الخرطوم (رويترز) - دعا بدو من قبائل المسيرية في السودان يوم الاربعاء الى اجراء محادثات مباشرة مع زعماء قبائل لحل نزاع على مستقبل منطقة أبيي المنتجة للنفط قائلين ان الساسة تسببوا في تعقيد القضية. ولم يتبق أمام سكان منطقة أبيي في وسط السودان سوى أقل من ثلاثة أشهر لبدء استفتاء مقرر لتحديد ما اذا كان سينضمون الى شمال السودان أم الى الجنوب وهو تصويت وعدت به اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 التي انهت عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب في السودان. واستمر الخلاف بين شمال السودان وجنوبه واللذين يطالب كل منهما بمنطقة أبيي بشأن كيفية تنظيم التصويت وحذر محللون من أن التوترات المتزايدة حول الاستفتاء قد تشعل الحرب من جديد. واختتمت يوم الثلاثاء في أديس أبابا اخر جولة من المفاوضات بين الحزبين الرئيسيين في الشمال والجنوب بحضور المبعوث الامريكي الخاص بالسودان سكوت جرايشن دون التوصل الى اتفاق. وقال زعماء من قبائل المسيرية الذين يرعون عادة ماشيتهم في منطقة أبيي للصحفيين يوم الاربعاء انهم يستطيعون حل الخلافات على الاقليم في غضون أيام من خلال المحادثات المباشرة مع زعماء من قبيلة الدنكا نقوق دون تدخل من السياسيين. وقال حسين جلال الدين نائب رئيس منتدى المسيرية وهو هيئة قبلية استشارية لرويتزر "ما نحتاجه هو أن ترفع الحركة الشعبية لتحرير السودان (الحزب المسيطر في الجنوب) وحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في الشمال) أيديهما." ومضى يقول ان الحزبين السياسيين "شوها كل شيء. وتسببا في كثير من المشكلات غير الضرورية. الشعب (في أبيي) يعيش في وئام." وقال جلال الدين ان تنافس الشمال والجنوب على النفط في المنطقة أدى الى تعقيد النزاع على أبيي. وقال ان المسيرية والدنكا الذين اكتشفوا طرقا تقليدية لتسوية المنازعات على الارض لعشرات السنين لا يهتمان كثيرا بالنفط في المنطقة. وأضاف جلال الدين أنه يأمل في ترك الجماعتين لشأنهما لحل القضية في الجولة التالية من المحادثات المقرر أن تبدأ في أديس أبابا في نهاية الشهر. وقال صديق بابو نمر وهو مسؤول كبير في المسيرية في مؤتمر صحفي في الخرطوم انه من الممكن حل هذا الخلاف في غضون يومين من خلال المحادثات المباشرة. وتظل مسألة من يحق له التصويت في الاستفتاء من بين النقاط الرئيسية العالقة. وتقول المسيرية ان لديهم حقا مساويا لحق قبيلة الدنكا في التصويت في الاستفتاء بينما يصر زعماء الحركة الشعبية لتحرير السودان على أن الدنكا المستقرين فقط وعددا محدودا من المسيرية هم الذين يحسبون كسكان دائمين في أبيي. ومن المقرر أن يجرى التصويت في أبيي في يوم التاسع من يناير كانون الثاني 2011 وهو اليوم المقرر أن يجرى فيه استفتاء بين أبناء جنوب السودان لتحديد ما اذا كانوا سيبقون جزءا من السودان أم سيعلنون الاستقلال. وقال زعماء الحركة الشعبية لتحرير السودان ان الجنوبيين سيختارون الاستقلال على الارجح بينما يشن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر حسن البشير حملة لاقناع الجنوبيين باختيار الوحدة. ووعد البشير في كلمة أمام البرلمان يوم الثلاثاء بتكثيف التنمية في الجنوب مضيفا أنه يتطلع الى أن يختار الاشقاء في الجنوب الوحدة اذا منحوا فرصة عادلة وحرية الاختيار