجب ان يضربوا بيد من حديد، ودعا صالح كل منظمات المجتمع المدني، واهل دارفور والقوي السياسية والحركات الشبايبة، لتوحد من اجل التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، والعمل لتقديم المجرمين الى العدالة. الميدان