في العام 2004م عندما أصبحت مصفاة الخرطوم علي وشك بداية إستقبال خط جديد من النفط يخرج من ضمن مخلفاته مادة الفحم أصبح لزاما علي إدارة المصفاة أن تستعد لهذا الحدث بما يتناسب مع كل الإحتياطات من سلامة موقع التخزين ومطابقته لمواصفات السلامة وصحة البيئة فكان أن تم إختيار موقع يبعد أكثر من خمسة كيلو مترات شرق المصفاة لأقامة مخازن الفحم (cooke yard) والذي تم تنفيذه حسب المواصفات المطلوبة وهو عبارة عن ساحة مسورة تم تفريغها من تربتها الأصلية وردمها بعمق مترين بطبقة أساس مثلما يتم في مشروعات الطرق من تخمير لمواد الردمية وتسوية بالقريدر ودمك بالمندالة وأخذ عينات لنتائج فحص التربة ..ثم صب أرضيتها تماما بالخرسانة المسلحة بطبقة من الحديد ويوجد بينها وبين التربة عازل لمنع أي تسرب لباطن الأرض .. سقت هذه المعلومات بإعتباري شاهد عيان حتي يدرك المسؤولين بالولاية مدي الإستهتار من شركة اسمنت عطبرة وهي تصب الفحم في حفره كبيرة وعلي مقربة من المناطق السكنية بمدينة الدامر دون أي خوف ولا أدري ما فائدة سور السلك الذي لن يمنع الهواء ولن يحجب التسرب وقد إحتج مواطني العكد القريبة من الموقع وذكر بعضهم أن هذه التلال ساهمت في إرتفاع درجات الحرارة وتوالد البعوض جراء المياه التي تستخدم لتبريد الفحم يوميا ..... والسؤال الذي يفرض نفسه من هم المتسترون علي هذا الأمر ولماذا يوافقون علي دس السموم في أرض الدامر ؟ هل الأرض تابعة للمحلية ؟ أم لمواطن وهو من إستأجرها للشركة لهذا الغرض البغيض ؟ لماذا أصلا لا ترحل الشركة هذا الفحم من الجيلي للمصنع بالضفة الغربية لمحلية عطبرة ؟ أسئلة مشروعة تستحق نصب المشانق وليس الإستجواب فقط . .. أما الكارثة التي لم تكن تخطر علي البال هي وجود مصنع آخر بالدامر هو مصنع الشمال للأسمنت لديه آلاف الأطنان من الفحم البترولي شرق الدامر يرجح أنها في أراضي سكنية وهو ماينذر بكارثة خطيرة جدا وهو أن تسرب سموم هذه المادة لباطن الأرض ربما يجعلها غير صالحة للسكن مستقبلا .. فإلي متي الصمت يا حكومة نهر النيل وأين محلية الدامر التي أبتلاها الله بحفنة من عديمي الضمائر المشغولين بتوافه الأمور ويغضون الطرف عن هموم المواطن الحقيقية ... المواطن الصابر يري البؤس والخراب ويعاني من الأمراض وبعض المصانع تتحايل وتعمل ليلا حتي لا يري الغبار الناتج من أفرانها ؟ ومازالت حكومة الولاية تذر الرماد في العيون بالإحتفالات والمهرجانات ودلق الوعود الكاذبة .. ورحم الله النائب الأسبق مأمون كليب الذي كان مهموما بالآثار البيئية لهذه المصانع أما الآن فالدامر لا نواب لها بل (نوام) نسأل الله أن يفيقوا في المحطة الأخيرة ولا يفوت بهم القطار .. [email protected]