يصف الشاعر العماني إبراهيم الهنائي نفسه بأنه شاعر عربي يبحث عن التعبير والوحدة والكون عن طريق الشعر والكتابة، ويرى أن الحركة الأدبية العمانية وإن كانت تأخرت بعض الوقت إلا أنها الآن تخطو خطوات جيدة نحو الانتشار الحقيقي والتنوع المختلف في المجالات الثقافية والأدبية كافة. حول خارطة الشعر العماني وأعماله ومسيرته كان هذا الحوار. كتب الخبر: سيد حسين أخبرنا عن ديوانك «خبئ لا ظل له»؟ فاز الديوان في مسابقة سلطنة عمان الأخيرة للشعر في «الملتقى الأدبي السنوي». يأتي «خبئ لا ظل له» على مستوى الشباب في الشعر الفصيح ويتماشى مع الفلسفة الوجودية، لذلك جاء بكثير من المصطلحات الوجودية، وهو أقرب إلى الصوفية في محاولة للاقتراب من الأسئلة الكبرى التي يطرحها الإنسان عن الوجود، لكن بطريقة معينة. اشتغلت على النص مركزاً على المعنى الدلالي أكثر من الشكل الفني، وأعتقد أنه نص يفسر رؤيتي للكون والوجود. متى أيقنت أن الشعر والأدب جزء من حياتك؟ بعد سنوات بسيطة من الكتابة، لأن الأخيرة بدأت في ذهني أولاً من خلال محاولة تتبع أفكار الأدباء العرب. بعد مرحلة معينة، عرفت أن الشعر ليس كلاماً ومرحلة تعبيرية فحسب، إنما طريقة حياة وعيش... وكل شيء. كيف أفدت واستفدت من جماعة الخليل الأدبية في عمان؟ جماعة الخليل للأدب هي الجماعة الحاضنة لطلاب جامعة السلطان قابوس، لذلك أخرجت أسماء كثيرة إلى الساحة العمانية، لكن ليس ضمن مفهوم صناعة الأديب بل ضمن ما يُسمى بالجماعة الحاضنة والمعبرة عنه. فحققت جزءاً كبيراً من الشهرة نتيجة اللقاءات الشعرية والأدبية ومسابقاتها المختلفة، ووجدت فيها مجتمعاً أدبياً صغيراً ضمن المجتمع الأدبي الكبير، فاشتغلت داخل هذا المجتمع بثقة قدمتني وعرفتني إلى شعراء وأدباء كثر. ولأنني كنت رئيس الجماعة العام الماضي، حاولت أيضاً أن أترك بدوري فيها ما كنت أريد أن تحققه من انتشار على المستوى الثقافي الكبير، فاستضفنا فيها شعراء كثراً أبرزهم الشاعر المصري أحمد بخيت. كذلك قدمنا فعاليات ومهرجانات أدبية أخرى. عموماً، أتوقع أنها أضافت إلي أكثر مما أضفته إليها. كيف ترى الحركة الأدبية والثقافية في عمان الآن والبعض يتهمها بالمحلية وعدم الانتشار؟ الحركة الأدبية والثقافية في عمان داخلية أكثر منها خارجية لسبب قديم جداً، وأعتقد أنها ليست عزلة مادية بل مكانية. فالأدب العماني وصل إلى مصر وإلى غيرها من الدول العربية، وترجمت بعض نصوصه وإصداراته إلى اللغات العالمية. عموماً، أعتقد أن المشهد الثقافي في عمان جيد، لكنه بحاجة إلى الظهور أكثر، والسبب في الغالب قلة عدد الكتاب في السلطنة. كيف ترى حرية الكتابة والتعبير في عمان؟ وهل ثمة قيود عليها؟ الكتابة لا قيد عليها وحريتها واسعة، أما التعبير بالمفهوم السياسي فأتوقع أنه مكبل بقيود كثيرة، من بينها قيود فهم المجتمع لحرية التعبير وحرية الكلمة. يقول البعض إن الحركة النقدية العمانية متأخرة عن مواكبة الحركة الأدبية الحالية، فما تعليقك؟