ا نيويورك - دانييل سكينتلر - لم يحدث كل هذا القدر من الاهتمام والجدل في وسائل الإعلام بخصوص علاقة غرامية تخص مسئول، مثلما جرى مع المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي إيه) ديفيد باتريوس وباولا برودويل التي كانت تتولى كتابة سيرته الذاتية، حيث أن البعض ذهب إلى القول بإن ما حدث كان يمثل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدةالأمريكية، وهو الأمر الذي دفع المسؤول إلى الاستقالة، ولكن عزاءه أنه لم يكن الوحيد الذي تعرض لهذا الأمر، فلقد سبقه الكثير من كبار المسؤولين الأمريكيين سواء داخل عالم السياسة أو مجال الأعمال لنفس المصير بسبب علاقات غير شرعية جرت خارج إطار الزواج. ففي مجال السياسة سبقه لهذا الأمر الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي بعلاقته الشهيرة بفتاة الأغراءوساحرة القلوب الأمريكية مارلين مونرو، التي عثر على جثتها عارية في الخامس من آب /أغسطس 1962 ولا يزال الجدل دائراحول ما اذا كانت ماتت مقتولة أم منتحرة، ولكن الفارق هنا أنه في هذا الأمر، فإن النهاية السيئة لم تكن من نصيب الرجل، على عكس كل الحالات التالية في مجال الأعمال. مارك هارد وهيوليت باكارد مع رحيل مارك هارد عن (هيوليت باكارد) أو (إتش بي ) في آب/أغسطس 2010 بدأ سقوط الشركة التي كانت تعتبر في يوم من الأيام أكبر مجموعة الكترونية في العالم، كان هارد حينها بدأ علاقة عاطفية مع شقراء فاتنة كانت شركة (إتش بي) تتعاقد معها لفترات معينة، ولا أحد يستطيع أن يجزم إلى أي مدى ذهبت هذه العلاقة، وإن كان الطرفان أكدا أنها لم تصل إلى حد بعيد، ولكن كان الكشف عن قيام هارد بدعوة الفتاة ووالدتها أكثر من مرة لتناول الغداء على حساب الشركة، وهو ما كان السبب الرئيسي وراء الاستغناء عن خدماته. الأمر لم يكن هينا بالنسبة للشركة، خاصة وأن هارد بمجهوداته كان قد ساهم في ألا تتأثر الشركة بشكل كبير بالأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي مع مطلع عام 2008 ، من خلال توسيع أعمالها واتباع نظام تقشف صارم. جاء بعده الألماني ليو أبوثيكر الذي قام بشراء شركة التطوير والبرمجيات البريطانية (أوتونومي)، ولكنها لم تكن صفقة ناجحة بكل المعايير وبدأ العملاء يفقدون ثقتهم في (إتش بي) لتتراجع مبيعاتها من الحواسب وآلات الطباعة، إلى أن تم استبدال أبوثيكر بميج ويتمان التي جعلتها الظروف تتحمل مسؤوليةإعلان خسائر الشركة واحدة تلو الأخرى، في حين أن الأمور على الطرف الأخر بالنسبة لهارد تبدو في أفضل حال فهو يشغل منصب نائب رئيس شركة (أوراكل) ولا توجد أي مؤشرات حول أي علاقة غرامية جديدة. براين دان وبيست باي (Best Buy) رحيل براين دان هو الأخر عن (بيست باي)، أكبر شركة أجهزة الكترونية في الولاياتالمتحدة، لم يكن أمرا مخططا له، حيث تم الكشف عن وجود علاقة بينه وبين موظفة أصغر منه سنا، مما أجبره على الاستقالة من منصبه القيادي، ولم يتوقف الأمر عند هذا حيث أن مؤسس الشركة ورئيس مجلس إدارتها ريتشارد سكولزه، تأثر بالأمر أيضا، لأنه كان يتحفظ على أدلة تخص تصرفات وأفعال دان ولم يكشف عنها، وتسبب هذا الأمر في غياب إداري عانت منه الشركة في وقت استغلته شركات المبيعات عن طريق الإنترنت مثل (أمازون) لجذب العملاء والاستحواذ عليهم. كريستوفر كوباسيك ولوكهيد مارتين تم اكتشاف فضيحة كريستوفر كوباسيك عقب فترة قليلة للغاية من استقالة باتريوس على خلفية العلاقة السابق ذكرها، حيث كان من المقرر أن يشغل كريستوفر منصب المدير العام لشركة (لوكهيد مارتين)، إلا أنه كان على علاقة بإحدى الموظفات، لتنهار أحلامه وتتهمه الشركة بانتهاك القواعد الأخلاقية ليجبر على الاستقالة، ويكون المنصب من نصيب مارلين هيوسون. هاري ستونسيفر و(بوينج) وبالعودة قليلا في الزمن تظهر قضية الرئيس السابق لشركة بوينج للطائرات، هاري ستونسيفر، حيث جاء سقوطه في 2005 بسبب عدم التزامه بالقواعد الأخلاقية التي كان هو نفسه من فرضها في الشركة، حيث دخل في علاقة غير شرعية مع إحدى المسؤولات الإداريات بالشركة، فما كان من إدارة بوينج إلا أن طلبت منه التقدم باستقالته، فيما رفعت عليه زوجته دعوى طلاق. المثير في الأمر أن ستونسيفر كان في الأساس قد تقاعد قبل هذه الفضيحة إلا أن الشركة استدعته وطلبت منه تولي مهمة الإدارة عقب أن كان مديرها التنفيذي السابق اضطر للاستقالة بسبب تورطه في فضيحة تتعلق بالبنتاجون، وفي النهاية تولى جيم ماك نيرني مسؤولية الشركة ولا يزال على رأسها حتى اليوم.