القاهرة - في أكثر من بلد، من البلدان التي هزتها الأحداث والثورات، أخذت تظهر هويات سادت ثم بادت، فنقابات الأشراف والسادة والطالبيين انتشلت من بئر الذاكرة، يوم كانت الدولة العباسية، ولهذه النقابة حضور مؤثر، وها هو الحال في مصر ينبثق مركز دراسات باسم الفاطميين، الذين حكموا بعد كافور الأخشيدي على أساس أنهم أبناء المهدي العبيدي، ويقطعوا مصر عن الدولة العباسية لأكثر من مئتي عام بذريعة دينية، مازالت تُسخر بقوة في المواجهات والحروب، حتى أن الرئيس الإيراني استحضر المهدي المنتظر على منبر الأممالمتحدة. رئيس المركز الفاطمي هو بهاء أنور محمد، وهو قيادي في حزب "غد الثورة" والقيادي فيه، وصار عضو التحالف المصري للأقليات، وهو محلل سياسي و المتحدث الرسمي باسم الشيعة المصريين، ومؤسس حركة شباب مصر الفاطمية وعضو بإتحاد شباب ماسبير. وحسب بيانه له علاقات مع كثير من السياسيين المصريين ورؤساء الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقادة الأقليات الدينية والعرقية. وحظي بلقاء مع ثلاثين سفيراً بالقاهرة، بينهم سفير الفاتيكان، واستراليا، اليابان، النرويج، فنلندا، المانيا، بولندا، الكويت، عمان، الدنمارك، اليونان، صربيا، كما قامت السفيرة الأميركية آن باترسون بدعوته على العشاء بالسفارة الأميركية بالقاهرة. بمعنى هناك نشاط لافت للنظر، لتأكيد هوية أوسع من هوية طائفية شيعية، وهي الهوية الفاطمية، فمع علمنا أن دولة الفاطميين دخلت في حروب شعواء مع دول شيعية، كالحمدانية والسلطنة البويهية، وإنها تختلف اختلافاً كلياً عن الشيعة التي ينتمي إليها رئيس المركر، وهم الشيعة الإمامية إلا أن بعث الهوية الفاطمية لها مدلول آخر، ألا وهو محاولة امتلاك الماضي وتشريعه ككيان قائم عبر المركز الفاطمي. والمركز هو مؤسسة متخصصة غير حكومية مسجلة في القاهرة تحت رقم 68892، تدعي أنها مؤسسة مدنية خاصة. من أهدافه: تقديم أبحاث ودراسات حول المجتمع المدني والحركات الإسلامية في مصر عن طريق: 1- تقارير إسبوعية شاملة و مفصلة عن الوضع السياسي في مصر مع تحليل سياسي بأيدي خبراء و متخصصين في مجال التحليل و كبار الصحفيين و الحقوقيين و تشمل أحداث كل يوم في الإسبوع مع توقعات للأحداث القائمة مع تحليل مفصل وربط للأحداث. حيث نقيم و نشرف على تنظيم ندوات و مؤتمرات و نؤمن بحرية تبادل المعرفة وفتح قنوات التعاون مع الجميع بدون أي تحزب أو عصبية سواء كانت حزبية أو عرقية أو دينية و نشرف و نشارك في متابعة الاستفتاء والانتخابات و نقيم غرفة عمليات للمتابعة كم نقوم بعمل و تنظيم استطلاعات للرأي. 2- دراسات سياسية مفصلة حول الحركات والأحزاب السياسية المصرية والأقليات الدينية مثل الأقباط، الشيعة، الصوفية، البهائيين والأقليات العرقية مثل النوبة وأهل سيناء و الأمازيغ. كما يتم إرسال تقارير يومية في أيام الإنتخابات والأحداث الكبيرة. 3- التقرير الأسبوعي الشامل يشمل الأخبار المنشورة مع تحليل للجرائد المصرية في كل يوم من هذا الإسبوع مع توقعات لما سيحدث ويشمل أخبار جميع الصحف والجرائد التي تخص كل الأطياف السياسية والدينية "إخوان مسلمون، سلفيين، أحزاب سياسية، حركات سياسية، ناشطين سياسيين، أقباط، شيعة، نوبة، أمازيغ، صوفيون". 4 - كما تقوم بعمل أبحاث و دراسات مفصلة في جميع الشؤون السياسية وشؤون الأقليات في مصر. هذا ما ورد في بيان المركز الفاطمي، السؤال هل بعث الهويات السياسية بالأساس، والتي سادت ثم بادت كدول وحكومات، تنبعث من تلقاء نفسها، بلا حضور دولة مستفيدة من هذا الحضور، كالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وولاية الفقيه فيها؟! فقد عدد رئيس المركز السفراء الثلاثين الذين التقاهم وليس بينهم السفير الإيراني، فهل جرى الأمر للتعمية، أم أن الصلة مباشرة بمكتب ولاية الفقيه، حتى تتعدى مسؤوليات السفير نفسه، هذا مجرد سؤال لا اتهام! نقول وماذا لو تجمع الأيوبيون، الذين أتوا بعد الفاطميين، وأعلنوا عن رابطة أيوبية، وينبعث النزاع في مصر الديمقراطية! هذا مجرد سؤال أيضاً.